الدوام:
الأحد-الخميس: 9:00-17:00
الجمعة وعشية الأعياد: 9:00-14:00
تغلق مؤسسة "ياد فاشيم" أبوابها أيام السبت وجميع الأعياد اليهودية
الدوام:
الأحد-الخميس: 9:00-17:00
الجمعة وعشية الأعياد: 9:00-14:00
تغلق مؤسسة "ياد فاشيم" أبوابها أيام السبت وجميع الأعياد اليهودية
24/04/1915
بدء إبادة الشعب الأرمني
في أول سنة من سنوات الحرب العالمية الأولى، وخلال الحرب التركية الروسية التي دارت في المناطق الأرمنية من تركيا، أصبح الأتراك يشكون في ولاء الأرمن لهم، فقاموا بترحيلهم من بيوتهم. وخلال عملية الترحيل أقدم الأتراك على إبادة ما لا يقل عن مليون أرمني، كانوا يمثلون نحو نصف عدد السكان الأرمن في تركيا.
02/11/1917
وعد بلفور
أعلن وزير الخارجية البريطانية، اللورد آرثر جيمس بلفور (Arthur James Balfour) أن بريطانيا تدعم إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين. وجاء هذا الإعلان، الذي بات يسمى بوعد بلفور، بعد سيطرة القوات البريطانية على الجزء الجنوبي من فلسطين وحين أوشكوا على احتلال الجزء الشمالي منها. وقد حول وعد بلفور الرؤيا الصهيونية إلى مشروع سياسي بات يبدو ممكن التحقق.
28/06/1919
ألمانيا توقع على معاهدة فرساي
في سبتمبر 1918، وبعد هروب قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني، تم تأسيس الجمهورية الألمانية الجديدة، المسماة بجمهورية فايمار، وقام ممثلوها بتوقيع معاهدة سلام في فرساي بفرنسا. وقد اضطَرت المعاهدة ألمانيا إلى الاعتراف بأن اللوم يقع عليها في نشوب الحرب، إضافة إلى تسليم فرنسا مناطق شاسعة في الغرب وتسليم بولندا مناطق في الشرق وتسليم الدانمارك مناطق في الشمال، ثم القبول بقيود ملموسة فرضت على حجم قواتها المسلحة ودفع تعويضات كبيرة لفرنسا. وقد اعتبرت مجموعات سكانية كثيرة في ألمانيا شروط المعاهدة إهانة قومية يجب إيقافها.
وفي سنة 1920 تم توقيع معاهدة تكميلية في تريانون، نصت على احتفاظ المجر بثلث فقط من مساحتها قبل الحرب وخُمسَين من سكانها، وهي معاهدة ترتب عليها تأجيج مشاعر الاستياء في المجر في الفترة ما بين الحربين العالميتين.
24/02/1920
إنشاء الحزب النازي
بدأ نمو القومية الاشتراكية المنظمة عند إنشاء حزب العمال الألماني في ميونيخ في 5 يناير كانون الثاني 1919، من مجموعة يمينية صغيرة ترأسها أنطون دريكسلر، والذي عرف عنه تعصبه المعادي للسامية. وفي 24 فبراير شباط تم إنشاء المجموعة تحت اسم "حزب العمال الألماني القومي الاشتراكي"، وباختصار "الحزب النازي". وقد قامت العقيدة النازية منذ البداية على معاداة السامية والشعبوية والعنصرية ووحدة الشعوب الناطقة بالألمانية. كما هيمنت منذ البداية فكرة "العرق المتفوق" ومعاداة البلشفية النشطة ورؤيا احتلال ألمانيا لما سمي "المجال الحيوي" في الشرق.
وقد التحق أدولف هتلر بصفوف الحزب في 12 سبتمبر أيلول 1919، وبعد مسيرة قصيرة في دور داعية الحزب، أصبح يتزعمه سنة 1921. وضم برنامج الحزب، الذي وضعه هتلر ودريكسلر، بنودا تتعلق بالجيش والأمة والمجتمع والاقتصاد ومعاداة السامية. وفي 1923، كان الحزب قد أصبح له حضور قوي في أماكن عديدة، ولا سيما في بافاريا، ثم اكتسب بعد مدة وجيزة سمعة الحركة القومية المتطرفة الهجومية، وذلك من خلال إشعال الساحة السياسية باتباع تكتيكات الإثارة، مثل الاستفزاز الرامي إلى إحداث المواجهات من قبل قوى الصاعقة التابعة للحزب – الإس. آ SA وغيرها من الممارسات المعتمدة على النموذج الفاشي المتمثل في المسيرات والاجتماعات الحاشدة وغيرها. وقد تميز النفوذ النازي في تلك الحقبة بقوة عارمة، وعلى الأخص بين المنظمات العنصرية الألمانية والقومية في بافاريا، مما حدا بهتلر إلى تزعم محاولة فاشلة للإطاحة بحكومة فايمار عبر انقلاب مسلح في التاسع من نوفمبر 1923، فكان أن أُعلن حظر الحزب لفترة قصيرة وسجن هتلر لمدة 9 شهور. وبعد الإفراج عنه بوقت قصير تأسس الحزب النازي من جديد وامتد من بافاريا إلى غرب ألمانيا وشمالها.
وبتأثير من الأخوين أوتو وغريغور شتراسر وجوزف غوبلز تبنى الحزب النازي طابع الحزب المعادي للبرجوازية بالإضافة إلى الطابع الثوري قوميا واجتماعيا. وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 1924، لم يفز النازيون سوى ب 3% من أصوات الناخبين، حيث لم يبدأ صعودهم المثير قبل الثلاثينات، حين ازدادت نسبتهم في البرلمان – الرايخستاغ – من 18.3% سنة 1930 إلى 37.3% سنة 1932، ثم إلى 43.9% في الانتخابات التي تم إجراؤها في 5 مارس آذار 1933، حين كانوا في الحكم. أما عدد أعضاء الحزب فقد ازداد من 6000 في سنة 1922 إلى 8.5 مليون سنة 1945.
ويعود جانب كبير من شعبية الحزب قبل توليه للحكم إلى قدرته على حشد الجماهير في المهرجانات والتظاهرات، واستخدام أشكال حديثة أخرى من التعبير السياسي، حيث باتت المؤتمرات الحزبية السنوية والاحتفالات الخلابة في نورمبرغ ظاهرة محورية في الحياة السياسية الألمانية في النظام النازي إبان الثلاثينات. وقد تميز الحزب النازي بهيكلية مركزية استبدادية تعتمد على مبدأ الفوهرر، أي القائد. وكان أدولف هتلر زعيم الحزب ، تلاه نائب الفوهرر. ومن الناحية التنظيمية قامت إدارة الحزب على 18 موظفا حزبيا بدرجة "رايخسلايتر"، أي الزعيم المحلي. أما من الناحية الإقليمية، فقام بإدارة الحزب 32 مسؤولا بدرجة "غاولايتر". وتألفت مؤسسات الحزب من الإس.آ، والإس. إس. وال"هيتلريوغند" (الشبيبة الهتلرية).
24/10/1922
الفاشيون يسيرون إلى روما بقيادة موسوليني
في 24 أكتوبر تشرين الأول 1922 أعلن بينيتو موسوليني، زعيم الحزب الفاشي الإيطالي، خلال مؤتمر عقد في نابولي، عن اعتزامه الاستيلاء على الحكم عبر مسيرة تتوجه إلى روما. وبعد ستة أيام دخل روما 40 ألف فاشي مسلح دون أن يواجهوا أية مقاومة، فقام الملك فيتوريو إيمانويلي الثالث بتعيين موسوليني رئيسا لوزراء إيطاليا. وفي البداية ترأس موسوليني حكومة ائتلافية، ولكنه أصبح شيئا فشيئا زعيما أوحد في دولة ذات حزب واحد.
11/08/1923
فشل انقلاب هتلر
حاول هتلر السيطرة على الحكم في بافاريا الواقعة جنوب ألمانيا، من خلال الاستيلاء على عاصمتها ميونيخ. وقد خطط هو وزملاؤه لودندورف وروم وغورينغ الاستيلاء على ميونيخ ثم التقدم منها نحو برلين، ولكن الانقلاب النازي فشل واعتقل هتلر وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، إلا أنه تم العفو عنه في ديسمبر كانون الأول 1924 وأطلق سراحه بعد إمضائه في السجن تسعة شهور فقط.
01/11/1923
احتلال إقليم الرور يطلق عنان التضخم المالي في جمهورية فايمار
أطلقت الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب خسائر الحرب وأعباء دفع التعويضات دوامة من التضخم المالي. وأقدمت فرنسا في 11 يناير كانون الثاني 1923 على احتلال إقليم الرور، لإجبار ألمانيا على دفع التعويضات، ما أدى بالعملة الألمانية، المارك، إلى هبوط حاد جعلها تبلغ واحدا من عشرة آلاف من قيمتها السابقة. وفي صيف العام ذاته بلغ التضخم المالي حدا جعل قيمة المارك الألماني لا تعادل سوى واحد من مليار مما كانت عليه سابقا.
25/10/1929
الجمعة السوداء – انهيار بورصة نيويورك
تسبب انهيار سوق أسهم نيويورك في أزمة اقتصادية كبرى في الولايات المتحدة، ثم في العالم بأسره. وكرد فعل على هذه الأزمة انتخب الجمهور الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت رئيسا للولايات المتحدة في انتخابات العام 1932، وانتهج روزفلت سياسة اقتصادية جديدة استثنائية عرفت ب New Deal أي "الصفقة الجديدة" زادت من تدخل الإدارة الفدرالية في الاقتصاد وساهمت في إخراج الولايات المتحدة من الأزمة.
11/06/1932
الحزب النازي يفوز ب 33/1% من أصوات الناخبين في انتخابات الرايخستاغ – البرلمان
كان النازيون فازوا في انتخابات سنة 1924 ب 3% فقط من أصوات الناخبين واعتبرهم الجميع حزبا آيل للزوال، ولكن الأزمة السياسية والاقتصادية التي اكتسحت ألمانيا في أواخر العشرينات ساهمت في صعود النازيين المثير خلال الثلاثينات، ما أدى بدوره إلى سرعة صعوده داخل البرلمان. وفي الانتخابات الكارثية التي جرت عام 1930 حصل النازيون على أصوات 18.3% من الناخبين، ولتوالي الأزمات البرلمانية، أعلنت انتخابات جديدة في يوليو تموز من عام 1932، فاز فيها النازيون ب 37.3% من الأصوات، فباتوا أكبر حزب في الرايخستاغ.
وقد رفض الرئيس باول فون هيندنبورغ المتحفظ على هتلر تعيينه في منصب مستشار ألمانيا، فيما رفض هتلر من جانبه الانضمام إلى أي ائتلاف كان، فقامت حكومة أقلية لم تصمد، ليذهب الألمان إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى في نوفمبر تشرين الثاني. وفي تلك الانتخابات انحسر نصيب الحزب إلى 33.1%، ما حمل الكثيرين على الاعتقاد بأنه قد تجاوز مرحلة الذروة وبدأ يخبو. واستمر الزعيم المحافظ فرانتز فون بابن محتفظا بمنصب المستشار لفترة قصيرة، غير أنه اضطر إلى الاستقالة بسبب تكرار الأزمات الائتلافية. وفي مطلع ديسمبر كانون الأول عين وزير الدفاع كورت فون شلايشر مستشارا لألمانيا، ولكن حكومته لم تعمر هي الأخرى وسقطت في يناير كانون الثاني 1933. وعندها لم يبق خيار أمام الرئيس فون هيندنبورغ سوى تعيين هتلر في منصب المستشار.
30/01/1933
تعيين هتلر مستشارا لألمانيا
بعد أيام قلائل من انتخابات شهر نوفمبر تشرين الثاني 1932 رفض البرلمان الألماني – الرايخستاغ – خطة المستشار فون بابن لإنشاء "حكومة حشد قومي"، فرد فون بابن بالاستقالة، ليطلب هتلر من الرئيس باول فون هيندنبورغ تعيينه في منصب المستشار، ولكن الرئيس رفض، لاعتقاده بأن هتلر سيستغل المنصب في اكتساب القوة الديكتاتورية. وفي أوائل ديسمبر كانون الأول عين هيندنبورغ وزير الدفاع، كورت فون شلايشر، رئيسا للوزراء، ولكن الأخير استقال هو أيضا بعد أقل من شهرين.
وعندها اختار هيندنبورغ أدولف هتلر عملا بنصيحة المحافظين الذين كانوا يعتقدون بأنهم سيتمكنون من توجيه هتلر نحو تحقيق أهدافهم. وبدأ العصر الجديد بتواضع، حيث لم يحسب على النازيين سوى ثلاثة من أعضاء حكومة هتلر، هم هتلر نفسه ووزير الداخلية، فيلهلم فريك ورئيس وزراء ولاية بروسيا غورينغ. ورغم ذلك سيطر هتلر بسرعة على جميع أجهزة النظام ومناصب الخدمة العامة، فجعل من ألمانيا ديكتاتورية شمولية.
03/02/1933
هتلر يقدم برنامج "المجال الحيوي" Lebensraum
كشف هتلر عن أهدافه السياسية في خطاب ألقاه أمام كبار قادة القوات البرية والبحرية، حيث تحدث عن ضرورة إنشاء دولة استبدادية خالية من الماركسية وعقيدة السلام واللاعنف، وعن الحصول على مجال حيوي للشعب الألماني في الشرق وإعادة تسليح ألمانيا ومقاومة معاهدة فرساي. كما أكد أهمية الجيش، واعدا بعدم إقحامه في المنازعات السياسية الداخلية. وكان هتلر يستهدف من خطابه هذا نيل تأييد الجنرالات لنظام حكمه.
27/02/1933
إشعال النيران في البرلمان يؤدي إلى إعلان حالة الطوارئ/
قبل فترة قصيرة من الانتخابات أضرمت النيران في مبنى الرايخستاغ – البرلمان الألماني، وبمبادرة من النازيين أنفسهم على ما يبدو. ويُروى أن هتلر، حين بلغه أمر الحادث، قال: "الآن وضعت عليهم يدي". واستغل النازيون إشعال النار في البرلمان لتصوير الحادث على أنه محاولة انقلاب شيوعية، وهو الاتهام الذي مكنهم من شرعنة الحرب الشاملة على الشيوعية.
وفي تلك الليلة أعلن غورينغ حالة الطوارئ القصوى، مؤكدا أنها ستطبق من قبل قوات الشرطة التي تأتمر بأوامره. واعتقل النازيون 4000 ناشط سياسي، معظمهم من الشيوعيين، ولكن كان بعضهم من المفكرين غير الشيوعيين، ثم سيطروا على مقر الحزب الاشتراكي الديمقراطي واعتقلوا أعضاء هيئة تحرير جريدة الحزب. أما قادة الحزب الشيوعي الممثل في البرلمان فقد سلموا أنفسهم للشرطة اختياريا، لإثبات أن الاتهامات الموجهة إليهم عارية عن الصحة.
وفي صباح الغد قدم هتلر للرئيس فون هيندنبورغ قرار طوارئ جاهزا للتوقيع، تضمن إلغاء حقوق مدنية أساسية وتوسيعا كبيرا لقائمة الجرائم التي يعاقب عليها بالإعدام، فضلا عن توسيع ملموس لسلطات الحكومة في ممارسة الضغوط على الولايات الألمانية المختلفة. وأنيطت بالحكومة سلطة اعتقال المشبوهين وتمديد اعتقالهم دون قيود ودون إبلاغ أقربائهم بسبب الاعتقال ومصير المعتقل. أما الشرطة، فخولت صلاحية منع المحامين وغيرهم من زيارة المعتقلين والاطلاع على سجلاتهم، ولم يسمح لأي محكمة بالتدخل. وسمي القرار ب"قرار حماية الشعب والدولة" وواكبه في اليوم ذاته قرار آخر سمي ب"قرار ضد الخيانة". وأصبح القراران مرجعا قضائيا وحجر زاوية في الدكتاتورية النازية. ومما جاء في قرار الطوارئ الصادر في 28 فبراير من عام 1933:
"يتم إلغاء المواد 114، 115، 117، 118، 123، 124، 153 في دستور الرايخ الألماني بشكل مؤقت. ويترتب على ذلك إمكان فرض قيود على الحقوق المتعلقة بالحريات الفردية وحرية التعبير، بما فيها حريات الصحافة والتنظيم والتجمع. ويسمح بفرض رقابة على الرسائل والبرقيات والاتصالات الهاتفية وتفتيش المنازل ومصادرة الممتلكات بما يخرج عن إطار القيود القانونية التي كانت نافذة حتى الآن".
وظل هذا القرار الذي استعاض عن النظام الدستوري بحالة طوارئ دائمة ساري المفعول حتى سنة 1945.
05/03/1933
انتخابات الرايخستاغ – البرلمان النازيون يفوزون ب 44% من أصوات الناخبين
كان السبب الرئيسي في إجراء انتخابات جديدة في الخامس من مارس آذار 1933 هو رغبة هتلر في تقوية قبضته على مؤسسات الدولة وإحراز السيطرة الكاملة للحزب النازي على ألمانيا. وبعد تعيينه مستشارا لألمانيا في 31 يناير كانون الثاني، تسبب هتلر في إجراء انتخابات جديدة. ولكن رغم الدعاية المكثفة والهجومية وأجواء الإرهاب التي أذكوها يوم الانتخابات لم يفز النازيون بأكثر من 44% من الأصوات. ومع أن هذه النتيجة مثلت ارتفاعا بنسبة 11% في التصويت مع النازيين، إلا أن هتلر ظل غير قادر على الاستغناء عن حكومة ائتلافية.
