الدوام:
الأحد-الخميس: 9:00-17:00
الجمعة وعشية الأعياد: 9:00-14:00
تغلق مؤسسة "ياد فاشيم" أبوابها أيام السبت وجميع الأعياد اليهودية
الدوام:
الأحد-الخميس: 9:00-17:00
الجمعة وعشية الأعياد: 9:00-14:00
تغلق مؤسسة "ياد فاشيم" أبوابها أيام السبت وجميع الأعياد اليهودية
هو مؤلف ملقف يعتبر أشهر عملية تلقيف أدبية لاسامية. لقد تم صياغة هذا المؤلف على شكل مجموعة من بروتوكولات لجلسات سرية مزعومة عقدها "قادة يهود العالم ("حكماء صهيون") لبحث مخطط لهم للسيطرة على العالم. وقد نشر المؤلف لأول مرة في روسيا، ثم خضع لعملية إعادة التحرير على يد موريس جولي الذي حوّله إلى عمل هجائي موجه ضد نابليون الثالث. وصدر المؤلف الجديد في بروكسل سنة 1864 تحت عنوان Dialogue Aux Enfers entre Montesquieu et Machiavel ("حوار في الجحيم بين مونتسكيو ومكيافيللي").
وبحسب "البروتوكولات" والمقدمات والتفسيرات التي تم إلحاقها بها يستخدم اليهود أنواعا مختلفة من الوسائل لتحقيق مخططهم في الاستيلاء على العالم، فهم الذين فجروا الثورة الفرنسية والحركات الليبرالية والشيوعية والفوضوية، لتقويض أسس المجتمع الأوروبي، كما أنهم يتلاعبون بأسعار الذهب ويفجرون الأزمات المالية ويسيطرون على وسائل الإعلام ويشجعون الأفكار المسبقة في المجالين الديني والإثني ويبنون السكك الحديدية والممرات الأرضية ليقصفوا منها المدن فيما لو تعرضوا للمقاومة، وحين يستولون على مقاليد الحكم سيفرضون نظاما قاسيا غاية في الصرامة خاضعا لملك يهودي. ولتحقيق مخططاتهم سيستعين اليهود "بالبناة الأحرار".
ويمكن تحري بوادر "البروتوكولات" في المحاولات التي قام بها بعض الرجعيين في إرجاع الثورة الفرنسية إلى مؤامرة حاكها "البناة الأحرار"، كما في الرسالة الملفقة لز. ب. سيمونيني المؤرخة في سنة 1806، والتي ادعى فيها بأن البناة الأحرار كانوا أداة في أيدي اليهود ضمن مخططهم للسيطرة على العالم. ونشرت مثل هذه الادعاءات في أواسط القرن التاسع عشر في الصحافة الألمانية أيضا. وقد صدر النموذج الأصلي للبروتوكولات ضمن رواية "بياريتس" (Biaritz، برلين 1868) بقلم هيرمان غودشي والتي نشرت تحت اسم مستعار هو جون ريتكليف (Retcliffe; ثم تم تغييره ليصبح Readclif). ويتضمن الفصل المعنون "في المقبرة اليهودية ببراغ" وصفا لوقائع اجتماع لمندوبي أسباط إسرائيل ال-12، يعقدون مثله مرة كل مئة عام ليستمعوا إلى تقارير عن تقدم مؤامرتهم للاستيلاء على العالم. وفي نهاية اللقاء يلقي الرئيس، وهو من سبط لاوي، خطابا يعرب فيه عن أمله في أن الاجتماع القادم بعد مئة عام سينعقد وقد أصبح اليهود "أمراء العالم". وقد مثل الخطاب والذي كان سيطلق عليه "خطاب الحاخام"، أهم مقومات "البروتوكولات" وتم نشره قبل صدور "البروتوكولات" نفسها وبعد صدورها، كما نشرت أفكار مماثلة في أواخر القرن التاسع عشر، لا سيما في مؤلفات عثمان بيك.
وقد أتى معارضو الثورة الروسية الذين فروا إلى الغرب "بالبروتوكولات"، حيث نشر مخطوطتها بكاملها بيوتر نيكولاييفيتش شابلسك بورك وفيودور فيكتوروفيتش فينبرغ ضمن النشرة الثالثة لكتابهما السنوي "لوخ زفيتا" (بصيص من نور) في برلين، في مايو أيار من عام 1920، علما بأن نسخة ألمانية "للبروتوكولات" كانت قد صدرت قبل ذلك بعام تحت عنوان "أسرار حكماء صهيون" (Die Geheimnisse der Weisen von Zion) بقلم لودفيغ ميللر (ميللر فون هاوزن) وباسمه المستعار غوتفريد تسور بيك.
