بدأت عملية التهريب منذ اللحظة التي أقيم فيها مجمع السكن الذي وجد سكانه أنفسهم يعيشون على 180 غرام خبز يومياً, 220 غرام سكر شهريا, كغم واحد مربى, ونصف كغم عسل. وبحساب بسيط تبين أن ما يسمى بالتغذية الرسمية لا يغطي حتى 10٪ من الاحتياجات العادية. ولو اضطر اليهود للاكتفاء بالتغذية الرسمية فقط لكان على سكان الغيتو كافة الموت جوعا خلال فترة قصيرة ...
بذلت السلطات الألمانية كل ما في وسعها لإغلاق الغيتو عن العالم الخارجي نهائيا ومنع ادخال أي شيء من الأطعمة إليه. أحيط الغيتو من كافة جوانبه بالاسوار ولم يترك الألمان نقطة واحدة دون مراقبة ...
وبمحاذاة الأسوار ارتفعت الأسلاك الشائكة. عندما رأت السلطات أن ذلك لا يفيد ألقت على المجلس اليهودي (Judenrat"يودنرات") مهمة إعلاء الأسوار وغرز حطام الزجاج فوقها, على حساب اليهود بالطبع.
وزعت الحراسة على الأسوار بين عدة أنواع من الحراس, الذين كان عددهم يزداد باستمرار. فوق الأسوار جلس رجال "الجندرما" إلى جانب أفراد الشرطة البولندية وبجانبهم وقف صفان من الجندرما والشرطة اليهودية ... كان ضحايا التهريب من اليهود في الأساس ولكن بعض البولنديين سقطوا في تلك العمليات. وقد استخدمت وسائل صارمة لوقف التهريب وتكرر رمي المهربين بالرصاص في معتقل " غينشوفكا" وفي إحدى المرات وقعت مذبحة حقيقية – فقد رمي بالرصاص مائة شخص في منطقة وارسو. وكان من بين ضحايا التهريب عشرات الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 5 – 6 سنوات, قتل معظمهم بأيدي القتلة الألمان لدى خروجهم قرب الأسوار ... على الرغم من ذلك كله, لم ينقطع التهريب دقيقة واحدة. وقبل زوال بقع دم اليهود المعدمين عن الشارع واصلت مجموعات أخرى العمل كانت تنتظر إشارة من "الشموع" وهم حراس على المهربين للتدليل على أن المنطقة خالية ...
كان التهريب يتم بالطرق التالية: 1. عبر الأسوار. 2. عبر البوابات. 3. بواسطة الأنفاق التحت أرضية. 4. بواسطة الخنادق. 5. عبر البيوت المتلاصقة ...
من:
Documents On The Holocaust, edited by: Yitzhak Arad, Yisrael Gutman, Abraham Margaliot, Yad Vashem, Pergamon Press, 1981, pp. 228-229.
جميع الحقوق محفوظة © 2017 ياد فاشيم