22/03/1933
إقامة معسكر الاعتقال "داخاو"
أسس النظام النازي الجديد أول معسكر اعتقال على مسافة نحو 15 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة ميونيخ، وفي موقع كان يشغله في السابق مصنع لإنتاج الذخائر تم هجره عند بدء الأزمة الاقتصادية. وفي مؤتمر صحفي عقد في العشرين من مارس آذار قام هاينريش هيملر بتدشين المعسكر الذي كان سيستوعب 5000 سجين. وقد اقتيدت إلى المعسكر الجديد أول مجموعة من السجناء، معظمهم من الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين ومثليي الجنس، في 22 مارس آذار. وقامت شرطة بافاريا بحراسة السجناء حتى 11 أبريل نيسان، حيث انتقلت السيطرة عليه في ذاك اليوم إلى قوات الإس.إس SS.
وقام تيودور آيكي الذي عين قائدا للمعسكر في يونيو حزيران 1933 بتطوير الهيكل التنظيمي للمعسكر ووضع قوانينه بالتفصيل. وحين عين آيكي بعد ذلك قائدا لجميع معسكرات الاعتقال النازية، طبق عليها نفس القوانين والأنظمة التي سبق أن وضعها في داخاو. واستهدفت المؤسسة التي أنشأها آيكي من حيث جوهرها، إشاعة الخوف بين السكان، والذي كان يمثل أداة فاعلة في إسكات معارضي النظام. وكان النزلاء اليهود الأوائل في المعسكر من أشهر السياسيين المعارضين للنظام النازي، لأن داخاو كان يعتبر "معسكرا سياسيا" طوال سنوات قيامه، علما بأن اليهود تلقوا معاملة أكثر قسوة مما واجهه غيرهم من النزلاء.
وأصبح المعسكر شيئا فشيئا معتقلا لأبناء طائفتي سينتي وروما الغجريتين، بالإضافة إلى المعارضين السياسيين للنظام وما يزيد عن 10 آلاف يهودي من كافة أنحاء ألمانيا تم اقتيادهم إليه في أعقاب مجزرة "ليلة الزجاج المحطم". ومنذ خريف العام 1937 حتى خريف 1941 تم الإفراج عن النزلاء الذين تمكنوا من إثبات كونهم على وشك مغادرة ألمانيا. وحين بدأت عملية الإبادة المنظمة لليهود، تم نقلهم من داخاو ومعسكرات أخرى إلى معسكرات الإبادة في الشرق.
24/03/1933
قانون التفويض
كان النازيون يأملون في الحصول على أغلبية مطلقة في انتخابات الخامس من مارس آذار 1933، تمكّنهم من السيطرة اللامحدودة، ولكنهم حين لم يفوزوا بأكثر من 44% من أصوات الناخبين، أصبحوا يبحثون عن وسيلة أخرى لإنشاء حكم دكتاتوري، فخرجوا بمبادرة تمثلت في "قانون التفويض" الذي كان سيمنح حكومة هتلر سلطات دكتاتورية لمدة 4 سنوات. وضمانا لتمرير القانون قاموا باعتقال الشيوعيين واتخذوا إجراءات مختلفة هدفت إلى تليين الرأي العام، وبالأخص منه الأحزاب المحافظة. وقبل أيام قليلة من التصويت على القانون، أقام النازيون في مدينة بوتسدام احتفالا مخططا له بعناية، حيث وصف هتلر في ذلك اليوم بأنه زعيم محافظ قومي وليس زعيم حزب متطرف. كما وعد هتلر بأنه لن يمس بالرايخستاغ – البرلمان – وبالرئاسة والحكم المحلي بحال من الأحوال.
وفي 23 مارس آذار تمكن هتلر من تمرير "قانون التفويض" في البرلمان، ليمنح حكومته سلطات دكتاتورية، لمدة أربع سنوات بدايةً، ثم لفترة غير محدودة من الزمان. وفي اللحظة التي مر فيها القانون، تم القضاء على الدستور الديمقراطي ولم يعد ثمة عائق أمام حكم الحزب النازي. وقد استخدم الحكم النازي القانون الجديد لإلغاء الحريات الديمقراطية النافذة في جمهورية فايمار وحل الأحزاب والمنظمات السياسية. وبهذه الطريقة، وضمن إجراء يوحي بأنه قانوني، حصن هتلر دكتاتوريته التي لم تعد مؤقتة كما كان قد وعد سابقا. ويصلح تجريد الرايخستاغ من صلاحياته مثالا على الطريقة التي استغل بها النازيون مؤسسات الحكم الألمانية لتعقيمها، ولكنهم امتنعوا في الوقت نفسه عن تقويضها كليا، بغية إظهار الحكم الدكتاتوري على أنه دولة تؤدي وظائفها بثبات.
وبعد مرور "قانون التفويض"، ادعت صحيفة "فولكيشر بيوباختر" النازية بأنه "يوم تاريخي". وقد انحسر النظام البرلماني أمام ألمانيا الجديدة، ليستطيع هتلر طيلة أربعة أعوام القيام بما يروق له من تدمير القوى الساحقة للماركسية من جهة، وتأسيس ألمانيا الجديدة، أي مجتمع العرق من جهة ثانية، حيث انطلق المشروع الجديد و"حان دور الرايخ الثالث!"
01/04/1933
فرض المقاطعة على المشاريع التجارية اليهودية
بناءا على قرار اتخذه قادة الحزب، أعلن عن مقاطعة المشاريع التجارية المملوكة لليهود، حيث قامت لجنة منبثقة عن الحزب بتنظيم المقاطعة بالكثير من الحرص والدقة. وكانت المقاطعة ستبدأ الأحد الموافق 1 أبريل نيسان في العاشرة والنصف صباحا في جميع أنحاء ألمانيا، بدءا من المدن الكبرى وانتهاء بأصغر القرى. وتم تحديد نظام موحد يتمثل في وقوف حرس من النازيين الذين يرتدون الزي العسكري، ويحمل بعضهم البنادق، أمام كل محل تجاري أو عمل تجاري أو مكتب يملكه يهودي، ليمنعوا الزبائن من دخوله. وفي الوقت نفسه تسير السيارات في الشوارع لتنطلق منها الشعارات ضد الشراء من اليهود. وكانت المحلات الأكثر تعرضا للأذى هي التابعة لليهود ذوي الأصول الأوروبية الشرقية.
كانت المقاطعة أول عمل على نطاق قومي ضد يهود ألمانيا بعد سيطرة النازيين على الحكم، وقد وفرت صفة الشرعية والدعم الرسمي للعمل المعادي لليهود، وهو ما لم يكن موجودا حتى ذلك التأريخ. كما مثلت المقاطعة بوادر سياسة كانت ستكتسب الزخم، تقوم على إقصاء اليهود عن الحياة الاقتصادية وتقوض قابلية البقاء الاقتصادي لليهود الألمان. وخلافا للخطة الأصلية تم إيقاف المقاطعة بعد يوم واحد فقط، غير أنه بالرغم من نهايتها المعلنة، فقد استمرت أنشطتها بشكل غير رسمي وبمبادرات محلية في أنحاء ألمانيا، وإن كان على نطاق أضيق.
07/04/1933
"إصلاح" الخدمة العامة
تميزت بدايات الحكم النازي بإجراءات هدفت إلى إقصاء اليهود عن المناصب الهامة في الحياة العامة والإدارة الألمانية، وكان "قانون إعادة مهنيي الخدمة العامة إلى مناصبهم" أحدى الوسائل المفضية إلى ذلك. وفيما يلي بعض نصوص القانون:
يسمح بمقتضى الأنظمة التالية إقالة الموظفين من مناصبهم، حتى لو لم ترد التعليمات المناسبة ضمن القانون المعمول به.
[...]
يتم فصل الموظفين الذين تم قبولهم في مناصبهم منذ 9 نوفمبر تشرين الثاني 1918 دون أن تكون لهم المؤهلات المطلوبة أو المعمول بها بالنسبة لمنصبهم أو غيرها من المؤهلات. [...] ويضيع حقهم في قبض المخصصات المؤقتة أو المخصص التقاعدي أو إعانات الأرامل والأيتام، وحقهم في عنوان الوظيفة وألقابها والأزياء المتعلقة بها وحمل أوسمة الخدمة...
1. يتم إحالة الموظفين من أصل غير آري على التقاعد... وفي حال كانوا يحملون وظائف الشرف، يجب فصلهم عنها.
2. لا ينطبق البند الأول على الموظفين الذين كانوا قد التحقوا بالخدمة العامة قبل 1 أغسطس آب 1914 أو الذين قاتلوا في الحرب العالمية من أجل الرايخ الألماني أو حلفائه، أو الذين سقط آباؤهم أو أبناؤهم في تلك الحرب.
وقد تكون هناك استثناءات أخرى بمقتضى إذن يصدره وزير الداخلية بالتنسيق مع الدائرة ذات الصلة أو الهيئة العليا لشؤون الموظفين في الخارج
مستشار الرايخ: أدولف هتلر
وزير الداخلية: فيلهلم فريك
وزير المالية: الغراف شفيرين فون كروسيك
25/04/1933
الحد من نسبة التلامذة اليهود في المدارس
حدد قانون منع اكتظاظ المدارس ومؤسسات التعليم العالي الألمانية كوتا لليهود نسبتها 1.5% ممن يسجلون في المدارس الثانوية والجامعات ، إضافة إلى كوتا نسبتها 5% ممن يتم تسجيلهم في مدرسة بعينها. وبسبب سريان قانون التعليم الإلزامي لم يتم الحد من تسجيل اليهود في المدارس الابتدائية في ذلك الوقت. ومع ذلك، فقد بدأ اليهود بالانتقال تدريجيا وطواعية إلى مؤسسات تعليمية خاصة باليهود. وفي العام 1938 منع اليهود بشكل مطلق من الدراسة في المؤسسات التعليمية العامة. وفي سنة 1941 تم إغلاق المدارس اليهودية بمقتضى أمر إداري.
10/05/1933
النازيون يقدمون على حرق آلاف الكتب "الهابطة" والكتب المناوئة للنازية والكتب المؤلفة من يهود
استهدف حرق الكتب العلني قمع التفكير الحر وحرية التعبير، وقد أصبح هذا التكتيك إطار عمل إداريا، حيث بدأ وزير الدعاية جوزف غوبلز بالإشراف على كافة جوانب الحياة الثقافية والفكرية. وفي ديسمبر كانون الأول 1933 تم مصادرة أكثر من 1000 عنوان، فضلا عن كامل أعمال عدد من المؤلفين. وقد صودر حتى نهاية سنة 1934 ما يزيد عن 4000 نشرة، حيث أنشأ غوبلز شبكة متشعبة من 41 ضابط دعاية في جميع أنحاء الرايخ الألماني. وبعد إكمال السيطرة على الإذاعات في ربيع سنة 1933، اتجه النازيون للعمل ضد الصحافة، حيث فرضوا قيودا على دور النشر وحرية الصحافة. وقد تكررت عمليات حرق الكتب بين الحين والآخر في أنحاء ألمانيا أثناء تلك السنة.
14/07/1933
فرض التعقيم على المواطنين الألمان من ذوي العاهات الخلقية
تم في يوليو تموز 1933 تطبيق "قانون منع تناسل المصابين بالأمراض الوراثية"، وهو قانون بادر إلى تشريعه وزير الداخلية فيلهلم فريك، نص على تعقيم المواطنين الألمان من ذوي العاهات الخلقية مثل "الوهن الذهني" والشيزوفرينيا والاضطراب ثنائي القطب (مرض الاكتئاب الهوسي) وداء الصرع وغيرها. وتولى إجراء عمليات التعقيم أطباء في جميع أنحاء الرايخ.
من نصوص القانون:
أ. يمكن تعقيم المصابين بالأمراض الوراثية جراحيا، في حال رجحت التجربة العلمية الطبية كون أبنائهم سيصابون بالعاهات الوراثية الجسدية أو العقلية.
ب. يعتبر الشخص مصابا بمرض وراثي بمقتضى هذا القانون، إذا كان مصابا بأحد الأمراض التالية:
1. الوهن الذهني الخلقي
2. الشيزوفرينيا
3. الاكتئاب الهوسي
4. داء الصرع الوراثي
5. مرض هانتينغتون
6. العمى الوراثي
7. الصمم الوراثي
8. عاهة جسدية خطيرة
ج. وبالإضافة إلى ما تقدم، يمكن تعقيم جميع مدمني الكحول المزمنين.
[...] في حال قضت المحكمة بالتعقيم، يجب تنفيذه حتى لو رفض ذلك المرشح للتعقيم، إلا إذا كان هو بنفسه راجع الجهات المعنية بطلب التعقيم. أما مسؤولية مراجعة الشرطة باتخاذ الإجراءات اللازمة، فتقع على عاتق ضابط الطب. وإذا لم تُجدِ جميع الإجراءات الأخرى، يجوز اللجوء إلى وسائل الإكراه.
ويقدر عدد الذين تم تعقيمهم بين سنة 1933 وسنة 1945 بما يتراوح بين 200,000 و 350,000 شخص.
14/07/1933
الإعلان عن ألمانيا دولة ذات نظام الحزب الواحد
منذ الموافقة على "قانون التفويض" لم تجد الحكومة حاجة لإجراء تصويت في السلطة التشريعية للموافقة على قوانين. وقد تم فعلا حظر قيام أحزاب غير الحزب الحاكم، حيث صودرت في العاشر من مايو أيار ممتلكات الحزب الاشتراكي الديمقراطي ال SPD من مبانٍ وجرائد بالإضافة إلى الذراع المالي للحزب. وتم كذلك حبس العديد من نواب الحزب في الرايخستاغ، البرلمان. وفي 23 يونيو حزيران، صدرت الأوامر لحزب المحافظين ال DNVP بحل نفسه، فقرر الحزب فعلا التوقف عن النشاط في 27 من الشهر ذاته، بعد أن كان معظم أعضائه قد استقالوا أو انضموا إلى الحزب النازي. وفي 14 يوليو تموز 1933، أُعلنت الدولة ذات الحزب الواحد، ضمن بيان حظر قيام أي حزب غير الحزب النازي.
20/07/1933
الحكومة النازية توقع على اتفاق مع الفاتيكان عرف ب"الكونكوردات"
تم توقيع اتفاق ("كونكوردات") بين الفاتيكان وألمانيا النازية، حيث مثل ألمانيا نائب المستشار، فرانتز فون بابن، فيما مثل الفاتيكان سكرتير دولة الفاتيكان، الكاردينال إوجينيو باتشيللي، الذي أصبح فيما بعد البابا بيوس الثاني عشر، حيث امتدت ولايته بين عامي 1939 و 1958. وقدم هذا الحدث لهتلر انتصارا دبلوماسيا هاما.
13/09/1933
النظرية العنصرية في المدارس الألمانية
كانت العنصرية مقوما مهما من مقومات الرؤية النازية، وقد حاول النازيون منذ توليهم للحكم تحويلها إلى جزء لا يتجزأ وملزم من جميع مجالات الحياة. ودعما لغرس الرؤية العنصرية بدأ تدريس العلوم الوراثية و"علم العنصر"، حيث تم إلزام جميع الطلبة بدراسة هاتين المادتين وأداء الامتحانات فيهما.
22/09/1933
قانون غرفة الثقافة التابعة للرايخ
نص القانون على حظر القيام بأي نشاط مهني في حقول الأدب والفن والصحافة والمسرح والموسيقى خارج إطار الغرفة المهنية، علما بأن هذه الغرف كانت مغلقة بوجه الأعضاء اليهود.
14/10/1933
انسحاب ألمانيا من عصبة الأمم ومحادثات نزع السلاح
كان أول إجراء اتخذه النظام النازي في مجال السياسة الخارجية هو الانسحاب من عصبة الأمم في 14 أكتوبر تشرين الأول 1933، وهي خطوة استهدفت تخليص ألمانيا من الرقابة الدولية المفروضة على إعادة تسليحها وتأكيد انفصالها عن سياسات جمهورية فايمار. وكنتيجة لذلك لم تعد ألمانيا تستطيع الادعاء بأنها تستمر في سياسة المصالحة التي تبنتها في العشرينات، وأخذت فكرة تجريد ألمانيا من السلاح تتلاشى.
24/01/1934
معاهدة عدم الاعتداء بين ألمانيا وبولندا
وقعت ألمانيا وبولندا على معاهدة لعدم الاعتداء لمدة عشر سنوات بدعوى أنه "آن الأوان لتدشين عصر جديد من العلاقات السياسية الألمانية البولندية، عبر التواصل المباشر بين الدولتين". كان هتلر هو الذي اقترح المعاهدة، ولم تشاور بولندا في الأمر حليفتها الرئيسية فرنسا. ووقعت ألمانيا على وثيقة تنص على أن لا نزاع لها مع بولندا، وإنما مع روسيا الشيوعية، فيما وقعت بولندا على وثيقة أعلنت فيها استعدادها للتنازل عن أي دعم خارجي فيما يرتبط بحفظ استقلالها. وقضت المعاهدة ب"عدم لجوء أي من الطرفين إلى استخدام القوة لحسم النزاعات"، ونشأت أهميتها بين أمور أخرى عن تحول بولندا إلى أول دولة تقيم علاقات سلمية مع النظام النازي الجديد، حيث سعى النظام البولندي لتفادي الدخول في نزاعات مع جارات بولندا، وعكست المعاهدة سياسة بولندية تقوم على محاولة حفظ العلاقات الودية مع جميع الدول العظمى.
30/06/1934
"ليلة السكاكين الطويلة"
كان إرنست روم من أوائل أعضاء الحزب النازي، وقد شارك في "انقلاب حانة البيرة" سنة 1923، ولكن تم الإفراج عنه بعد محاكمته. وفي أعقاب فوز النازيين في انتخابات العام 1930 تم تعيينه قائدا لقوات الحزب المسلحة – ال SA. وبلغ عدد أفراد هذه القوات في تلك الفترة 170,000 شخص.