وسرعان ما بدأ النازيون يستخدمون "البروتوكولات"، حيث ألف المنظّر النازي ألفريد روزنبرغ، وهو أيضا من المهاجرين من روسيا، بين عامي 1919 و1923 خمسة كتيبات حول "المؤامرة اليهودية". ودرجت صحيفتا "دير شتورمر" تحت إشراف يوليوس شترايخر و"فولكيشي بيوباختر" (VolkischerBeobachter) لسان حال الحزب النازي على نشر مقتبسات من "البروتوكولات" في مناسبات عديدة. وفي عام 1933 صدرت نشرة نازية "للبروتوكولات".
في العشرينات من القرن الماضي صدرت "البروتوكولات" لأول مرة في الولايات المتحدة، حيث نشرت بعض الصحف ملخصا لها على سبيل ربط اليهود بالبلشفية. وكانت إحدى تلك الصحف هي صحيفة الديربورن إنديبيندنت (Dearborn Independent) التابعة لهنري فورد والتي نشرت في صيف عام 1920 سلسلة من المقالات المستندة إلى "البروتوكولات". وبعد فترة من الزمن صدرت "البروتوكولات" على شكل كتاب حمل عنوان "اليهودي الدولي: مشكلة العالم الأولى" (The International Jew: the World's Foremost Problem). وقد صدرت للكتاب 500 ألف نسخة، وتنصل فورد في سنة 1927 من مسؤوليته عن المقالات محاولا سحب الكتاب من الأسواق، ولكنه كان قد ترجِم في ذلك الوقت إلى ست لغات.
وفي سنة 1920 نَشرت "البروتوكولات" معظم الصحف البريطانية الهامة، بما فيها التايمز اللندنية التي حملتها محمل الجد ونشرتها في الثامن من مايو أيار 1920. ولكن حين أثبت أحد مراسلي الصحيفة نفسها أن الكتاب ملفق، نشرت التايمز الخبر في 18 آب أغسطس 1921 بمانشيتات كبرى، مما جعل "البروتوكولات" لم تعد موضع ثقة في بريطانيا.
وفيما بين الحربين العالميتين صدرت "البروتوكولات" ضمن نشرات متعددة في أنحاء العالم وبلغات مختلفة مثل البولندية والرومانية والهنغارية والتشيكية والصربوكرواتية واليونانية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والفلمنكية والسويدية واللاتفية والعربية. وإبان الحرب العالمية الثانية تم نشر "البروتوكولات" بالنرويجية والهولندية أيضا، علما بأنه قبل نشوب الحرب جرت محاكمتان إحداهما في بورت إليزابث بجنوب أفريقيا عام 1934، والأخرى خلال عامي 1934-1935 في بيرن بسويسرا، قضت المحكمة في كل منهما بأن "البروتوكولات" عمل ملفق.
ولم تكن "البروتوكولات" بما فيها من أفكار كثيرةَ الانتشار وحسب في ذلك الوقت، وإنما سرعان ما رسخت في الأذهان، بحيث لا مجال للشك في أن كبار القادة النازيين أمثال أدولف هتلر وهاينريش هيملر وألفريد روزنبرغ كانوا يؤمنون بما تحويه. أما هتلر صاحب التفكير المعوج، فكان يعتبر قول اليهود إن "البروتوكولات" ملفقة بمثابة دليل على صحة ما جاء فيها. وقد تبجح هتلر في حديث له مع هيرمان راوشنغ بأنه تعلم الكثير من "البروتوكولات" مثل "الدسائس السياسية" وأساليب العمل والتآمر وإحداث الغليان الثوري والتمويه والخداع والأساليب التنظيمية". كما أن نظرية ألفريد روزنبرغ الواردة ضمن كتابه "أسطورة القرن العشرين" تعتمد إلى حد بعيد على اقتناعه "بصحة" "البروتوكولات". لقد اجتذبت مثل هذه الأفكار العديد من الألمان وغيرهم من الأوروبيين إلى أوساط النازيين، حيث أضفت "البروتوكولات"، وكما جاء في كتابات نورمان كوهين، نوعا من الشرعية على محاولة إبادة الشعب اليهودي.
واستمر نشر البروتوكولات في أنحاء العالم بعد الحرب العالمية الثانية أيضا، بل كان لها أثرها على كراهية اليهود، لا سيما في الشرق الأوسط وبلدان الكتلة الشيوعية، ولكن أيضا في العديد من دول أمريكا الجنوبية بالإضافة إلى إسبانيا وإيطاليا واليابان، حيث استغل مؤيدو نفي الهولوكوست والعرب هذا المؤلف في دعايتهم ضد إسرائيل والصهيونية.
The good news:
The Yad Vashem website had recently undergone a major upgrade!
The less good news:
The page you are looking for has apparently been moved.
We are therefore redirecting you to what we hope will be a useful landing page.
For any questions/clarifications/problems, please contact: webmaster@yadvashem.org.il
Press the X button to continue