شاكر وكميلة وبهريج بوريتشي

كان المواطن إيساك بيفاس يعيش مع زوجته بلاّ وابنتهما راشيل (من مواليد 1928) في بريشتينا عاصمة إقليم كوسوفو بجنوب يوغسلافيا. وفي نهاية عام 1942 تم إبعاد عائلة بيفاس مع يهود آخرين من سكان المنطقة إلى بلدة بيرات الألبانية التي كانت تقع في المنطقة الخاضعة للاحتلال الإيطالي. أما بعد استسلام إيطاليا لقوات الحلفاء في شهر سبتمبر أيلول 1943 فقد دخل الألمان الأراضي الألبانية مما اضطر عائلة بيفاس إلى الفرار إلى بلدة شكودير شكودرا في شمال ألبانيا حيث وجدوا مأوى وفرصة عمل مؤقتة في خبز البسكويت. وفي تلك الفترة تعرّف أفراد عائلة بيفاس على شاكر بوريتشي الذي كان تاجراً يزودهم بالمواد اللازمة لخبز البسكويت. أما لدى وصول الألمان وشركائهم إلى تلك المنطقة فقد تم نشر الإنذارات العلنية التي تحظر جملة وتفصيلاً إخفاء اليهود. غير أن بيفاس طلب النجدة من بوريتشي الذي حصل على أوراق مزورة لأبناء عائلة بيفاس كما أنه وافق على إيوائهم في منزله في ضاحية بيرّوكا في شكودير شكودرا. وعندما وصل اليهود إلى منزل بوريتشي شرح شاكر لزوجته كميلة ولأولاده الثلاثة أمين (17 عاماً) وآدم (15 عاماً) وبهريج (14 عاماً) أن أبناء عائلة بيفاس هم يهود مطلوبين من الألمان مما يقتضي التكتم على على تواجدهم في المنزل. واحتفى بوريتشي وزوجته بأبناء عائلة بيفاس في منزلهما ووفّرا لهم ملابس توافق التقاليد المحلية. كما تم تسجيل راشيل في مدرسة إسلامية دينية محلية ثم علّمتها بهريج اللغة الألبانية وأصبحت أعز صديقة لها. وتبنى اللاجئون اليهود تقاليد مضيفيهم ونهج حياتهم لدرجة الالتزام بصيام شهر رمضان المبارك. في أواسط عام 1944 دخل الألمان ضاحية بيروكا يرافقهم أفراد ميليشيا محلية وراجعوا شاكر الذي كان من وجهاء الضاحية وسألوه عما إذا كان هناك يهود يختبئون في الضاحية حيث أجابهم شاكر: "ليس هناك أي يهود هنا". وقد بقي أفراد عائلة بيفاس في منزل عائلة بوريتشي حتى مارس آذار 1945 ثم تواصلت العلاقة بين العائلتين لسنوات طوال خاصةً بين راشيل (كانتوزي بعد زواجها) وبهريج (سايتي بعد زواجها).

وقد أقرت مؤسسة ياد فاشيم يوم الثامن من سبتمبر أيلول 1993 بأحقية تقليد شاكر بوريتشي وزوجته كميلة وابنتهما بهريج شهادة تكريم "أنصار الشعب اليهودي".