وبعد تولي النازيين للسلطة، طلب روم دمج ال SA في صفوف الجيش الألماني، ولكن ضباطا كبارا في الجيش إضافة إلى هتلر عارضوا ذلك بشدة، فقد كان هتلر يخشى أن يحاول روم الاستيلاء على الحكم كزعيم لنظام عسكري، فأصدر تعليماته بالقضاء على ال SA. وفي 30 يونيو حزيران 1934 اعتقل روم وعددا آخر من قادة ال SA ثم قتلوا رميا بالرصاص. وقد عرف هذا التطهير فيما بعد ب"ليلة السكاكين الطويلة".
02/08/1934
موت هيندنبورغ
مات رئيس ألمانيا، باول فون هيندنبورغ عن 86 عاما. وكان الرئيس الهرِم قد أضفى على النظام مظهرا من الاستمرارية والشرعية، ولكنه كان يفتقد أي نفوذ سياسي ولم يقدم شيئا في إدارة شؤون الدولة. وبعد موته جمع هتلر بين منصبي المستشار (رئيس الوزراء) والرئيس، ليصبح الرايخسفوهرر (زعيم الرايخ). وتحول بذلك إلى الزعيم الأوحد لألمانيا بدون منازع.
13/01/1935
ألمانيا تطالب بإقليم السار
في مطلع 1935 بدأ النازيون يوجِدون واقعا جديدا على الأرض كجزء من محاولاتهم انتهاك أحكام معاهدة فرساي وتوسيع رقعة الرايخ لتشمل جميع المنتمين إلى "العنصر الآري الألماني". وفي 13 يناير كانون الثاني 1935، وبعد استفتاء شعبي جرى في إقليم السار، صوت فيه السكان المحليون بأغلبية ساحقة مع نقل المنطقة إلى الحكم الألماني، أعلنت ألمانيا عن تحرير المنطقة التي كانت فرنسا قد ضمتها إلى أراضيها بعد الحرب العالمية الأولى، وأعادت ضمها إلى الأراضي الألمانية.
16/03/1935
قانون التجنيد الإلزامي في ألمانيا
أمر هتلر بسن قانون للتجنيد الإلزامي، مواصلا محاولاته إلغاء أحكام معاهدة فرساي التي كانت مخالفة للمصالح الألمانية، حيث كانت تلك المعاهدة تسمح لألمانيا بالاحتفاظ بجيش لا يزيد تعداده عن 100 ألف جندي. وقد ضمن القانون الجديد مضاعفة هذا العدد عدة مرات، وبذلك كانت ألمانيا قد ألغت بندا آخر من بنود الاتفاقات التي استهدفت إيقافها عند حدها.
31/05/1935
جعل الجيش الألماني جيشا "آريا محضا"
في السادس عشر من مارس آذار 1935 أعلنت ألمانيا سن قانون "الفيرماخت" (الجيش الألماني). ورغم أن القانون الجديد كان يقضي بشمولية التجنيد الإلزامي، إلا أن اليهود لم يسمح لهم بالالتحاق بالجيش. وفي رسالة موجهة إلى وزير الحرب فيرنر فون بلومبرغ مؤرخة في 23 مارس آذار، شكا أعضاء "الممثلية الوطنية ليهود ألمانيا" من أن القانون يحرم اليهود من حق الخدمة كجنود في الجيش الألماني، ولكن هذا الاحتجاج لم يجد نفعا.
18/06/1935
ألمانيا وبريطانيا توقعان اتفاقا حول أسطوليهما الحربيين
وقعت ألمانيا وبريطانيا على اتفاق يقضي بألا يزيد عدد السفن الحربية الألمانية عن 35% من عدد السفن البريطانية، وألا يزيد عدد الغواصات الألمانية عن نسبة 45% من عدد الغواصات البريطانية. وقد أثار الاتفاق قلقا شديدا لدى فرنسا، لإلقائه ظلالا من الشك على جدية بريطانيا بشأن حلفها مع فرنسا الموجه ضد ألمانيا. وقد اعتقدت فرنسا بأن بريطانيا وقعت على ما يعطي موافقتها على إعادة تسلح ألمانيا، وكان ذلك فعلا معنى هذه المعاهدة. وكانت هذه أول مرة أقدمت فيها دولة أوروبية عظمى لا على تجاهل انتهاك سافر لاتفاق فرساي، وإنما سلمت فعلا بهكذا انتهاك.
15/09/1935
سن قوانين نورمبرغ
يشير مصطلح "قوانين نورمبرغ" إلى تشريعات معادية لليهود تبناها مؤتمر الحزب النازي في مدينة نورمبرغ في 15 سبتمبر أيلول 1935، وهو المؤتمر الذي استضاف أعضاء مجلس النواب الألماني – الرايخستاغ. وتضمنت هذه القوانين قانونين تم سنهما على عجل، لتفضي إلى فصل قانوني واجتماعي نهائي بين اليهود وغير اليهود في ألمانيا. وقد حرم القانون الأول، وهو "قانون جنسية الرايخ" اليهود من حق المشاركة في الانتخابات، ما حولهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية. وكانت عاقبته الفورية طرد جميع العاملين اليهود في الخدمة العامة من عملهم. كما وفر قانون الجنسية قاعدة قانونية ل 13 قرارا إداريا آخر.
وكان القانون الثاني الذي اعتمده الرايخستاغ في اليوم نفسه "قانون حماية الدم الألماني والشرف الألماني"، الذي منع اليهود من الزواج من أبناء الأمة الألمانية أو من لهم صلة رحم بأبناء تلك الأمة. وواكبت سن هذا القانون عملية تشريعية تضمنت نظاما متكاملا من التصنيفات المعقدة التي حددت درجات مختلفة لمدى "يهودية" الفرد، اعتمادا على عدد أجداده اليهود، أي أولئك الأجداد الذين كانوا ينتمون للطائفة اليهودية. وكان أحد أنواع اليهود التي تحددت "اليهودي الكامل" فيما سمي نوع آخر ب"من يعتبر بمثابة اليهودي" إلى آخر ذلك. وكانت ترتبط بكل درجة من هذه الدرجات سلسلة من القيود المميزة والحقوق والتسهيلات. أما الآريون وأصحاب الدم الألماني فلم يتم تعريفهم ضمن القانون.
وقد مثل هذا القانون تعبيرا واضحا عن النظرية العنصرية النازية، كما جسد بشكل واضح افتقاره إلى العلمية، ففي الوقت الذي تم تعريف عدد ضئيل من اليهود استنادا إلى نسبهم (وهو معيار علمي وموضوعي)، تم تعريف باقي اليهود اعتمادا على "عضوية أجدادهم في طائفة يهودية دينية"، وهو معيار شديد الذاتية لا يمت إلى العلم بصلة.
14/11/1935
ملحقات بقوانين نورمبرغ
في 14 نوفمبر تشرين الثاني 1935 تم زيادة صرامة قانونَيْ نورمبرغ المشرعين منذ 15 سبتمبر من العام نفسه، وهما قانون جنسية الرايخ وقانون حماية الدم الألماني والشرف الألماني، من خلال زيادة نظامين جديدين لهما استهدفا إكمال العملية التي كانت قد بدأت بسن القانونين. نص النظام الأول على إقصاء اليهود الألمان من كافة مجالات الحياة في ألمانيا. وكان النظامان:
أ) النظام الأول الملحق بقانون جنسية الرايخ، وقد حرم اليهود بمقتضاه من حق الانتخاب وحق الاحتفاظ بالمناصب الحكومية (وتم فصل موظفي الخدمة العامة اليهود نتيجة هذا النظام).
ب) النظام الأول الملحق بقانون حماية الدم الألماني والشرف الألماني، وقد منع الزواج بين اليهود وبين المنحدرين من زواج مختلط ("الميشلينغي") من الدرجة الثانية.
كان هذان هما النظامين الأولين من 13 نظاما تم إصدارها في هذا المجال حتى يوليو تموز 1943.
07/03/1936
الألمان يدخلون إقليم الراين
استغلت ألمانيا الخلافات الناشبة بين بريطانيا وفرنسا وانشغالهما في الأزمة الإثيوبية لتحتل إقليم الراين الذي كان منزوع السلاح بمقتضى اتفاقات فرساي. وكان هتلر قرر احتلال هذا الإقليم في فبراير شباط، فتذرع في مطلع مارس آذار بتوقيع الاتفاق الفرنسي السوفييتي لانتهاك اتفاقات لوكارنو الموقعة عام 1925، وهي الاتفاقات التي وضعت حدا للنزاع الحدودي الألماني الفرنسي. ورغم هذا العمل العدواني تحاشت الدول العظمى الأوروبية اتخاذ أي إجراء يذكر بحق ألمانيا.
01/08/1936
بدء الألعاب الأولمبية في برلين
كان أولمبياد برلين من أكبر الانتصارات الدعائية التي حققها النازيون، حيث تأثر العديد من الضيوف بقوة ألمانيا والنظام والانضباط اللذين يسودانها، كما بدا للناس أن اليهود قد بالغوا كثيرا في شكاواهم من المعاناة التي أصابتهم، بل كان الرئيس الأمريكي نفسه ممن انخدعوا. فخلال حديث له مع ستيفان وايز، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، قال الرئيس روزفلت إن شخصين زارا ألمانيا شهدا باكتظاظ الكنس اليهودية مؤكدين أن الأوضاع لم تبد خطيرة جدا في تلك الفترة.
وفي الحقيقة، فإن النازيين بذلوا كل مستطاع لإظهار ألمانيا على أنها مجتمع محترم ضمن أسرة الشعوب والتقليل من أثر اضطهاد اليهود، فقد تم مع اقتراب الألعاب الشتوية إزالة اللافتات المعادية لليهود من الشوارع الرئيسية وكبح جماح النشاط السافر المناوئ لليهود. واستجابة لضغوط وفود أولمبية أجنبية تم شمول عدد من الرياضيين اليهود المختلطين ويهودي واحد "صرف"، هو لاعب هوكي الجليد رودي بال في المنتخب الألماني.
وقد اعتبر الألمان الرياضة إحدى الساحات التي يجب عليهم الكفاح ضمنها لتبرير عقائدهم، فقد كتب وزير الدعاية جوزف غوبلز في يومياته في 20 يونيو حزيران، وقبل وقت قصير من انطلاق الألعاب، حول فوز الملاكم الألماني ماكس شميلينغ على الأمريكي جو لويس في بطولة العالم للوزن الثقيل: "لقد قاتل شميلينغ وانتصر من اجل ألمانيا، فضرب الأبيض الأسود، وكان الأبيض ألمانيّاً". ولكن ملاحظات غوبلز حول أول أيام المباريات كانت أقل بهجة، إذ قال: "نحن الألمان فزنا بميدالية ذهبية واحدة، فيما فاز الأمريكان بثلاث ميداليات، وفاز منها السود بميداليتين. إنه عيب على الجنس البشري، ولكن ما أهمية هذا الفوز هناك، في تلك الدولة القليلة الثقافة (أي الولايات المتحدة)؟"
وكان أكثر إنسان إغاظة للألمان العداء الأسود جيسي إيفانز الذي فاز بأربع ميداليات ذهبية وسجل عددا من الأرقام القياسية العالمية، فخصته "النيويورك تايمز" بعنوان ساخط ساخر: "هتلر يتجاهل الأسود الفائز بالميدالية".
09/09/1936
صدور الخطة الرباعية
كانت الخطة الرباعية عبارة عن برنامج اقتصادي للنازيين استهدف إعداد الألمان للحرب. وقد كتب أدولف هتلر بنفسه المذكرة التمهيدية للخطة في أغسطس آب 1936، والتي حدد فيها سياسته الاقتصادية، وقدم وصفا شخصيا لأهداف الحرب المقبلة، محددا جدولا زمنيا لتسريع التسلح. وكان الهدف من الخطة تمكين الجيش الألماني من اكتساب القدرات القتالية خلال أربع سنوات وتمكين الاقتصاد الألماني من مواجهة الظروف التي كانت ستنشأ في فترة الحرب.
وقد نصت الخطة، سعيا لتحقيق الأهداف المذكورة، على مراقبة الاقتصاد، مركِّزةً تركيزا خاصا على حماية الزراعة الألمانية في ظروف الحرب، لتستطيع الصمود بوجه الحصار في ظروف تزيد صعوبة أكثر وأكثر. واعتبرت الخطة أن تحقيق الاكتفاء الذاتي يتأتى عبر تبني سياسة التوسع الإقليمي الذي من شأنه تقليل اعتماد ألمانيا على استيراد المواد الخام. وبغية بلوغ هذا الهدف تم تأسيس "مشاريع هيرمان غورينغ للرايخ" ومصافي النفط ومصانع الألومينيوم.
كما أن الخطة دفعت بعملية تطوير صناعة المواد الاصطناعية، للاستعاضة بها عن المواد الخام والسيطرة على تخصيص الموارد البشرية. وبصفته المسؤول عن تطبيق الخطة، نال هيرمان غورينغ سلطات استثنائية في المجال الاقتصادي، وقد تم توسيع رقعة هذه السلطات خلال الحرب لتشمل اقتصادات الدول المحتلة، بهدف استغلالها الاستغلال الأمثل من خلال انتهاج سياسة الاغتنام القاسي. كما أشرف غورينغ على عملية ترحيل ملايين الأشخاص من المناطق المحتلة إلى معسكرات العمل الإجباري.
وكان لانتعاش ألمانيا اقتصاديا أثر مباشر على إمكانات تشديد السياسة الألمانية المعادية للسامية.
09/10/1936
منع النشاط السياسي لجمعية الجنود اليهود الألمان القدامى
حظر الإس.إس على "جمعية المحاربين القدامى اليهود" ممارسة أي نشاط غير مساعدة المقعدين من جراء إصابتهم في الحرب العالمية. ورغم ذلك استمر أعضاء في الجمعية في الاجتماع بين الحين والأخر، حتى تم حل جمعيتهم في نوفمبر تشرين الثاني 1938.
25/10/1936
توقيع اتفاق المحور روما – برلين
خلال السنوات الثلاث الأولى للحكم النازي امتنعت إيطاليا عن عقد تحالف مع ألمانيا رغم تقارب رؤيتيهما الأيديولوجيتين، وذلك خشية التوسع لإقليمي الألماني وبعض المصالح السياسية.
ولكن الغزو الإيطالي لإثيوبيا في أكتوبر تشرين الأول 1935 ترتب عليه قطع العلاقات بين روما والدول الديمقراطية، وتمخض عنه التقارب بين إيطاليا وألمانيا النازية، والذي ازداد تسارعا حين أبدت برلين وروما تأييدا للفاشيين في الحرب الأهلية الإسبانية، ثم وقع البلدان حلفا بينهما في أكتوبر 1936.
وقد اعتمد "المحور" في البداية على المصالح السياسية، كون موسوليني لم يؤيد بعد العنصرية الألمانية المعادية لليهود، ولكن مع تعاظم القوة الألمانية انتهى به الأمر إلى إصدار قرارات بحق اليهود. واستخدم موسوليني لأول مرة عبارة "محور" إشارة للتحالف الألماني الإيطالي ضمن خطاب ألقاه في نوفمبر تشرين الثاني 1938 في مدينة ميلانو.
21/03/1937
البابا يصدر إعلانا ضد العنصرية
فيما كانت حرية العبادة للكاثوليك في ألمانيا تواجه أخطارا جمة رغم "الكونكوردات" الموقع بين الفاتيكان وبرلين، أصدر البابا بيوس ال 12 الرسالة الرعوية "من منطلق القلق الشديد"، حيث أعرب في تلك الرسالة عن تساؤلاته عن الأخطاء الكامنة في العقيدة النازية، وقال: "إن من يفصل العنصر والأمة والدولة ونظام الحكم... من إطار النظرة الدنيوية ليجعلها قيمة عليا، بل أعلى من القيم الدينية ويعبدها، يشوه مراتب الأشياء التي أهداها الله وأمر بها". وقد تحاشى البابا الإشارة إلى ضائقة اليهود الألمان بعينها.
13/09/1937
السماح لليهود بتفادي "الاعتقال الوقائي" بواسطة الهجرة
أصدر هاينريش هيملر، قائد الإس.إس. والشرطة قرارا إداريا يسمح لليهود بتفادي الاعتقال شريطة هجرتهم من ألمانيا. واستهدف هذا القرار الضغط على اليهود لكي يستغلوا أي طريق ممكن للهجرة من أوروبا. وقد انصاع عشرات الآلاف من اليهود ممن كانوا اعتقلوا في "ليلة الزجاج المحطم" لهذا القرار فيما بعد، وهو تجسيد لسياسة استخدام القوة التي مارسها النازيون لحمل اليهود على الهجرة من ألمانيا.
21/10/1937
هيملر يعلن أن اليهود الذين هاجروا من ألمانيا ثم عادوا إليها سيرحلون إلى معسكرات الاعتقال
أصدر هاينريش هيملر، قائد الإس.إس والشرطة قرارا يقضي باعتقال أي ألماني هاجر من ألمانيا ثم عاد إليها في معسكر للاعتقال. وقد استهدف القرار ردع كل من غادر ألمانيا عن العودة إليها، وعرّف فيه بالمهاجر كل من غادر ألمانيا بعد تولي النازيين للحكم في 30 يناير كانون الثاني 1933.
