صدر عام 1938 قانون ألزم الرجال من اليهود بإضافة اسم "يسرائيل" إلى أسمائهم الأصلية والنساء بإضافة اسم "سارا" إلى أسمائهن الأصلية، في حال لم يكن الاسم الأصلي يشهد بكونهم من اليهود بحسب قائمة وضعها النازيون ب"الأسماء اليهودية". وهكذا بات من السهل التعرف على اليهودي بمجرد التعرف على اسمه. وفي الخامس عشر من حزيران يونيو عام 1938 تم إرسال نحو 1500 يهودي إلى معسكرات الاعتقال النازية، ثم بدأت في أكتوبر تشرين الأول من العام ذاته حملة اعتقال اليهود الحاملين للجنسية البولندية والتي تُوّجت بعد فترة وجيزة بترحيل 17 ألفا من اليهود إلى الحدود البولندية. وقد رفضت الحكومة البولندية قبولهم فطردت بعضهم إلى بلدة زباجين الحدودية حيث أقاموا في ظروف غاية في القسوة.
وقد جعلت هذه الاضطهادات الكثيرين من اليهود يرغبون في مغادرة ألمانيا، ولكن العديد من البلدان رفضت قبولهم. وفي محاولة لحل مشكلة اليهود اللاجئين القادمين من ألمانيا انعقد في فرنسا في شهر يوليو تموز عام 1938 مؤتمر إيفيان بغية إيجاد أماكن لهم يأوون إليها. ولكن مداولات ذاك المؤتمر لم تتمخض عن نتائج حقيقية. وحين علم الألمان بأن دول العالم لا تنوي التطوع لاستقبال أعداد كبيرة من اليهود، توصلوا إلى أن هدفهم الرئيس في إقصاء اليهود عن ألمانيا سوف لا يتحقق بالوسائل "الشرعية" وحدها، وعليه، قرروا تصعيد أعمال العنف والإرهاب ضد اليهود. واستغل القادة الألمان اغتيال الموظف في السفارة الألمانية في باريس على أيدي شاب يهودي يدعى هيرشل غرينشبان لإطلاق المشاغبات التي عرفت فيما بعد بليلة الزجاج المحطم حيث أقدم مشاغبون خلال ليلة التاسع من نوفمبر تشرين الثاني من عام 1938 وفي جميع انحاء ألمانيا على تحطيم زجاج نوافذ بيوت اليهود وواجهات محلاتهم التجارية، بالإضافة إلى نهب الممتلكات اليهودية وإضرام النار فيما يتجاوز 250 كنيسا يهوديا. وخلال تلك الليلة تعرض آلاف اليهود للضرب والإهانة, وقُتل وجُرح العشرات. وخلال تلك المشاغبات تم تدمير أكثر من 7500 عمل تجاري وإرسال نحو 30 ألفا من اليهود إلى معسكرات الاعتقال النازية.
وجدير بالملاحظة أن الرد اليهودي على الاضطهاد تضمن بعدين أولهما مضاعفة اليهود لجهودهم للهجرة من ألمانيا، والآخر محاولتهم تقوية البناء الداخلي للطائفة اليهودية في المجالات التعليمية والثقافية والاجتماعية وتعميق الهوية اليهودية.
وفي مارس آذار من عام 1938 تم ضم النمسا إلى الرايخ الألماني(آنشلوس)، ما أسقط يهودها البالغ عددهم 185 ألفا في أعماق الشبكة الاضطهادية التي كان قد نسجها العنكبوت الألماني لليهود الألمان. وعند الانتهاء من تقطيع أوصال تشيكوسلوفاكيا في الخامس عشر من مارس آذار 1939 أصبح 118 ألفا آخر من اليهود سكان محمية بوهيميا ومورافيا المتأسسة لتوها تحت الحكم النازي المباشر، مما وضعهم أمام ضرورة الهجرة هم الآخرين. وبلغ مجموع عدد اليهود الذين غادروا ألمانيا في حدودها الموسعة حوالي 450 ألف نسمة، أي أكثر من نصف عدد اليهود الذين كانوا يقطنون تلك الأراضي قبل سنة 1933. ولدى نشوب الحرب العالمية الثانية كان الذين بقوا في مواطنهم والذين كانوا يسكنون في دول أوروبية أخرى يواجهون واقعا يسوده التهديد بالإبادة.