صلاح الدين أولكومين

في عام 1944 أنقذ صلاح الدين أولكومين، قنصل تركيا العام في جزيرة رودس، 42 يهوديا من الترحيل إلى آوشفيتس.

كان جميع الذكور اليهود ممن تزيد أعمارهم عن الـ16 عاما قد أُمروا في 19 يوليو تموز من ذلك العام بالتوجه إلى مقر القيادة الألمانية مصطحبين هوياتهم وتصاريح عملهم. وكان القنصل التركي يدرك معنى "إعادة التوطين في الجزيرة المجاورة"، فقام بزيارة للقائد الألماني الجنرال فون كليمان، مراهنا بأنه سيستطيع على الأقل الادعاء بأن اليهود الأتراك واقعون تحت اختصاصه، محتجا بأن الجمهورية التركية بلد محايد لا ضلع له في الحرب بحال من الأحوال. وقد جاء الرهان ناجحا، إذ تم الإفراج عن 42 يهوديا بمن فيهم بعض من كانت الشكوك تحوم حول حقيقة كونهم يحملون الجنسية التركية، حيث بقي اليهود المفرج عنهم تحت حماية أولكومين. وكان بين الناجين موريس سوريانو الذي أفلت بفضل زواجه من مواطنة تركية اسمها فكتوريا. وكان أيضا من بين من حالفهم الحظ دانيال توليال وزوجته ماتيلد واللذان قالا: "إن السبب الوحيد في نجاتنا هو الجهود المستميتة التي بذلها القنصل التركي بالإضافة إلى حظ أي زوجين يكون أحدهما حاملا لجواز سفر تركي". ومضت ماتيلد إلى وصف ما فعله أولكومين من أجلهما، قائلة إنه لم يكن بين الناجين سوى 15 تركيا بين رجل وامرأة، فيما كان أولكومين على علم بأن الباقين والبالغ عددهم 30 نسمة لم يعودوا مواطنين أتراك لأن جنسيتهم كان قد انتهى مفعولها. كما أن أولكومين أصر على أن القانون التركي يقضي بأن أزواج المواطنين الأتراك يعتبرون مواطنين أتراكا هم أيضا، فطالب بإطلاق سراحهم. وبادعائه بأن جميع من كانت أسماؤهم مدرجة في قائمته أتراك، تمكن من إنقاذ عدد أكبر من الأشخاص.

أما بقية يهود جزيرة رودس البالغ عددهم 1700 نسمة فقد تم ترحيلهم داخل ثلاث سفن إلى معسكر آوشفيتس للإبادة. وفي الثاني من أغسطس آب 1944 قطعت تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع ألمانيا.

وفي 13\12\1989 اعترفت مؤسسة ياد فاشيم بصلاح الدين أولكومين نصيرا من أنصار الشعب اليهودي.