05/11/1937
الجيش الألماني يتلقى أمرا بالاستعداد للحرب
في معرض حديث دار في ديوان المستشار في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني 1937، وتم توثيقه في سجل المساعد العسكري لهتلر، الكولونيل فريدريش هوسباخ، عرض هتلر أهدافه على القيادتين السياسية والعسكرية. وكان منظور هتلر يقضي بحيوية التوسع الإقليمي بالنسبة لألمانيا، لضيق حدودها وازدياد عدد سكانها. وكانت مداخلته عبارة عن تفصيل للسياسة الخارجية الاستعمارية التي كان كشف عنها في كتابه "كفاحي". وفي الواقع السائد سنة 1937 كان من الممكن فهم هذه المداخلة على أنها تعبير عن نية واضحة لشن حرب في المستقبل القريب.
13/03/1938
الضم ("الأنشلوس"): ألمانيا تضم النمسا إلى أراضيها/
أرسل هتلر جيشه إلى النمسا في 11 مارس آذار وتم بعد يومين إعلان "الأنشلوس" – أي ضم النمسا إلى "الرايخ الألماني الثالث". وقبل معظم سكان النمسا الخطوة الألمانية بالترحيب بل بحماس، ورافقت الضم موجات عارمة ومطولة من الاعتداء على اليهود وإهانتهم من قبل المواطنين النمساويين برعاية ألمانيا.
وفور ضم النمسا بدأ الغستابو بالنهب المنظم للشقق السكنية اليهودية، واستمرت هذه العملية أسبوعا كاملا صودرت خلاله الأعمال الفنية والأشياء الثمينة ليتم شحنها إلى برلين. وقبل انقضاء هذا الأسبوع عزل اليهود عن مناصبهم في المسارح والمؤسسات الثقافية والمكتبات العامة، ثم بعد ذلك بوقت قصير طردوا من الجامعات والكليات، كما تم تدنيس الكنس واعتقال اليهود واحتجازهم في المعتقلات ريثما يوقعون على وثائق يتنازلون فيها عن ممتلكاتهم.
23/03/1938
سحب الاعتراف عن المنظمات اليهودية
تم نزع الصفة العمومية عن المنظمات المجتمعية اليهودية في ألمانيا، واعتبارا من 31 مارس آذار لم يعترف بهذه المنظمات بمقتضى القانون العام، حيث ألزمت بالتسجيل بصفتها جمعيات عملا بالقانون المدني. ونتيجة لهذا التسجيل فقدت المنظمات اليهودية الإعفاءات الضريبية التي كانت تستحقها باعتبارها جمعيات دينية، كما فقدت حقها في جباية رسوم العضوية من أعضائها.
10/06/1938
ألمانيا تضم إقليم السوديت
كان إقليم السوديت بتشيكوسلوفاكيا مأهولا في معظمه بسكان من أبناء العرق الألماني. وكانت بريطانيا وفرنسا قد وافقتا خلال مؤتمر ميونيخ الذي عقد في سبتمبر أيلول 1938 على قيام ألمانيا بضم المنطقة. وعليه، فقد تم ضم المنطقة إلى ألمانيا في 6 أكتوبر تشرين الأول 1938، ما أفقد تشيكوسلوفاكيا استحكاماتها ومعظم صناعتها. ومع ذلك، فقد بقي هتلر يعتبر تشيكوسلوفاكيا تهديدا على الحدود الجنوبية الشرقية لألمانيا، في حال واجهت ألمانيا حربا في جبهة أخرى. واستخدم الألمان مطالبة سلوفاكيا بالاستقلال عن تشيكيا والحصول على حكم ذاتي والتي تلاها حل الحكومة السلوفاكية من قبل حكومة تشيكيا، ذريعة لغزو تشيكوسلوفاكيا، حيث رضخ الرئيس التشيكوسلوفاكي إميل هاخا للضغوط والتهديدات متخليا عن حكم تشيكوسلوفاكيا لصالح ألمانيا دون حرب، فيما تم إظهاره وكأنه ضمان للحكم الذاتي السلوفاكي.
14/06/1938
تسجيل يهودية الأعمال التجارية اليهودية
حدد النظام الثالث لقانون المواطنة الذي تم تشريعه في نورمبرغ مميزات العمل التجاري اليهودي أو المبادرة التجارية اليهودية. أما الآن، فأصبح العمل التجاري يعتبر يهوديا ويسجل تحت هذا المسمى إذا كان صاحبه أو احد الشركاء فيه يعتبر يهوديا. وقد مهد هذا النظام الطريق للأرينة (جعل الشيء آريا) القسرية، لتنتقل الأمور من مرحلة التمييز في حق اليهود في الاقتصاد إلى مرحلة عزل اليهود عن الحياة الاقتصادية بموجب أنظمة "الخطة الرباعية".
15/06/1938
"حملة حزيران" – اعتقالات جماعية لليهود وترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال
في صيف العام 1938 اعتقل 2200 يهودي "لااجتماعي" (أي "ذي طبيعة إجرامية") وتم حبسهم في ثلاثة معسكرات اعتقال، هي داخاو وبوخنفالد وزاكسنهاوزن. وكان العديد من هؤلاء اليهود ارتكبوا مخالفات إدارية بسيطة مثل إيقاف السيارة في مكان ممنوع التوقف فيه أو التخلف عن دفع مبالغ مستحقة عليهم. كما اعتقل كثير من اليهود العاطلين عن العمل بحجة التهرب من واجب العمل. وطولب هؤلاء بالتعهد بمغادرة ألمانيا كشرط لإطلاق سراحهم.
06/07/1938
مؤتمر إيفيان
بعد 11 يوما على ضم النمسا إلى ألمانيا، وفيما اضطهاد اليهود المكثف يستبعد إمكان مغادرة اللاجئين لألمانيا والنمسا بشكل منظم، اقترح الرئيس الأمريكي روزفلت عقد مؤتمر دولي في إيفيان الواقعة على ضفاف بحيرة جنيف في فرنسا، بغية تسهيل هجرة اللاجئين وإنشاء منظمة دولية جديدة تعمل على إيجاد حل شامل لمشكلة اللاجئين. وأكد روزفلت أنه لا يُتوقع من أي دولة من الدول المشاركة تليين سياستها المتعلقة باستقبال اللاجئين.
وفعلا اجتمع بين السادس والخامس عشر من يوليو تموز ممثلو 29 دولة لمناقشة مشكلة اللاجئين الدولية، كما حضر المؤتمر بصفة المراقب 24 منظمة خيرية، قدمت الكثير منها برامج للحل شفهيا وكتابيا. وحمل المؤتمر الصفة الحكومية، حيث لم يحضره اللاجئون أنفسهم ولا ممثلو منظمات اللاجئين. وأوضح ممثلو الدول الكثيرة المشاركة أسباب عجز هذه الدول عن استقبال جموع اللاجئين من ألمانيا والنمسا. وكاد المؤتمر لا ينجح في فتح أبواب أي دولة أمام اللاجئين، وأجمع الرأي العام بعد اختتامه على فشله في إيجاد شاطئ أمان للاجئين.
17/08/1938
إلزام اليهود بتبني أسماء إضافية
اعتبارا من 1 يناير كانون الثاني 1939 طولب جميع اليهود، باستثناء الذين كانت أسماؤهم الأصلية أسماء يهودية مميزة، بتبني اسم ثان، حيث ألزم اليهود بإضافة اسم "يسرائيل" إلى أسمائهم الأصلية، فيما أجبرت النساء على إضافة اسم سارا إلى أسمائهن. وألزم اليهود بتسجيل هذه الأسماء في دوائر الأحوال الشخصية وإدخال أسمائهم الجديدة في أي وثيقة رسمية تحمل أسماءهم. كما منع القانون الجديد اليهود من إعطاء أبنائهم أسماء تضمنتها قائمة أسماء اعتبرها النظام "ألمانية".
26/08/1938
افتتاح دائرة خاصة بهجرة اليهود في فيينا
كانت "الدائرة المركزية لهجرة اليهود" جهة شجعت شرطة الأمن والإس.ديه SD من خلالها مغادرة اليهود. وترأس الدائرة أدولف أيخمان الذي قاد حملات ترحيل يهود النمسا، ومنها جمع اليهود النمساويين في مدينة فيينا، تحديد كوتات خاصة بالهجرة وتحميل الطائفة اليهودية المسؤولية الكاملة عن تحقيقها، تذليل العقبات البيروقراطية، إلزام اليهود الأثرياء بدفع نفقات ترحيل اليهود المحتاجين. وقد تكرر نفس النمط فيما بعد في حملات ترحيل اليهود في جميع الأراضي الأوروبية التي أصبحت تحت السيطرة الألمانية.
في 24 يناير كانون الثاني 1939، أسس هيرمان غورينغ مركزا مماثلا في ألمانيا، هو "مركز الرايخ للهجرة اليهودية"، وعين على رأسه راينهارد هايدريش. وبعد احتلال ألمانيا لبوهيميا ومورافيا (بتشيكيا) تم إنشاء مكتب مركزي على نمط المركز القائم في فيينا، رأسه هاينريش مولر. وفي نهاية الأمر أشرف مكتب براغ على ترحيل يهود محمية بوهيميا ومورافيا إلى غيتو تيريزين. وتم إخضاع مكتبي فيينا وبراغ ل"مركز الرايخ للهجرة اليهودية"، وتم تكليف أدولف أيخمان بإدارته.
وبعد احتلال بولندا، صدرت التعليمات لأيخمان بترحيل اليهود من مناطق بولندا الغربية التي كانت قد ضُمّت إلى ألمانيا. وفي ديسمبر كانون الأول 1939 أنيطت به كذلك مهمة "التعامل بشكل موحد مع جميع قضايا الشرطة الأمنية المرتبطة بإخلاء المنطقة الشرقية".
27/09/1938
منع المحامين اليهود من ممارسة مهنتهم
منع النظام رقم 5 من أنظمة قانون المواطنة المحامين اليهود من ممارسة مهنتهم. وبعد صدور هذا النظام سُمح لعدد قليل فقط من هؤلاء المحامين بالعمل في تقديم الاستشارات وذلك للزبائن اليهود فقط.
29/09/1938
اتفاق ميونيخ: بريطانيا وفرنسا توافقان على ضم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا/
انعقد مؤتمر ميونيخ في 29 و 30 من سبتمبر أيلول 1938 في أحد فنادق عاصمة بافاريا، وحضره أدولف هتلر ورئيس وزراء فرنسا إدوار دالادييه ورئيس وزراء بريطانيا نيفيل تشمبرلين وزعيم إيطاليا بينيتو موسوليني. وتم عقد المؤتمر في أعقاب أزمة متواصلة مر بها إقليم السوديت، وهو محافظة من محافظات الجمهورية التشكوسلوفاكية. وكان من تسبب في الأزمة هو الأقلية العرقية الألمانية الممولة والمدعومة من ألمانيا النازية.
وقد زاد النظام النازي الأزمة حدة، فيما حافظت الحكومة البريطانية بقوة على التزامها بمحاولة منع النزاع من التدهور إلى العنف، حتى لو كان ذلك يقود إلى انتهاك اتفاقية الدفاع الثلاثية التي ربطتها بفرنسا وتشيكوسلوفاكيا، ورغم كون هتلر يغير مطالبه ويرفقها بمطالب جديدة دون انقطاع.
وقد تفاوض هتلر وتشمبرلين طويلا، فيما لم توجه الدعوة لمندوبين عن تشيكوسلوفاكيا للمشاركة في التفاوض. أما دالادييه وموسوليني فقد كانا شريكين ثانويين في المباحثات. وحاول المتفاوضون بادئ الأمر التوصل إلى اتفاق يمنح الحكم الذاتي للأقلية الألمانية في تشيكوسلوفاكيا، ثم بحثوا في ضم إقليم السوديت إلى ألمانيا، وحين زادت ألمانيا من مطالبها مرة أخرى، أصبحت بريطانيا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا على وشك إعلان الحرب عليها، ولكن تشيمبرلين أعلن في خطابه المشهور: "كم هو رهيب وغير معقول ومستحيل أن نحفر الخنادق ونقيس الأقنعة الواقية من الغاز هنا في بريطانيا بسبب خصام في دولة بعيدة وبين شعبين لا نعرف شيئا عنهما!".
وللحيلولة دون نشوب حرب، اقترح تشمبلرين على هتلر وموسوليني عقد مؤتمر رباعي. وقد قبل هتلر الدعوة في اللحظة الأخيرة، ما جنبه الغزو العسكري من أجل التوصل إلى تسوية. وقد خرج المؤتمر بقرارات مشابهة لمضمون مذكرة كان البريطانيون رفضوا قبولها قبل ذلك بوقت قصير. وتم إبلاغ الحكومة التشيكوسلوفاكية بهذه القرارات على أنها قرارات نهائية تطالَب بالامتثال لها دون اعتراض.
ولدى عودته من ميونيخ، لوح تشيمبرلين في مطار لندن بالبيان المشترك الصادر في ختام المؤتمر قائلا: "لقد أتيتكم بالسلام في جيلنا".
وكان ضم إقليم السوديت إلى ألمانيا بصناعاته العسكرية واحتياطيه من الذهب ونظام اتصالاته ومناجم الفحم والخطوط الدفاعية المعدة أصلا لصد ألمانيا، بمثابة حكم بالقضاء على الجمهورية التشيكوسلوفاكية. وعند احتلال بوهيميا ومورافيا في 15 مارس آذار 1939، بما يخالف اتفاق ميونيخ، صحا بعض الساسة الغربيين فأدركوا أن الحرب أصبحت حتمية.
05/10/1938
طبع حرف الياء على جوازات اليهود الألمان إشارة إلى يهودية أصحابها
أرادت الشرطة السويسرية وقف تدفق اللاجئين، فطلبت من الألمان إيجاد إشارة ما تمكنها من التعرف على اليهود على المعابر الحدودية. وبعد إجراء محادثات في برلين شارك فيها هاينريش روتموند، قائد شرطة الاجانب، أصدر الألمان نظاما جديدا ألغى الجوازات اليهودية، حيث أمهل اليهود أسبوعين لإيداع جوازاتهم الملغاة عند الشرطة، ولم يسمح لهم باستعادتها إلا بعد طبع حرف J عليها، إشارة إلى أن حامل الجواز يهودي.
28/10/1938
طرد 17,000 يهودي من أصل بولندي من ألمانيا إلى بولندا وحشد معظمهم في زبونشين/
كان قد تم قبل "ليلة الزجاج المحطم" ترحيل عشرات الآلاف من اليهود من أصول أوروبية شرقية كانوا يسكنون في ألمانيا. وعرفت عملية ترحيل اليهود من حملة جوازات السفر البولندية ب"ترحيل زبونشين"، حيث بدأت السلطات الألمانية في ليلة ال 27 من أكتوبر تشرين الأول في اعتقال هؤلاء اليهود تمهيدا لترحيلهم إلى بولندا. وقد نقل اليهود إلى الحدود البولندية، حيث تُركوا بدون ممتلكاتهم ودون تمكينهم من تصفية أمورهم في ألمانيا. وبقي المرحلون لشهور طوال دون عناية ودون اهتمام من أية جهة، ألمانية كانت أم بولندية، لأن البولنديين لم يوافقوا على قبولهم.
09/11/1938
قضية غرينشبان ومجزرة "ليلة الزجاج المحطم"
كان هيرشل غرينشبان شابا هائجا بلغ من العمر 17 عاما، كان قد لجأ من بولندا إلى باريس، حيث كان والداه من بين آلاف اليهود الذين سبق ترحيلهم إلى منطقة زبونشين في بولندا نهاية أكتوبر تشرين الأول 1938. وفي السابع من نوفمبر تشرين الثاني 1938 أقدم غرينشبان على اغتيال السكرتير الثالث في السفارة الألمانية بباريس. وكان غرينشبان يأمل في لفت انتباه الناس إلى الضائقة التي كان يعانيها آلاف المرحلين. وقد مات السفير إرنست فون رات متأثرا بجراحه عصر التاسع من تشرين الثاني، ما دفع بالنازيين إلى تنفيذ مخططات كانوا أعدوها مسبقا لارتكاب مجازر في جميع أنحاء ألمانيا والنمسا. ورغم أن المجازر وصفت رسميا بأنها ردة فعل عفوية للجماهير على اغتيال السكرتير الثالث، إلا أنها كانت في الواقع عملية منظمة بادر بها وزير الدعاية جوزف غوبلز، ونالت موافقة هتلر.
وفي تلك الليلة صدرت التعليمات إلى كافة أنحاء الدولة، حيث شجع ال SA الجماهير على المشاركة في المجازر، والتي تم خلالها تدمير 1400 كنيس يهودي كليا أو جزئيا. وسميت المجازر ب"ليلة الزجاج المحطم" Kristallnacht، كناية عن الواجهات الزجاجية للمحلات التجارية اليهودية التي تم تحطيمها بأعداد لا تحصى خلال تلك الليلة. وقد اقتحمت المحلات ثم نُهبت، فجاءت النتيجة أضرارا هائلة لحقت بالممتلكات، كما هوجمت منازل كثيرة لليهود في مختلف المناطق، فقتل 100 منهم وجرح الكثيرون، فضلا عن اعتقال نحو 30 ألف يهودي، وكثيرا ما تم ذلك بناء على قوائم مسبقة الإعداد، علما بأن معظم المعتقلين كانوا من الأثرياء والمتنفذين. وتم ترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال، حيث عوملوا بوحشية من قبل الإس.إس. وهلك المئات منهم، فيما أطلق سراح الآخرين بعد توقيعهم على بيانات يؤكدون فيها نيتهم لمغادرة ألمانيا، كما تم مصادرة أملاكهم. وقد استمرت المشاغبات والاضطرابات في أماكن عديدة حتى بعد الإعلان رسميا عن انتهائها.
وبعد المجازر غُرّمت الطائفة اليهودية الألمانية جماعيا بمليار مارك ألماني تعويضا عن اغتيال فون رات والأضرار التي نشأت عن "ليلة الزجاج المحطم"، حيث أصبحت تلك الليلة علامة محورية على طريق القضاء على الشريحة اليهودية في ألمانيا.
