الدوام:
الأحد-الخميس: 9:00-17:00
الجمعة وعشية الأعياد: 9:00-14:00
تغلق مؤسسة "ياد فاشيم" أبوابها أيام السبت وجميع الأعياد اليهودية
الدوام:
الأحد-الخميس: 9:00-17:00
الجمعة وعشية الأعياد: 9:00-14:00
تغلق مؤسسة "ياد فاشيم" أبوابها أيام السبت وجميع الأعياد اليهودية
ولد لورنتسو بيروني في فوسانو بمقاطعة كونيو الإيطالية. وقد أنقذ حياة الكاتب المعروف بريمو ليفي (ولد في عام 1919) خلال وجودهما في معسكر آوشفيتس.
كان ليفي قد انتدب للقيام بالأعمال الشاقة في مصانع I.G. Farben داخل معسكر بونا مونوفيتس، ولكونه كيميائيا، تم تشغيله في مصنع لإنتاج المطاط الصناعي، وحين كلف بالعمل في وحدة كانت تقوم ببناء الحيطان، التقى بمنقذه لورنتسو بيروني الذي كان بنّاءا محترفا. وكان أصل بيروني من مقاطعة بييمونتي وقد انتسب إلى مجموعة من البنائين المحترفين الذين كانوا يعملون في بولندا بصفتهم عمالا أجانب تابعين لشركة بويتي الإيطالية. وقد حدث اللقاء بين الإيطاليَين حين سمع ليفي بيروني وهو يتحدث بنفس لهجته، ومنذ ذلك اليوم ظل بيروني يوفر الطعام لليفي يوميا ولمدة نصف سنة، حتى شهر كانون الأول ديسمبر 1944. وحين باتت جبهة القتال قريبة من المنطقة التي كانا يعملان فيها عاد إلى بيته. وكان الطعام الإضافي الذي وفره بيروني لليفي من حصته الخاصة هو الذي أنقذ حياة الأخير الذي تقاسم بدوره هذا الطعام مع أصحابه. كما قدم بيروني لليفي صدرية مرقعة ليرتديها تحت ثيابه حفاظا على حرارة جسمه، كما أرسل نيابة عن ليفي بطاقة بريدية إلى أحد أصدقائه من غير اليهود ليبلغ بواسطته والدته إستير وشقيقته أنا ماريا بأنه على قيد الحياة. وقد تمكنت الوالدة والشقيقة واللتان كانتا تختفيان في ذلك الوقت داخل إيطاليا، و سلسلة من الأصدقاء امتدت حتى بيروني، من إرسال رزمة إلى ليفي كانت تحتوي على الأغذية بما فيها الشوكولاتا والكعك ومسحوق الحليب، بالإضافة إلى بعض الملابس. وقد خاطر بيروني الذي كان ذا شخصية استثنائية بحياته من أجل إنقاذ ليفي، رافضا تلقي شيء لقاء أفعاله باستثناء موافقته على أن يرتب ليفي إصلاح حذائه المتشقق في مشغل داخل المعسكر.
وقد التقى الاثنان للمرة الأخيرة ذات ليلة بعد قصف عنيف قام به الحلفاء، نتج عنه انشقاق طبلة أذن بيروني وسقوط الغبار والأوساخ المتطايرة جراء القصف داخل الشوربة التي جاء بها لليفي. وحين قدم بيروني الشوربة إلى ليفي اعتذر له عن اتساخها، ولكنه لم يخبره بالذي أصاب أذنه، كي لا يشعر بأي التزام نحوه.
سلوك بيروني ذكّر ليفي بوجود عالم خارج آوشفيتس أفضل وأكثر عدالة، يعيش فيه بشر لم يطلهم الفساد. وتوصل ليفي إلى بأن الفضل في صموده في آوشفيتس وبقائه على قيد الحياة يعود إلى بيروني.
ويرد ذكر بيروني في كتابي السيرة الذاتية اللذين ألفهما بريمو ليفي وهما: "إذا كان ذلك شخصا" و"الهدنة"، وفي قصتيه "أحداث الصيف" و"عودة لورنتسو"، حيث روى في هذه المؤلفات قصة بنّاء فوسانو الذي أنقذ حياته، فسماه بالملاك.
في 7\6\1998 اعترفت مؤسسة ياد فاشيم بلورنتسو بيروني نصيرا من أنصار الشعب اليهودي.
..."أعطاني عامل إيطالي الجنسية شريحة خبز وجانبا من مخصصاته الغذائية طوال ستة شهور، كما أعطاني صدرية له مليئة بالرقع. وكتب بطاقة بريدية نيابة عني وأرسلها إلى إيطاليا، كما أتى لي بالجواب. ومقابل ذلك كله لم يطلب ولا تلقى أي مقابل، لأنه كان رجلا طيبا بسيطا آمن بأن المرء إذا أحسن إلى غيره فليس من أجل لقاء.
... إنني أؤمن إيمانا راسخا بأنني إذا كنت اليوم على قيد الحياة فبفضل لورنتسو، ولكن ليس بفضل ما قدمه لي من مساعدة مادية بقدر ما كان حضوره يذكرني باستمرار، ومن خلال بساطة وفطرية قلبه الطيب، بأنه ما زال هناك عالم طيب خارج عالمنا، وبأن شيئا ما وشخصا ما لا يزالان كاملين وطيبين غير فاسدين غير متوحشين، غريب عنهما الكراهية والإرهاب، شيئا ما يصعب تعريفه، وهو وإن كان شيئا طيبا بعيد الاحتمال، إلا أنه يستحق أن نصمد من أجله ونبقى.
...ولكن لورنتسو كان إنسانا. كانت إنسانيته زكية غير معتلّة، إذ كان خارج هذا العالم السلبي.يعود إلى لورنتسو الفضل في أنني استطعت أن أذكر أنني نفسي من الآدميين."
The good news:
The Yad Vashem website had recently undergone a major upgrade!
The less good news:
The page you are looking for has apparently been moved.
We are therefore redirecting you to what we hope will be a useful landing page.
For any questions/clarifications/problems, please contact: webmaster@yadvashem.org.il
Press the X button to continue