10/11/1938
سن قوانين عنصرية معادية للسامية في إيطاليا
منعت القوانين العنصرية الإيطالية الزواج بين اليهود و"الآريين"، حيث تم تعريف اليهود بمقاييس عنصرية، أسوة بالقوانين النازية، بل زادت القوانين العنصرية من القيود المفروضة على اليهود. وكانت هذه القوانين جزءا من نظام عنصري شامل باتت إيطاليا تطبقه في خريف سنة 1938، وهو نظام تضمن ترحيل اليهود غير الإيطاليين وطرد الطلبة والمدرسين اليهود من الجهاز التعليمي بالإضافة إلى قيود اقتصادية.
12/11/1938
إجراءات خطيرة بحق اليهود
في 12 نوفمبر تشرين الثاني، وبعد أيام معدودة من "ليلة الزجاج المحطم" التقى مندوبون كبار من عدد من الوزارات وأفراد الإس.إس. في مكتب غورينغ، لبحث "المشكلة اليهودية" من كافة جوانبها. وناقش الحضور المشاكل الناجمة عن الدمار الذي ألحقته "ليلة الزجاج المحطم"، فقرروا تطبيق إجراءات اقتصادية بحق اليهود. وخلال الاجتماع تبنى النازيون سياسة فرض الهجرة كخط أساسي يتم العمل به، إذ كان الهدف إبعاد اليهود عن ألمانيا بأي طريق ممكن. وقرر الحضور كذلك فرض غرامة على اليهود قدرها مليار مارك ("لاغتيالهم فون رات") وإحداث "مكتب رئيسي لهجرة اليهود".
15/11/1938
طرد الأطفال اليهود من المدارس الألمانية
قضى أحد القوانين المشرعة بعد "ليلة الزجاج المحطم" بطرد التلامذة اليهود من الجهاز التعليمي العام، بما في ذلك المدارس التي عملت فيها صفوف خاصة باليهود، علما بأن العديد من الأطفال اليهود كان تم نقلهم من المدارس العامة إلى مدارس يهودية، بسبب الأجواء المعادية لليهود والمضايقات التي تعرضوا لها من جانب المعلمين والتلامذة غير اليهود.
وفي 15 نوفمبر تشرين الثاني 1938 منع الأطفال الذين انطبق عليهم تعريف "اليهود" من الدراسة في المدارس العامة، حيث كلف النظام رقم 10 من قوانين نورمبرغ والذي تم وضعه في 4 يوليو تموز 1938 "الاتحاد الوطني لليهود في ألمانيا" والذي أنشئ قبل ذلك بسنوات معدودة، مسؤولية تعليم الأطفال اليهود. واستمرت المدارس اليهودية في العمل حتى صيف عام 1941، حيث منع وجود مدارس لليهود، بل حظر تعليم الأطفال في أطار خصوصي، ولو تطوعا.
24/01/1939
غورينغ يقوم بإنشاء "المكتب الرئيسي لهجرة اليهود"
عملا بتوصية راينهارد هايدريش وقرار صريح صادر عن هتلر، قام هيرمان غورينغ بإنشاء مكتب في ألمانيا مقره برلين، شبيه بذاك الذي تم إنشاؤه قبل ذلك بسنة في فيينا والذي عين لإدارته أدولف أيخمان، وذلك لمتابعة هجرة اليهود وتهجيرهم. وفي 30 يناير كانون الثاني، أبلغ غورينغ جميع المؤسسات المعنية بأن المكتب الجديد سيقوم على إدارته هاينريش مولر، قائد الغستابو. وتم إنشاء مكاتب مماثلة في براغ أيضا.
15/03/1939
احتلال ألمانيا لبوهيميا ومورافيا (في تشيكيا)
في منتصف مارس آذار نشبت في تشيكوسلوفاكيا أزمة، حين أعلن جوزف تيسو، رئيس حكومة الحكم الذاتي في سلوفاكيا، وبتشجيع من الألمان، عن استقلال دولته. وغداة ذلك اليوم، في الخامس عشر من مارس آذار، احتلت ألمانيا المناطق التشيكية مجهزة بذلك على الجمهورية التشيكوسلوفاكية الثانية التي لم تعمر سوى شهور معدودة. وكانت الجمهورية التشيكوسلوفاكية الأولى تأسست بعد الحرب العالمية الأولى، بعد انحلال الإمبراطورية النمساوية المجرية. أما الجمهورية الثانية فتم إنشاؤها بعد مؤتمر ميونيخ الذي عقد في 28-29 سبتمبر أيلول 1938.
وفي 16 آذار مارس أعلن هتلر قيام "محمية" ألمانية في المنطقة التشيكية، ما حوّل المنطقة فعليا إلى جزء من الرايخ الألماني. وتم تعيين البارون كونستانتين فون نويرات في منصب "حامي الرايخ"، فيما عين كارل هيرمان فرانك، زعيم الحزب السوديتي الألماني، سكرتيرا للدولة. كما قام الرايخ بتعيين جميع القادة العاملين في أرفع المناصب الحكومية، بينما بقيت حكومة المنطقة التشيكية، أي الحكم الذاتي المزعوم، تحكم ظاهريا لا عمليا.
وبعد الاحتلال مباشرة بدأت "حملة غيتر" التي اعتقل خلالها المهاجرون من ألمانيا والشخصيات العامة التشيكية واليهودية، كما اشتعلت الاضطرابات ضد اليهود وأصبح اضطهادهم يتم علنا، حيث أضرمت النيران في الكنس وهوجم اليهود في الشوارع. وترأست هذه "الحملة" منظمة "العلم" التي اعتبرت أشد المنظمات الفاشية تطرفا، والتي نشطت بصورة خاصة في مورافيا.
27/04/1939
ألمانيا تلغي معاهدة عدم الاعتداء الموقعة مع بولندا والاتفاق البحري المعقود مع بريطانيا سنة 1935
ادعى الألمان بأن "الحكومة البريطانية يسودها الرأي القائل بأن على بريطانيا معاداة ألمانيا دائما، وفي أي منطقة قد تكون ألمانيا ضالعة في نزاع ينشب فيها ويحتمل تدهوره إلى حد الحرب، حتى لو كان ذلك النزاع غير مرتبط بالمصالح البريطانية إطلاقا". وكانت بريطانيا في ذلك الوقت قد قدمت، ولأول مرة، ضمانات لمساعدة دول تقع شرقي نهر الراين.
في 28 أبريل نيسان 1939، وخلال خطاب ألقاه في فيلهلمسهافن، أعلن هتلر عن إلغاء اتفاق عدم الاعتداء على بولندا الذي كان مفعوله سيدوم عشر سنوات، واصفا الاتفاق بأنه معادٍ لألمانيا ومتعارض مع "سياسة التطويق". وكان يعني بسياسة التطويق عزل بولندا قدر الإمكان وتجنب الصراع على جبهتين في آن واحد، من خلال التفاهم مع الاتحاد السوفييتي. ولجأت بولندا إلى بريطانيا بطلب الانضمام إليها وإلى كل من فرنسا والاتحاد السوفييتي في جبهة مشتركة ضد ألمانيا.
27/04/1939
تجنيد إلزامي في بريطانيا
طلبت حكومة جلالته من مجلس العموم السماح لها بمباشرة التجنيد الإلزامي.
23/08/1939
ألمانيا والاتحاد السوفييتي يوقعان على اتفاق عدم اعتداء
اتفق فياتشيسلاف مولوتوف، وزير الخارجية السوفييتية، ويواخيم فون ريبنتروب، وزير الخارجية الألمانية، بعد مفاوضات سريعة، على توقيع اتفاق اقتصادي ومعاهدة عدم اعتداء يقضيان بتقسيم أوروبا الشرقية إلى منطقتي نفوذ إحداهما سوفييتية والأخرى ألمانية.
ووقع ريبنتروب اتفاقية عدم الاعتداء خلال زيارة قام بها لموسكو في 23 أغسطس آب 1939. وتعهد الجانبان بعدم الاعتداء أحدهما على الآخر وعدم مؤازرة طرف ثالث في أي اعتداء على أحدهما، كما اتفقا على تسوية النزاعات فيما بينهما بروح ودية، وتحدد أمد الاتفاق بعشرة أعوام.
01/09/1939
ألمانيا تغزو بولندا
بعد سلسلة من الأعمال الاستفزازية شنت ألمانيا هجوما على بولندا يوم 1 سبتمبر أيلول 1939، حيث حاصر جيشها (ال"فيرماخت") الأراضي البولندية من الغرب والشمال والجنوب. وكان تعداد الجيش الألماني متفوقا على الجيش البولندي ثلاثة أضعاف، كما كانت عدته أفضل من عدة القوات البولندية. وقد كشفت هذه الغزوة أسلوب الألمان في القتال المتمثل في الحرب الخاطفة والتعاون بين القوات البرية والجوية والبحرية في غارات متزامنة لحسم المعركة بأسرع وقت. وردا على الغزو الألماني، أعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا في الثالث من سبتمبر أيلول 1939، ولكنهما لم تقدما على أي عمل عسكري لحساب بولندا، فاستسلمت عاصمتها وارسو في 28 سبتمبر، ودارت آخر المعارك في أوائل أكتوبر تشرين الأول.
03/09/1939
بريطانيا وفرنسا تعلنان الحرب على ألمانيا
أصدرت فرنسا وبريطانيا إنذارا تضمن مطالبتهما بانسحاب كافة القوات الألمانية من بولندا فورا، وحين اتهم هتلر بريطانيا بتشجيع البولنديين على اتباع سياسة استفزازية، أعلنت بريطانيا وفرنسا والهند وأستراليا ونيوزيلندا وكندا وجنوب أفريقيا الحرب على ألمانيا.
17/09/1939
الاتحاد السوفييتي يغزو بولندا
في 17 سبتمبر أيلول، وحين اتضح نجاح الغزو الألماني، قام الجيش الأحمر السوفييتي بغزو الجزء الشرقي من بولندا، عملا بالاتفاقات السرية المعقودة بينه وبين ألمانيا.
وفي 21 سبتمبر أيلول، أعلن عن تقسيم المناطق المحتلة من قبل ألمانيا إلى قسمين، تم ضم الغربي منهما إلى ألمانيا ليصبح جزءا منها، فيما سمي الجزء الآخر ب"المحافظة العامة"، وتم إنشاء حكم مدني ألماني فيه ترأسه هانس فرانك.
21/09/1939
هايدريش يبعث ب"الرسالة السريعة"
أطلع راينهارد هايدريش، قائد الشرطة الأمنية، قادة قوات التدخل "الآينزاتسغروبن" وأدولف أيخمان على تركيبة المجالس اليهودية – اليودنرات – في المدن البولندية وترحيل اليهود من مناطق بولندا الشمالية الغربية التي كان مخططا ضمها إلى الرايخ وحشدهم في المدن الكبرى الواقعة عند مفترقات السكك الحديدية. كما أمر هايدريش بإجراء إحصاء ليهود بولندا ومسح للممتلكات اليهودية. وقضت التعليمات الصادرة عن هايدريش بخضوع المجالس اليهودية للشرطة الأمنية. وقد أمْلت هذه التعليمات سياسة الرايخ إزاء يهود بولندا.
وجاء في الرسالة أن هذه الإجراءات تعتبر مؤقتة، وصولا إلى "الهدف النهائي" الذي لم تحدد الرسالة طبيعته.
22/09/1939
إحداث "المكتب الرئيسي لأمن الرايخ"
في 22 سبتمبر 1939 تم توحيد الأجهزة الأمنية (SD) والشرطة الأمنية (SIPO) لتصبح "المكتب الرئيسي لأمن الرايخ" (RSHA). وقد تنامى هذا المكتب بقيادة هايدريش بين عامي 1939 و 1941 فبات هيئة عملاقة ضمت في المرحلة الأخيرة سبع دوائر: القوى البشرية؛ القانون والنظام؛ الشئون الداخلية؛ الغستابو؛ الشرطة الجنائية؛ المخابرات؛ الشئون الأيديولوجية.
28/09/1939
تقسيم بولندا
وقعت ألمانيا والاتحاد السوفييتي معاهدة للحدود والصداقة، كانت نتيجتها العملية تقسيم بولندا، حيث حظي الألمان عموما بالسيطرة على المنطقة الواقعة غربي نهر البوغ، إذ ادعت الحكومتان المحتلتان بأن هذا التقسيم بات ضرورة "بعد تفكيك الدولة البولندية"، وبأن موسكو وبرلين "تعتبران أن من واجبهما إعادة القانون والنظام إلى هذه المنطقة".
وقد ضمت ألمانيا إلى أراضيها نحو 190,000 كيلومتر مربع من الأراضي البولندية، وهي منطقة كان يسكنها مليونا يهودي تقريبا. أما الروس فقد سيطروا على 202,000 كيلومتر مربع من الأراضي البولندية، ضمت دول البلطيق وهي ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا. كما وقعت روسيا وألمانيا اتفاقا اقتصاديا مددتا من خلاله مفعول المعاهدة التجارية الموقعة بينهما.
استسلمت بولندا لألمانيا في 5 أكتوبر تشرين الأول، حيث استسلمت الكتائب الأخيرة من قواتها المسلحة في منطقة رادزين – كوتسك. وقد أسر الألمان 694,000 جندي بولندي من أصل 800,000، فيما قتل بعض الآخرين وعاد آخرون إلى بيوتهم أو هربوا إلى كل من رومانيا والمجر. أما الخسائر الألمانية في المعركة فبلغت 13,111 بين قتيل ومفقود و 27,278 جريحا.
ولم تفقد روسيا سوى 737 جنديا في المعركة القصيرة بعد أن حققت طموحاتها الإقليمية من خلال غزو بولندا بعد أن كانت الأخيرة قد تلقت ضربة قاضية من ألمانيا.
07/10/1939
"إعادة توطين" اليهود في محافظة لوبلين
في 28 سبتمبر أيلول 1939، وبعد يوم من تقديم محافظة لوبلين لألمانيا، تحدث هايدريخ عن "غيتو الرايخ" في محافظة لوبلين. وكان مشروع إنشاء "محمية" يهودية في تلك المنطقة جزءا من خطة أكثر شمولا لترتيب أوروبا الشرقية بحسب العناصر والأعراق وعزل اليهود جغرافيا. وقد دخل هذا المخطط حيز التنفيذ في أوائل أكتوبر تشرين الأول 1939، حيث زار أدولف أيخمان كلا من فيينا ومورافسكا أوسترافا وماهريش أوستراو ضمن محمية بوهيميا ومورافيا (تشيكيا)، بالإضافة إلى كاتوفيتسا، حيث قام بالاستعدادات اللازمة لترحيل اليهود من تلك المدن الثلاث.
وفي 12 أكتوبر اختار أيخمان محافظة زارزيتشي غير البعيدة عن نيسكو الواقعة على ضفاف نهر السان مركزا للمحمية. واعتبر ذلك مشروعا آخر في إطار البحث عن "حل إقليمي".
08/10/1939
إنشاء أول غيتو يهودي في بيوتريكوف تريبونالسكي
بيوتريكوف تريبونالسكي مدينة في وسط بولندا تبعد نحو 26 كيلومترا عن مدينة لوج. وكان يعيش فيها سنة 1939 حوالي 18 ألف يهودي، أي ثلث سكانها، وكانت حياتهم المجتمعية كطائفة تعج بالنشاط.
وقد احتل الألمان مدينة بيوتريكوف في الخامس من سبتمبر أيلول 1939، بعد أربعة أيام من نشوب الحرب العالمية الثانية، فبدأت الحملات المعادية لليهود فورا، وشملت أعمال القتل والضرب المبرح واختطاف اليهود لتشغيلهم في الأعمال القسرية، إضافة إلى نهب أشياء اليهود الثمينة وأدواتهم المنزلية. واقتحم الألمان في عيد رأس السنة اليهودية الكنيس اليهودي المعروف بجماله، حيث نهبوا جميع مقدساته، كما ضربوا 29 من المصلين وقاموا باعتقالهم. وفي عيد الغفران المصادف بعد ذلك بعشرة أيام، نهبوا ودمروا محتويات الكنيس كافة، حيث لم يبق غير جدرانه الأربعة. وتمكن نحو 2000 من يهود بيوتريكوف من الفرار في الأيام الأولى على الاحتلال، ولكن عدد اليهود الإجمالي في المدينة ازداد بعد أن لجأ إليها يهود من المدن المجاورة.
وفي الثامن من أكتوبر تشرين الأول 1939، أصدر قائد المدينة، هانس دريكسلر، أمرا بإنشاء غيتو لليهود في بيوتريكوف. ومن المرجح أن يكون هو أول غيتو في بولندا المحتلة. ولكن عملية نقل اليهود إلى الغيتو لم تكتمل قبل أواخر يناير كانون الثاني 1940. وأصدر مجلس الطائفة اليهودية – اليودنرات – عددا من البلاغات التي أوعز فيها لليهود بدخول الغيتو، ولكن لافتقاد هذه البلاغات إلى التأثير المطلوب، قام الألمان في نهاية الأمر بإجلاء كل يهودي على حدة من الحي "الآري"، وأمروا اليهود بالسكن الدائم في الغيتو، وأقدموا على تسليم ما تبقى من أمتعتهم في بيوتهم السابقة إلى السكان المسيحيين.
ورغم إجبار السكان المسيحيين الأصليين في الغيتو على إخلاء بيوتهم، إلا أن العديد منهم بقوا يعيشون في الغيتو أو يديرون فيه أعمالهم التجارية حتى ربيع العام 1942، كما أن منطقة الغيتو لم يتم تسييجها ولم تحرس حدودها، مع أن لافتات تعلن عن حدود الغيتو وتحمل رسوم الجماجم نصبت عند حدود الغيتو فقط وعند بابه الرئيسي. وسمح لليهود بمغادرة الغيتو دون تصريح، وإن كان في مواعيد معينة على مدار اليوم، كما سمح لهم بالبقاء لفترات أطول في الشوارع "الآرية". ولكن لم يسمح لهم بالسير في الشوارع الرئيسية. وقد تغيرت شروط منع التجول لليهود داخل الغيتو باختلاف الأوامر الصادرة عن الألمان. وبسبب تدفق اللاجئين والمهجرين ازداد عدد سكان الغيتو من 10,000 في بداية الحرب إلى 16,500 من اليهود في أبريل نيسان 1942.
26/10/1939
إنشاء إدارة مدنية ل"المحافظة العامة" في بولندا
أنشأت سلطات الاحتلال الألمانية إدارة سياسية عرفت ب"المحافظة العامة" (Generalgouvernement) في المنطقة البولندية المحتلة التي لم يتم ضمها إلى الرايخ. وتعود هذه التسمية إلى الحرب العالمية الأولى التي قام الألمان فيها أيضا باحتلال بولندا وأنشئوا فيها إدارة مدنية حملت نفس الاسم. وتم تقسيم "المحافظة العامة" إلى أربع محافظات فرعية هي وارسو وكراكوف ورادوم ولوبلين، علما بان كلا من تلك المحافظات الأربع قسمت بدورها إلى ألوية. وكانت كراكوف هي عاصمة "المحافظة العامة"، وبعد غزو الألمان للاتحاد السوفييتي أضيفت إليها محافظة خامسة هي غاليتسيا. وترأس "المحافظة العامة" المحافظ العام هانس فرانك.
09/11/1939
ضم مدينة لوج إلى الرايخ الألماني
تصاعد الإرهاب الألماني بحق اليهود والبولنديين بعد ضم مدينة لوج إلى الرايخ في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني، حيث اعتقل آلاف اليهود والبولنديين وتم اقتيادهم إلى سجن رادوغوشتش في ضواحي المدينة. وبعد وقت قصير تم قتل بعضهم ونقل البعض الآخر إلى معسكرات اعتقال في ألمانيا.
23/11/1939
"إلزام اليهود البولنديين بارتداء "النجمة الصفراء
في 23 نوفمبر تشرين الثاني 1939 أمر هانس فرانك في أحد قراراته الأولى كمحافظ عام ل"المحافظة العامة" في بولندا، "جميع اليهود من رجال ونساء في حدود ‘المحافظة العامة‘ من سن العاشرة فما فوق بارتداء شارة بيضاء لا يقل عرضها عن 10 سم على الكم الأيمن لملابسهم ومعاطفهم مرسوم عليها نجمة داود".
30/11/1939
الاتحاد السوفييتي يغزو فنلندا
في 23 أغسطس آب طالب السوفييت فنلندا بتسليم الاتحاد السوفييتي مناطق مجاورة لمدينة ليننغراد وقاعدة عسكرية في هانغو. وعرض السوفييت على الفنلنديين لقاء ذلك مناطق بديلة. وفي 30 نوفمبر تشرين الثاني، وبعد فشل المفاوضات، شن السوفييت "حربا شتوية". ورغم كون ميزان القوى يميل بشدة لصالح الاتحاد السوفييتي، إلا أن الفنلنديين قاوموا بعزم وثبات. وفي 12 مارس آذار 1940 وقع البلدان اتفاقية سلام تم في إطارها تلبية المطالب السوفييتية.
وكان شمول فنلندا في منطقة النفوذ السوفييتية شرطا من شروط الملحق السري بمعاهدة ريبنتروب-مولوتوف، وهو الملحق الذي تم ضمنه تقسيم مناطق النفوذ بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفييت عشية غزو بولندا.
02/12/1939
بدء استعمال النازيين لشاحنات الغاز في إبادة المرضى العقليين/
في نطاق برنامج "القتل الرحيم" بدأت في أكتوبر تشرين الأول 1939 إبادة المرضى العقليين والمصابين بالأمراض الوراثية والمقعدين والأشخاص الذين تم تعريفهم ب"اللااجتماعيين" (من مجرمين ومتهربين من العمل وغيرهم) ومثليي الجنس والجنود المرضى ونزلاء المؤسسات الاجتماعية والمعتقلين في معسكرات الاعتقال والعمال الأجانب وغيرهم. وتم قتل هؤلاء رميا بالرصاص وبواسطة الغازات وحقن السم. وقام بتنفيذ هذه الأعمال بأمر من هتلر بضع مئات من الأطباء والممرضات والإداريين. ولم تخصص لهذه الحملة موازنة رسمية، وكانت هوية بعض منفذيها مستعارة، رغم كونهم مسؤولين رسميين، وذلك للحفاظ على سرية أعمال القتل. وللحيلولة دون تردد المنفذين بوازع من ضمير، تم تزويدهم بالمشروبات الكحولية ومنحهم الكثير من الإجازات ومكافأتهم بأجور مرتفعة.
وفي 2 ديسمبر كانون الأول بدأت أعمال القتل بواسطة شاحنات الغاز، حيث تم حتى صيف العام 1941 إعدام أكثر من 100 ألف شخص. وفي صيف 1941 أوعز هتلر رسميا بوقف حملة القتل والإبادة، بسبب الانتقادات الشعبية، ولكنها استمرت سرا حتى انتهاء الحرب.
14/12/1939
طرد الاتحاد السوفييتي من عصبة الأمم إثر معاهدته مع ألمانيا واعتدائه على فنلندا
لم يُقبل الاتحاد السوفيتي في عصبة الأمم إلا في سنة 1934، أي بعد سنة من انسحاب ألمانيا منه. وفي 14 ديسمبر كانون الأول 1939 طرد منه إثر اعتدائه على فنلندا. ولكن خطوة الطرد لم تتم بحسب أنظمة عصبة الأمم، حيث صوت مع الطرد 7 فقط من الدول ال 15 الأعضاء في مجلس عصبة الأمم، منها بريطانيا وفرنسا وبلجيكا، علما بأن ثلاثا من الدول التي صوتت إلى جانب القرار تم قبولها في عصبة الأمم قبل يوم واحد فقط من التصويت، وهي بوليفيا ومصر وجنوب إفريقيا. وكان هذا أحد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها عصبة الأمم قبل زوالها على خلفية الحرب العالمية الثانية.
1940
تسجيل الممتلكات اليهودية في "المحافظة العامة"
فور إنشاء الحكم الإداري في مناطق بولندا المحتلة من قبل النازيين، أمطر اليهود بوابل من القرارات والأنظمة التي استهدفت فيما استهدفته إقصاءهم عن الحياة الاقتصادية ونهب ممتلكاتهم. وبدأت عملية المصادرة وتصفية الصناعات والأعمال التجارية اليهودية والبولندية في المناطق التي كانت قد ضمت إلى ألمانيا في سبتمبر أيلول 1939، حين كانت المنطقة لا تزال تخضع للحكم العسكري. وفي يناير كانون الثاني 1940 أصدر مقر "المحافظة العامة" قرارا يقضي بالتحفظ على أي عمل تجاري فقد صاحبه أو تم إدارته على نحو غير ناجع. وقد تم بذريعة عدم النجاعة تصفية جميع الأعمال التجارية والمصانع اليهودية الكبيرة. وخلال ذلك الشهر طولب اليهود بتسجيل جميع ممتلكاتهم لدى السلطات المحلية. وساهم في عملية النهب هذه الألمان العسكريون والمدنيون على السواء، سواء كانوا مخولين بذلك رسميا أم لا.
25/01/1940
إنشاء المجلس اليهودي – اليودنرات – في لوبلين
بعد احتلال مدينة لوبلين، لم يمس الألمان بسوء مجلس الطائفة اليهودية وكادوا لم يدخلوا أي تغيير عليه، بل تم بمطالبة من الألمان توسيع نطاق فعاليات المجلس تلبية للاحتياجات الجديدة للسكان اليهود، حيث طولب المجلس بتوفير كوتات من العمال للأشغال القسرية وتسليم الأشياء الثمينة والأثاث وغيره من الأدوات المنزلية للألمان، إضافة إلى التعامل مع إجراءات اقتصادية تم فرضها على أفراد يهود وعلى الطائفة اليهودية ككل وتقديم الخدمات الاجتماعية للاجئين والمحتاجين.
وفي 25 يناير كانون الثاني 1940 تمت إعادة تشكيل مجلس الطائفة وسمي ب"المجلس اليهودي" – اليودنرات – وبلغ عدد أعضائه 24 عضوا، مع أنه لم يتم إدخال تغيير يذكر على تركيبة المجلس. وكان رئيس اليودنرات المهندس هنريك بيكر، ولكن الشخصية المهيمنة عليه كان مارك آلتن. وقد واصل اليودنرات اتباع ما كان مجلس الطائفة يتبعه من سياسات، ولكن قدرته على المناورة تقلصت كلما ازدادت السياسة الألمانية المنتهجة بحق اليهود صرامة وتصلبا.
30/04/1940
إقفال غيتو لوج
تم محاصرة اليهود في غيتو لوج في عملية عنيفة واكبتها أعمال النهب والتحرش والقتل، حيث قام القناصة الواقفون على أسطح البيوت بإطلاق النار على اليهود المقتادين إلى الغيتو لترهبيهم وتسريع خطاهم، ليهربوا إلى داخل الغيتو مذعورين. وتم إقفال غيتو لوج في 30 أبريل نيسان، حيث أصبح نحو 164 ألفا من اليهود مسجونين في منطقة بلغت مساحتها 4 كيلومترات مربعة، وبلغت مساحة الأراضي المبنية منها 2.5 كيلومتر فقط. وقد انضم إلى هؤلاء عشرات الآلاف من يهود المنطقة المحيطة بالمدينة، حيث بات ازدحام الغيتو سبعة أضعاف ما كان عليه قبل الحرب. وقد قسم شارعان رئيسيان الغيتو إلى ثلاثة أقسام لوصله بأحياء خارجه. وسرعان ما ألحق الازدحام والمجاعة والبرد والظروف الصحية الرديئة بنزلاء الغيتو موجة عارمة من الوفيات.
10/05/1940
غزو ألمانيا لبلجيكا وهولندا
كانت دول "بينيلوكس" محايدة وكانت تأمل في تفادي مصير النرويج والدانمارك، ولكن في الثالثة من فجر العاشر من مايو أيار 1940 شن الألمان هجوما خاطفا على حدود بلجيكا وغزت دول بينيلوكس متذرعة بأن بريطانيا وفرنسا تعتزمان غزو ألمانيا عن طريق بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ. وقدمت بلجيكا احتجاجا شديد اللهجة إلى ألمانيا مؤكدة أن "جميع الحقائق التي تملكها الحكومة البلجيكية تدل على هجوم مخطط له مسبقا". وهوجمت هولندا من الجو أساسا، وفيما كانت مباحثات تدور حول استسلام هولندا، تم قصف مدينة روتردام من الجو وتسوية وسط المدينة بالأرض وقتل ما يزيد عن 800 شخص. وكان الهدف الرئيسي للألمان من هذا الغزو تحسين قدرتهم على تهديد فرنسا.
10/05/1940
استقالة تشمبرلين وتعيين وينستون تشيرتشل رئيسا لوزراء بريطانيا
كانت بريطانيا وصلت إلى الحضيض حين استقال رئيس وزرائها تشمبرلين وعين وينستون تشيرتشل في منصب رئيس الوزراء. وأنشأت أحزاب المحافظين والعمال والليبراليين ائتلافا حكوميا جديدا، وفي 22 مايو أيار فوض قانون للطوارئ وينستون تشيرتشل سلطات واسعة النطاق لإعداد اقتصاد بريطانيا وجيشها لتحمل المجهود الحربي.
26/05/1940
الحلفاء يقومون بإجلاء قواتهم من دانكرك
في 24 مايو أيار أمر هتلر قواته بالتوجه نحو باريس، بمقتضى خطط الغزو الأصلية وخلافا لنصائح بعض ضباطه، ما أدى إلى تطويق أكبر تجمع لقوات الحلفاء، والذي بلغ تعداده 380,000 جندي، من قبل القوات الألمانية في دانكرك، وعلى مساحة بلغت 155 كيلومترا مربعا.
وبعد يومين أمر هتلر قواته بمهاجمة القوات المحاصرة في دانكرك. وبدأ إجلاء القوات المحاصرة في 26 مايو أيار، فيما عرف بإحدى عمليات الانسحاب الأكثر إثارة في التاريخ العسكري، حيث باشرت 861 سفينة وقاربا أجلاء القوات، ليبلغ تعداد القوات التي تم نقلها إلى مكان آمن 224,585 جنديا بريطانيا و 112,546 مقاتلا فرنسيا وبلجيكيا، بينما تم الإبقاء على 40,000 جندي فرنسي. وقد أغرقت 231 قطعة بحرية، معظمها من قبل سلاح الجو الألماني – اللوفتفافي. أما البريطانيون فقد خلفوا وراءهم 11,000 مدفع رشاش و 1200 مدفع و 1250 قطعة سلاح مضاد للطائرات والدبابات، إضافة إلى 75,000 آلية.
وفي أصعب لحظة في تاريخ بريطانيا، ألقى تشيرتشل خطابا في مجلس العموم أعلن فيه: "لن نهون ولن نسقط، بل سنقاتل على السواحل وسنقاتل على ارض إنزال القوات، وسنقاتل في الحقول والشوارع، وسنقاتل على الروابي، ولن نستسلم أبدا".
14/06/1940
احتلال ألمانيا لفرنسا
في 10 مايو أيار بدأت قوات ألمانية هجوما شاملا على فرنسا نفسها. وكانت القوات الفرنسية ضئيلة مقارنة بالقوات الألمانية، حيث وصف الجنرال الفرنسي فيغان كيفية انتشار قوات بلاده على خطٍ لقوات تفتقر للعمق والتنظيم.
وساعدت عمليات القصف والغطاء الجوي الجيش الألماني على اقتحام "خط ماجينو" الذي اعتبر خطا يتعذر عبوره، فدحر الجيش الألماني القوات الفرنسية خلال أيام معدودة، لتلوذ الحكومة الفرنسية بالفرار من باريس إلى مدينة بوردو وتدخل قوات ألمانية العاصمة الفرنسية. وفي اليوم التالي الموافق 14 يونيو بدأت القوات الفرنسية في الانسحاب من خط ماجينو، حيث أصبحت أفواج اللاجئين الذين حاولوا الهروب من الجيش الألماني المحتل هدفا للسلاح الجوي الألماني الذي قصف الطرق مرارا وتكرارا.
وفي 22 يوليو تموز 1940 استسلمت فرنسا لألمانيا النازية، وتم توقيع اتفاق الهدنة الذي صيغ بمقتضى الشروط التي أملاها هتلر وفي نفس عربة القطار التي كانت ألمانيا استسلمت فيها لفرنسا قبل ذلك باثنين وعشرين عاما. وحضر هتلر شخصيا المناسبة المهينة لفرنسا، والتي كانت بالنسبة له وللألمان انتقاما لذيذا. وحمل المارشال بيتان "قلة الأطفال وقلة الذخائر وقلة الحلفاء" مسؤولية الهزيمة الفرنسية المرة. أما هتلر فبات يتوقع انتهاء المواجهة خلال وقت قصير، حيث قال: "خسر البريطانيون الحرب، ولكنهم لا يعلمون ذلك. سنمنحهم مزيدا من الوقت ليدركوا".
18/06/1940
هتلر يعرض "خطة مدغشقر" على موسوليني
كان العديد من المعادين للسامية تداعبهم فكرة ترحيل يهود أوروبا إلى مدغشقر. ولفترة قصيرة، خلال صيف عام 1940، باتت هذه الخطة في القلب من السياسة النازية حول المسألة اليهودية، علما بأن هيملر عرض على هتلر في ربيع سنة 1940 ترحيل اليهود إلى إحدى المستعمرات الإفريقية. وقد حول فرانتز راديماخر، الخبير في الشئون اليهودية في وزارة الخارجية الألمانية، هذه السياسة إلى خطة عملية، حيث أطلع هتلر الزعيم الإيطالي موسوليني عليها في يونيو حزيران 1940 كجزء من إعداد الخطة. وفي خريف سنة 1940 فشلت ألمانيا في إحراز النصر في المعركة ضد بريطانيا، ما حمل الفرنسيين على التعاون مع تلك الخطة، فتم تجميدها، مع العلم بأنها كانت أصلا غير قابلة للتطبيق.
10/07/1940
تشكيل حكومة فيشي
حطم الهجوم الشامل الألماني خلال شهري مايو أيار ويونيو حزيران 1940 خط ماجينو وأدى بالجيش الفرنسي إلى الانهيار، وتم في 22 يونيو حزيران توقيع اتفاقية الهدنة التي كانت في الحقيقة اتفاق استسلام. وقادت هذه الاتفاقية الجمهورية الفرنسية الثالثة إلى نهايتها، حيث انعقدت الجمعية الوطنية الفرنسية في العاشر من يوليو تموز لحل النظام الجمهوري وتعيين المارشال أنري فيليب بيتان على رأس الدولة الفرنسية بكامل سلطات الحكم. واتخذت الحكومة مدينة فيشي في جنوب فرنسا مقرا لها.
وتم تطبيق اتفاق الهدنة في نهاية شهر يونيو حزيران، حيث قسمت فرنسا إلى منطقتين، أولاها تحت الاحتلال الألماني، وقد ضمت ساحل المحيط الأطلسي وبحر المانش وباريس، والثانية غير محتلة في الجنوب الشرقي، والتي حكمتها حكومة فيشي التي غيرت مبادئ الثورة الفرنسية المتمثلة في الحرية والمساواة والأخوة بأخرى جديدة تمثلت في العمل والعائلة والوطن. وبدأ نظام فيشي الذي وقف على رأسه قوميون ساروا على سياسة "إعادة فرنسا للفرنسيين" في الحد من نفوذ "الأجانب" بشكل ممنهج وتقليص حقوق اللاجئين واليهود. كذلك تبنى نظام فيشي سياسة إرضاء ألمانيا النازية لنيل موافقتها على بقائه. وأسدى هذا النظام خدمة جليلة للألمان في مجال اضطهاد اليهود، لا بل بادر بنفسه إلى اتخاذ إجراءات كثيرة معادية لليهود، مثل "النظام اليهودي" الذي سرى مفعوله منذ أكتوبر تشرين الأول 1940 وإنشاء مؤسسات مثل "المكتب العام للشؤون اليهودية" في مارس آذار من عام 1941.
19/07/1940
بريطانيا ترفض قبول عرض السلام الألماني، والذي ضمنته ألمانيا مطلبا باعتراف البريطانيين بسيطرتها على غرب أوروبا/
كان مستشارو هتلر يتوقعون مواجهة صعوبات في حملة "أسد البحر" لغزو بريطانيا برمائيا والتي كان مخططا لشنها في 15 سبتمبر أيلول، وحذروا هتلر من هذه الصعوبات. وكان رد فعل هتلر إلقاء خطاب في البرلمان الألماني – الرايخستاغ – عرض فيه السلام على بريطانيا مقابل اعتراف الأخيرة بالسيطرة الألمانية على غرب أوروبا وإعادة المستعمرات الألمانية إلى ألمانيا، حيث قال:
"صدقني، يا سيد تشيرتشل، وربما الآخرين، صدقوني لمرة واحدة عندما أتوقع خراب إمبراطورية كبرى لم يكن في نيتي يوما تدميرها، أو حتى المس بها. إنني أقر بأن هذا الصراع، فيما لو استمر، فقد لا ينتهي إلا بالإبادة المطلقة لأحد الطرفين أو كلاهما معا. ربما كان السيد تشيرتشل يعتقد بأنها ألمانيا، ولكنني أعرف أنها ستكون بريطانيا".
ورفضت بريطانيا العرض.
08/08/1940
بدء "معركة بريطانيا"
ضمن "أمر يوم النسر" أصدر هتلر توجيهات لسلاحه الجوي قائلا: "عليكم محو سلاح الجو البريطاني من السماء بسرعة"، فأقدم سلاح الجو الألماني على مهاجمة أهداف سلاح الجو البريطاني في عملية واسعة النطاق. وكان الألمان يتمتعون بتفوق جوي واضح، حيث امتلكوا 2700 طائرة مقابل 700 طائرة امتلكتها بريطانيا، وكان هتلر يأمل في دحر سلاح الجو البريطاني تمهيدا لغزو الجزر البريطانية برمائيا. وحين فشلت المحاولة الألمانية لهزيمة السلاح الجوي البريطاني، غير سلاح الجو الألماني تكتيكه، لينتقل إلى قصف المدن، وذلك بهدف كسر معنويات السكان المدنيين أساسا.
وقال تشيرتشل عن هتلر: "هذا الإنسان الشرير، النتاج البشع لأخطاء الماضي المزري، عازم حاليا على تحطيم جذع جزيرتنا الشهيرة من خلال عملية تتضمن المجازر والدمار العشوائي". وكانت بريطانيا معزولة طوال صيف عام 1940 وقاتلت ليس لإنقاذ سلاحها الجوي، وإنما لإنقاذ مجرد وجودها. وانتهت مقامرة هتلر إلى الفشل، وتم تأجيل حملة "أسد البحر"، أي الغزو البرمائي لبريطانيا، المرة تلو الأخرى.
17/08/1940
ألمانيا تعلن "حصارا شاملا على بريطانيا"
بلغت الحرب البحرية على بريطانيا ذروتها، حيث تم تلغيم المنطقة بأسرها وهاجمت الطائرات الألمانية كل قطعة بحرية، حيث واجهت كل سفينة محايدة دخلت تلك المياه خطر الهجوم عليها وتدميرها.
07/09/1940
ذروة "الحرب الخاطفة" الألمانية على بريطانيا
نفذ سلاح الجو الألماني أكثر غاراته على لندن إلحاقا للدمار، حيث تم تخصيص 625 طائرة قاذفة للقنابل لهذا الغرض. كان الألمان يلقون على لندن يوميا حتى 13 نوفمبر تشرين الثاني ما بين 150 و 200 طن من القنابل، ما أوصل عدد القنابل التي سقطت على العاصمة البريطانية إلى نحو مليون قنبلة. وقد قام هتلر بمثل هذه الغارات المكثفة ردا على قيام سلاح الجو الملكي البريطاني بقصف مدينة برلين. واستمر الألمان في قصف لندن حتى يونيو حزيران 1941.
27/09/1940
ألمانيا وإيطاليا واليابان توقع اتفاقية المحور
وقعت ألمانيا وإيطاليا واليابان في برلين على اتفاق عسكري اقتصادي لمدة 10 سنوات. وكان "الهدف الرئيسي" المعلن للاتفاق الثلاثي إنشاء وإدامة نظام جديد غايته تعزيز ازدهار ورخاء الشعوب الموقعة، واعتبر الاتفاق تكريسا رسميا للتعاون بين قوات المحور. وكان العدو المشترك الذي وضعه هذا الحلف المعزز هو كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
03/10/1940
سن "نظام اليهود" في فرنسا
تم سن أول نظام معاد لليهود من قبل "نظام فيشي" بفرنسا، في 3 أكتوبر 1940، وقد عرّف هذا النظام باليهودي كل من كان له ثلاثة أجداد "من أبناء العرق اليهودي"، أو جدان يهوديان في حال كانت زوجته من اليهود هي الأخرى. وجعل هذا التعريف الأخير، والذي تحدث بصراحة عن العرق، تعريف نظام فيشي لليهود أكثر صرامة وشمولا من تعريف الألمان لهم في المنطقة المحتلة من فرنسا وسائر المناطق التي احتلها الألمان. ويمضي النظام في وصف الأساس الذي يستند إليه إقصاء اليهود من المجتمع الفرنسي، حيث يقضي بطرد اليهود من المناصب الهامة في الخدمة العامة والمناصب القيادية للضباط وضباط الصف، وكذلك المواقع المساهمة في صياغة الرأي العام من تعليم وصحافة وإذاعة وسينما ومسرح. وسمح لليهود بشغل مناصب صغيرة في الخدمة العامة شريطة أن يكونوا قد خدموا في القوات الفرنسية المسلحة بين سنة 1914 وسنة 1918، أو امتازوا في معركة عامي 1939-1940. كما قضى النظام الجديد بتحديد حصة لعدد اليهود في المهن الحرة من محاماة وطب وغيرهما. وقد سن هذا النظام بمبادرة فرنسية محضة وتم إعداده بسرعة على أيدي وزير العدل رفائيل أليبير، الذي كان من اللاساميين الهجوميين ومن أنصار حركة "العمل الفرنسي" (أكسيون فرانسيز) الملكية ذات الميول الفاشية، وواضع شعار حكومة فيشي "العمل والعائلة والوطن".
وقادت محاولات حكومة فيشي لتطبيق هذا النظام وتشديد عدد من أحكامه إلى سن "نظام يهودي" ثانٍ في 2 يونيو حزيران 1941. وقد صدر هذا النظام عن "المكتب العام للشؤون اليهودية" بإدارة زافييه فالاه، وتمت صياغته بدقة خلال سلسلة من اجتماعات مجلس الوزراء ومشاورات جرت مع وزير العدل جوزيف بارتيليمي.
وبعد زيادة تعريف اليهودية صرامة وصياغة الأنظمة على نحو يسمح بطرد اليهود من المناصب العمومية، أجاز القانون إبعاد أعداد كبيرة من اليهود من المهن الحرة ومنعهم من امتلاك الأعمال التجارية والمصانع، علما بأن الإعفاءات المشمولة في النظام مكنت عددا ضئيلا من اليهود من استغلالها، إذ حتى أسرى الحرب اليهود، في حال عودتهم من الأسر، واجهوا العراقيل التي وضعها بوجههم النظام المعادي لليهود.
وقد حرص فالاه على تفاصيل التشريع وكان شديد العزم على سد أي ثغرة قانونية كان اليهود سيستطيعون عبرها التهرب من السلطات المشمولة في البرنامج المعادي لليهود، وبصفته منسقا للتشريعات اللاسامية لم يكن يوما كامل الارتياح لعمل "المكتب"، مما حدا به لوضع "نظام يهودي" جديد خلال خريف وشتاء 1941. ورغم أن ذلك النظام لم ير النور، إلا أن مسوداته تشهد بمساعيه الدؤوبة لتوسيع نطاق تعريف مفهوم اليهودي وتسهيل مهمة تعريف اليهود في القانون. ومن مؤشرات ذلك حالة أطفال الأجانب الذين لم يكن التعريف العنصري لأجدادهم واضحا. وكانت سياسة حكومة فيشي إزاء اليهود سياسة شريرة حافلة بالتناقضات الداخلية في قضايا العنصر والدين، حيث عكست النظرة القانونية المعادية لهذه الحكومة إلى اليهود كافة، سواء أكانوا فرنسيين أم أجانب.
16/11/1940
إقفال غيتو وارسو
تم إقفال غيتو وارسو الذي كان يقع في قلب الحي اليهودي في شمال العاصمة البولندية. ولم يكن اليهود يعلمون حتى اليوم الأخير ما إذا كان الغيتو سيتم إقفاله. وفي 16 نوفمبر تشرين الثاني تمت عملية الإقفال فعلا ففقد آلاف اليهود ممتلكاتهم التي بقيت خارج حدود الغيتو. وأفادت إحصائيات أجراها الألمان بأن 30% من سكان المدينة قد تم حشرهم في منطقة بلغت مساحتها 2.4% من مساحة المدينة، حيث بلغت الكثافة السكانية في الغيتو 7 أشخاص في الغرفة الواحدة. وسادت الغيتو ظروف صحية خطيرة ولم يحتو على شجر أو مساحة خضراء. وكان ذلك أكبر غيتو في أوروبا، حيث سجن فيه نحو 330,000 نسمة في المراحل الأولى، لينضم إليهم فيما بعد 120,000 يهودي آخر.
01/12/1940
إنشاء الأرشيف السري "عونغ شابات"
بعد أشهر من نشوب الحرب بدأت جماعة من الأصدقاء، بينهم الدكتور عيمانوئيل رينغلبلوم، في جمع الشهادات والروايات من اليهود الذين وصلوا إلى وارسو من المدن الصغيرة عن الأحداث التي مروا بها. وحين تم حشر اليهود في غيتو وارسو بدأت مرحلة جديدة من عمل الأرشيف، إذ أدرك رينغلبلوم أن ما يحل باليهود تحت حكم الاحتلال غير مسبوق، وكانت تحدوه قناعة بأنه من الضروري تمكين مؤرخي الأجيال القادمة من الحصول على مواد موثقة بدقة. ولم تكتف المجموعة بجمع المواد والقيام بتسجيل الأحداث، بل شجعت الكتاب والناس من كافة شرائح المجتمع على الكتابة عن واقع الغيتو وتحليله. ولم يبق على قيد الحياة من دائرة الأصدقاء الصغيرة ممن أنشئوا وقاموا بإدارة الأرشيف والمعروف باسم "عونغ شابات" (متعة الاحتفال بيوم السبت)، سوى شخص واحد.
01/03/1941
بدء بناء معسكر بيركناو في مجمّع معسكرات أوشفيتس
في مارس آذار أمر هيملر ببناء جناح ثان في معسكر أوشفيتس، يكون أكبر منه بكثير، ويبعد 3 كيلومترات عن المعسكر الأصلي المعروف بأوشفيتس. وعُرفت المنشأة الجديدة باسم أوشفيتس 2 أو بيركناو. وبغية إخلاء الأرض المطلوبة للمعسكر الجديد تم إجلاء 2000 من سكان القرى المجاورة من بيوتهم، ومن ضمنها قرية بجيجينكا أو بيركناو بالألمانية. وقد دمرت بيوت السكان كليا، وأعلنت منطقة بلغت مساحتها 40 كيلومترا مربعا منطقة محظورة.
وفي أكتوبر تشرين الأول 1941 بدأت عملية مكثفة لبناء أكواخ ومنشآت أخرى في أوشفيتس 2، ولكن في المراحل النهائية تألفت أوشفيتس 2 من تسعة معسكرات فرعية فصلت عن بعضها بواسطة سياج من الأسلاك الشائكة المكهربة.
وكان أوشفيتس 2 – بيركناو – أكثر المعسكرات إشغالا بين معسكرات الاعتقال في أوشفيتس، وسادت فيه أكثر الظروف وحشية. وكانت غالبية نزلائه من اليهود، تليها من حيث العدد مجموعات البولنديين فالألمان فالغجر. وقد تحول أوشفيتس 2 إلى مركز للإبادة احتوى على جميع مباني غرف الغاز وأفران حرق الجثث، باستثناء مبنى غرفة الغاز وفرن حرق الجثث الأول الذي تم تشييده في أوشفيتس 1.
11/03/1941
الكونغرس الأمريكي يتبنى قانون "الإعارة والتأجير"
بعد شهرين من المناقشات المطولة، وبما يتعارض وموقف الانعزاليين، قام الكونغرس الأمريكي بتمرير "قانون الإعارة والتأجير". وكان لإلحاح تشيرتشل من لندن والذي قال: "أعطونا الوسائل لنقوم نحن بإكمال العمل" أثره على اتخاذ هذا القرار.
وقد فوض "اتفاق الإعارة والتأجير" (Lend-Lease) الرئيس الأمريكي تأجير وإعارة معدات عسكرية للقوى التي قاومت دول المحور مقابل دفع ثمن مباشر أو غير مباشر. وكان نقل مبالغ طائلة (50 مليار دولار حتى نهاية الحرب) ومواد خام هامة لمتطلبات الحرب وسيلة فعالة في إنهاء سياسة الحياد التي كانت الولايات المتحدة تتبعها.
وعلّق الرئيس روزفلت على تمرير القانون بقوله: "إن هذا القرار يمثل نهاية كل محاولات المسايرة، ونهاية حثنا على التفاهم مع الديكتاتورات، ونهاية التسليم بالاستبداد وقوى القمع".
06/04/1941
ألمانيا تغزو يوغسلافيا واليونان
في 6 أبريل نيسان 1941 قام الجيش الألماني بغزو يوغسلافيا واليونان بالتعاون مع المجر وبلغاريا. وقد فتحت ألمانيا هذه الجبهة لتأمين جناحها الأيمن، تحسبا لغزو سوفييتي وشيك.
وكانت يوغسلافيا امتنعت عن الانضمام إلى دول المحور، ثم انضمت إليها في 25 مارس آذار 1941 تحت الضغط. وبعد يومين وقع انقلاب موالٍ للغرب في بلغراد، فألغي تحالف يوغسلافيا مع دول المحور. وبعد أسبوع ونصف بدأ غزو القوات الألمانية والمجرية والبلغارية، واستسلم الجيش اليوغسلافي في 18 أبريل نيسان.
أما رئيس وزراء اليونان، الجنرال يوانيس ميتاخاس، فحاول الحفاظ على حيادية اليونان حتى نشوب الحرب، ولكن في 28 أكتوبر 1940 غزا الإيطاليون بلاده. وفي يناير كانون الثاني توفي ميتاخاس، وحين غزا الألمان الأراضي اليونانية عجز الجيش اليوناني عن صد انقضاضها، رغم مقاومته الشديدة الحزم، والتي استعان فيها بقوة بريطانية صغيرة. وفي 18 أبريل نيسان 1941 انتحر رئيس حكومة اليونان، ألكساندر كوريزيس، وفر الجيش اليوناني وملك اليونان إلى جزيرة كريت، فيما اقترب الألمان من أثينا. وتم إجلاء معظم القوات البريطانية.
06/06/1941
"أمر المفوضين"
قبل أسبوعين تقريبا من غزو الاتحاد السوفييتي أصدرت القيادة العليا للجيش الألماني "أمر المفوضين"، والذي تحلى بروح الإيديولوجية النازية التي اعتبرت غزو الاتحاد السوفييتي عملا هدفه القضاء على البلشفية من خلال الإبادة الجسدية لجميع حمَلة الأيديولوجية وأجهزة الدولة السوفييتية. وقضى هذا الأمر الذي شكل انتهاكا للقانون الدولي بالتالي:
"إذا تم خلال المعركة احتجازهم (المفوضين)، أو إذا أبدوا المقاومة، يجب إطلاق النار عليهم فورا، كمبدأ. أما الآخرون فيجب تطبيق القوانين التالية عليهم: حتى في حالة الشك في مقاومتهم أو قيامهم بالتخريب أو تحريضهم عليه.... فإن الحماية التي يتمتع بها أسرى الحرب... لن تنطبق عليهم، ويجب القضاء عليهم بعد عزلهم".
وكان ذلك الأمر موقعا من الجنرال فالتر فارليمونت ومصادقا عليه من رئيس الأركان العامة للقيادة العليا للجيش الألماني، الجنرال فيلهلم كايتل، وقد أصبح بفعله الجيش الألماني ضالعا بصورة مباشرة في جرائم الحرب في المناطق المحتلة، مما حوله إلى مسؤول عنها. وفي صيف العام 1941 أوعز كايتل بإتلاف جميع نسخ "أمر المفوضين" لإزالة أي دليل على جرائم الجيش.
22/06/1941
"عملية بارباروسا" – غزو ألمانيا ورومانيا للاتحاد السوفييتي
بدأ الغزو الألماني للاتحاد السوفييتي في 22 يونيو حزيران 1941 في الثالثة صباحا، حيث هاجمت القوات المسلحة لألمانيا وحلفائها الاتحاد السوفييتي على امتداد جبهة بلغ طولها 2900 كيلومتر. وكان ستالين تجاهل جميع التحذيرات بشأن الغزو الوشيك وأبقى جيشه في حالة من عدم الاستعداد التام. استهدفت الحرب تحقيق برامج "المجال الحيوي" التي وضعها هتلر، حيث سعت ألمانيا لا لدحر الجيش الأحمر وحسب، بل لغمر الاتحاد السوفييتي بموجة عارمة من الدمار الهائل القاسي تلتهم الأخضر واليابس.
كانت إستراتيجية هتلر بسيطة، إذ قامت على الحرب الخاطفة التي تمحو من الوجود بسرعة العديد من تشكيلات الجيش الأحمر عبر منعها من الانسحاب أو تلقي التعزيزات من الوحدات الأخرى. ولبلوغ هذا الهدف أعد الألمان هجوما عسكريا شاملا على نطاق غير مسبوق، حيث شارك في الغزو أكثر من 3 ملايين مقاتل و 600,000 آلية و 750,000 حصان و 3580 دبابة و 1830 طائرة.
وكان هتلر يأمل في تحقيق نصر سريع يصل به إلى جبال الأورال قبل حلول الشتاء، وتقدمت قوات ألمانية نحو الأهداف الفورية، وهي ليننغراد وموسكو وكييف. وحقق الجيش الألماني نجاحا هائلا في الأسابيع الأولى، إذ قام باحتلال حزام من الأرض عمقه بضع مئات من الكيلومترات، وهو يقتل ويأسر ملايين الجنود السوفييت، ويعامل السكان بوحشية، من خلال الانصياع الأعمى لكل أمر تلقاه، وبدا أنه غير قابل للوقف.
23/06/1941
"وحدات التدخل" تباشر أعمال الإبادة في الاتحاد السوفييتي
في ربيع العام 1941 تم تشكيل 4 "وحدات تدخل" وبالألمانية "آينزاتسغروبن" بلغ تعدادها الإجمالي نحو 3000 شخصا، وكانت عبارة عن وحدات متنقلة وكانت تابعة للإس. ديه. (الجهاز الأمني للإس.إس.) والشرطة الأمنية. وقد تم نشرها في مؤخرة القوات المقاتلة وكلفت بالسيطرة على المناطق التي احتلها الجيش، حيث تقدمت كل من هذه الوحدات في الاتجاه المقرر مسبقا وإلى منطقة خصصت لها مسبقا. وقامت "وحدات التدخل" بما سمي ب"العمليات الخاصة"، كناية عن القتل الجماعي على نطاق لم يسبق له مثيل. وجاءت أوامرها ضمن رسالة زودها بها هايدريش في الثاني من يوليو تموز:
"فيما يلي ملخص لأوامر غاية في الأهمية كنت قد أصدرتها لكوماندو... الإعدام: الأشخاص المنتمون للفئات التالية يجب تصفيتهم: موظفو "الكومينترن" (وهي منظمة الأحزاب الشيوعية الأوروبية) بالإضافة إلى السياسيين الشيوعيين المحترفين، المسؤولون الحزبيون على جميع المستويات، أعضاء اللجنة المركزية واللجان اللوائية والإقليمية، مفوضو الشعب، اليهود العاملون في الجهازين الحزبي والحكومي وغيرهم من العناصر المتطرفة من مسؤولي دعاية وقناصة وقتلة محترفين ومحرضين". ولكون النازيين يعتبرون جميع اليهود بلشفيين متطرفين خطرين، فقد شمل الأمر في الواقع جميع اليهود.
وكانت وحدات التدخل تستعين بوحدات أخرى شاركت في عمليات القتل، مثل وحدات الإس.إس. الأخرى والجيش والميليشيات المحلية لأبناء الشعوب المحتلة. وقد قتلت وحدات التدخل حتى ربيع سنة 1943، حين بدأ الألمان انسحابهم من الأراضي السوفييتية، حوالي 1.25 مليون يهودي والملايين من أبناء القوميات الأخرى السوفييتية، ومنهم أسرى الحرب.
24/06/1941
الألمان يحتلون فيلنيوس؛ إبادة يهود فيلنيوس في بونار تبدأ في يوليو تموز
في 24 يونيو حزيران 1941، وبعد يومين من غزو الاتحاد السوفييتي، احتل الألمان مدينة فيلنيوس. وفي يوليو تموز بدئوا في اقتياد الضحايا اليهود سيرا على الأقدام وبالسيارات والقطارات إلى بونار، حيث كان الضحايا يتم اقتيادهم في مجموعات بلغ تعدادها المئات أو الآلاف إلى حفر ضخمة عبر مدخل دائري في موقع كانت تُنشأ فيه مستودعات للوقود. ولم يتمكن الضحايا اليهود من رؤية المكان الذي كانوا يقتادون إليه، لأن ملابسهم الخارجية سحبت على رئوسهم وهم يسيرون. وعند وصولهم إلى الحفر أطلق أفراد الإس.إس. والشرطتين الألمانية والليتوانية من أعوانهم النيران عليهم.
28/06/1941
الرومانيون يقتلون 14,000 يهودي في ياش
مساء ال 28 اعتدى جنود ألمان ورومانيون وأعضاء "جهاز المخابرات الروماني الخاص" وأفراد من الشرطة ومدنيون على يهود مدينة ياش. وقتل آلاف اليهود في بيوتهم وفي الشوارع، واعتقل آلاف آخرون بواسطة دوريات الجنود الألمان والرومانيين وتم اقتيادهم إلى مقر الشرطة. ووضع المسيحيون في بيوت اليهود الصلبان وبعض الشعارات والكتابات مثل: "هنا يعيش المسيحيون لا اليهود الحقراء". وفي الغد، وكان يوم أحد عرف فيما بعد ب"الأحد الأسود"، أطلق جنود رومانيون النار على آلاف اليهود المحتجزين في ساحة مقر الشرطة. وتم تجميع الناجين من ذلك كله والعديد من اليهود الآخرين من كافة أنحاء المدينة، داخل عربات شحن وسيارات شحن، حيث مات 2650 منهم اختناقا وعطشا، وفقد بعض آخر صوابهم. وفي 30 أغسطس آب أعيد لمدينة ياش 980 من الناجين اليهود.
30/06/1941
ألمانيا تحتل مدينة لفوف وقتل 4000 يهودي حتى 3 يوليو تموز
احتل الألمان مدينة لفوف في 30 يونيو حزيران. وعثر على جثث سجناء سياسيين أوكران في أقبية مركز الشرطة السياسية السوفييتية، فأشاع الألمان والأوكران أن اليهود هم الذين قتلوهم. وبدأ أفراد "وحدة التدخل ج" والجنود الألمان والقوميون الأوكران والغوغاء بقتل اليهود في اليوم نفسه. وخلال الأيام الأربعة التي استمرت فيها المشاغبات عربد الرعاع الأوكراني واعتدى على اليهود وعذبهم وقتلهم واغتصب النساء اليهوديات، فيما الجنود الألمان يلتقطون الصور التذكارية. وبلغ عدد اليهود القتلى حتى 3 يوليو تموز نحو 4000 يهودي.
08/07/1941
بدء عملية القتل المنظم ليهود بوكوفينا وبيسارابيا
أثناء غزوهما للاتحاد السوفييتي في شهر يونيو حزيران 1941 احتلت ألمانيا ورومانيا كلا من بيسارابيا وشمال بوكوفينا. وأصدر زعيما رومانيا المارشال يون أنتونيسكو ورئيس الوزراء ميهاي أنتونيسكو ومعهما أعضاء آخرون في مجلس الوزراء تعليمات سرية للجيش والدرك الرومانيين بإبادة يهود بوكوفينا وبيسارابيا، وكان الاسم السري لهذا المشروع "تطهير الأرض".
وكان قد تم عشية الحرب إنشاء وحدة خاصة من أفراد جهاز الأمن الروماني، أشبه ب"وحدات التدخل" الألمانية، بقيادة رئيس الوزراء ميهاي أنتونيسكو، أطلق عليها اسم "التنظيم الخاص". وخلال شهري يوليو تموز وأغسطس آب تم في بوكوفينا وبيسارابيا إبادة ما بين 150 و 160 ألف يهودي، من قبل هذه الوحدة أساسا، وبمشاركة من الجيش الألماني و"وحدة التدخل د.". وفي أغسطس آب 1941 بدأت إقامة معسكرات وغيتوات تم حشد اليهود المتبقين فيها.
وفي ال 8 من يوليو تموز قال ميهاي أنتونيسكو خلال جلسة لمجلس الوزراء: "أرجوكم، لا ترحموا، فلا مجال هنا للإنسانية العذبة المفتعلة... إنني أؤيد الهجرة القسرية للعنصر اليهودي بأكمله من بيسارابيا وبوكوفينا، ومن الواجب طردهم إلى ما وراء الحدود... لا أخشى من أن يعتبرنا التاريخ متوحشين... إذا اقتضت الحاجة، استعملوا الرشاشات الثقيلة، وأقول إن القانون لا وجود له".
وتم مطاردة اليهود الناجين من حملات القتل باتجاه نهر الدنييستر، حيث ساروا على أقدامهم مئات الكيلومترات في حر الصيف، وهم جوعى مرضى منهكون. وأطلق جنود رومانيون النار على كل من تعثرت قدماه. وبعد الإقامة لمدة ستة أسابيع في معسكرات مؤقتة، استؤنفت المطاردة باتجاه ترانسنيستريا . وفي أغسطس آب بدأت إقامة المعسكرات والغيتوات في ترانسنيستريا، ليتم فيها حشد اليهود المتبقين. وبلغ عدد المرحلين إلى هذه المعسكرات نحو 195,000 يهودي، فيما بلغ عدد من هلكوا فيها نحو 145,000. كما أقدم الرومانيون على قتل نحو 180,000 يهودي أوكراني كانوا يقيمون في تلك المنطقة قبل ذلك.
20/07/1941
إنشاء الغيتو في مدينة مينسك
في 20 يوليو تموز صدرت الأوامر بإنشاء غيتو في مدينة مينسك. وشمل الغيتو 34 شارعا وزقاقا بالإضافة إلى المقبرة اليهودية. وتم ترحيل اليهود إلى الغيتو من مدن سلوتسك وجرجينسك وشيرفن وبعض المناطق الأخرى في محافظة مينسك، ومن بينهم رجال ونساء من غير اليهود متزوجون باليهود وأطفالهم. وبلغ عدد نزلاء الغيتو 100 ألف نسمة.
24/07/1941
إنشاء غيتو في مدينة كيشينف؛ عدد القتلى اليهود منذ الغزو حتى هذا التأريخ يبلغ 10,000 نسمة
تمت عملية إبادة يهود كيشينف على عدة مراحل. فحين دخلت المدينة وحدات رومانية وألمانية ارتكبت مجزرة بحق اليهود في الشوارع وفي منازلهم. وفي حين لم يعرف عددهم الدقيق، إلا أن الباحث ماتاتياس كارب قدره بعشرة آلاف شخص. وبعد إنشاء الغيتو تم القتل الممنهج لألفي يهودي من قبل وحدة مؤلفة من أفراد كوماندو التدخل 11أ ووحدة التدخل د. وقد اختارت هذه الوحدة قتل أصحاب المهن الحرة من أطباء ومهندسين ومحامين إضافة إلى المفكرين اليهود. وقام جنود وشرطة رومانيون بمساعدة أفراد كوماندو التدخل في بعض أعمال القتل. ونجا من حملة الإبادة هذه 11,000 يهودي تم حشدهم في الغيتو الذي أنشئ في 24 يوليو تموز 1941 بأمر من حاكم المنطقة الروماني والقائد الألماني لكوماندو التدخل. ونهبت ممتلكات يهود الغيتو وتم تعذيبهم وتشغيلهم في الأشغال القسرية، وقتل العديد منهم، ولكن جثثهم لم يتم إزالتها، مما أغاظ الألمان.
25/07/1941
مجزرة في لفوف
في 25-27 يوليو تموز ارتكب الأوكران مجزرة أخرى بحق يهود لفوف، وبرعاية ألمانية. وقام بتنظيم المجزرة أوساط أوكرانية قومية بتشجيع من الألمان. وكانت انتشرت شائعات بين يهود لفوف مفادها أن الأوكران يعدون لمجزرة، كما أن نشاطا غير اعتيادي لوحظ مع قرب حلول 25 تموز يوليو في صفوف الشرطة الأوكرانية في المدينة، وتحاشى اليهود مغادرة منازلهم. وفي الصباح الباكر من يوم 25 يوليو تموز بدأت جماعات من الفلاحين تتدفق على المدينة، وتجمعت عند مراكز الشرطة، ثم نزلت إلى الشوارع يرافقها الشرطة الأوكران، لتعتدي على كل يهودي صادفته بالهراوات والسكاكين والسواطير. واقتيدت مجموعات من اليهود إلى المقبرة اليهودية، حيث ارتكبت فيها أبشع جرائم القتل. وفي عصر ذلك اليوم بدأ جمع اليهود من منازلهم ونهب ممتلكاتهم، حيث ألفت الشرطة الأوكرانية مجموعات من خمسة أعضاء عملت بحسب قوائم معدة مسبقاً. وبلغ عدد القتلى خلال ثلاثة أيام نحو 2000 شخص. وعرفت المجزرة باسم "أيام بتلورا" تخليدا لذكرى رئيس وزراء أوكرانيا سميون بتلورا، الذي كان قد نظم مجازر كبرى بحق اليهود عام 1919، ثم قتله أحد اليهود وهو في المنفى سنة 1926.
31/07/1941
غورينغ يأمر هايدريش بإعداد خطة ل"الحل النهائي للمشكلة اليهودية"/
أصدر هيرمان غورينغ تعليماته لراينهارد هايدريش بوضع وتقديم مشروع يتضمن "جميع الاستعدادات اللازمة بجوانبها المالية والعملية والتنظيمية للحل الشامل ل‘المشكلة اليهودية‘ في منطقة النفوذ الألمانية بأوروبا". ويبدو أن هايدريش كان هو المبادر إلى تلقي هذا التكليف. ومن أجل تنفيذ مهمته، حظي هايدريش بالتعاون من جميع أجهزة الرايخ ونظم "مؤتمر فانزي" بعد ذلك بنصف عام. ودعا هايدريش إلى هذا المؤتمر مديري الهيئات الحكومية الرئيسية التي كان من الضروري الاستعانة بها لإنجاح المشروع. ويعتبر العديد من الباحثين تعليمات غورينغ بهذا الشأن أول وثيقة مهمة حركت عجلات "الحل النهائي".
05/08/1941
أعمال القتل في مدينة بينسك – قتل 10,000 يهودي خلال ثلاثة أيام
بدأت موجة القتل الأولى في بينسك في الخامس من أغسطس آب 1941، بعد أن كان الألمان قد احتلوا المدينة في 4 يوليو تموز، حيث تم اختطاف 16 يهوديا وقتلهم غداة ذلك اليوم. وفي النصف الثاني من يوليو تموز تم تشكيل مجلس يهودي – يودنرات – من 28 عضوا برئاسة دافيد ألبر، مدير مدرسة "تَربوت". وفي الخامس من أغسطس آب تم تجميع 8000 يهودي بذريعة تشغيلهم في إصلاح سكة حديدية، وكان من بينهم 20 من أعضاء اليودنرات، بمن فيهم الرئيس. واقتيد جميعهم إلى حُفَر خارج المدينة حيث قتلوا. وبعد يومين جمع عدد آخر من اليهود بلغ ما بين 2500 و 3000 يهودي من المسنين والرجال والفتيان، ليتم إعدامهم أيضا.
01/09/1941
النهاية الرسمية للعمل ببرنامج "القتل الرحيم" النازي
أدت الانتقادات المتزايدة لعملية "القتل الرحيم"، ومنها عظة ألقاها الأسقف الكاثوليكي لمدينة مونستر في 3 أغسطس آب 1941، بهتلر إلى وضع حد للعملية رسميا. غير أن أعمال "القتل الرحيم" استمرت حتى نهاية الحرب، وإن كانت مموهة بشكل أفضل. وكان عدد الأشخاص الذين شملهم "التطهير" حتى 1 سبتمبر أيلول 1941، وهو الموعد الرسمي لانتهاء الحملة، قد بلغ 70,273 شخصا، وذلك بحسب بيانات برنامج الإبادة المسمى T4، علما بأن القائمين على تنفيذ البرنامج أفادوا بأن 93,521 سريرا قد تم إخلاؤها من أجل أغراض أخرى.
03/09/1941
التجارب الأولى للإعدام بالغاز السام في معسكر أوشفيتس
في 3 سبتمبر أيلول تم في أوشفيتس إعدام الأشخاص الأوائل بواسطة غاز تسيكلون ب. Zyklon B في معسكر أوشفيتس، وكانوا 600 من أسرى الحرب السوفييت و 250 سجينا تم اختيارهم من بين المرضى. وكانت التجارب الأولية قد فشلت، حيث لم يفارق الضحايا الحياة كما كان مخططا لهم. لذلك تم إخلاؤهم ريثما يتم إصلاح الخلل الفني، وعندها اقتيد الضحايا إلى غرف الغاز مرة أخرى ليتم إبادتهم حسب الخطة المرسومة.
05/09/1941
إنشاء غيتوين في مدينة فيلنيوس وإقفالهما
بين ال 3 وال 5 من سبتمبر أيلول تم تسييج المنطقة التي تم إجلاء اليهود منها في فيلنيوس خلال "عملية الاستفزاز الكبير" (والتي افتعل فيها الألمان هجوما مسلحا يهوديا على بعض الألمان)، وتم إعدام 8000 من يهود المدينة "ثأرا". وتم إنشاء غيتوين مفصولين بشارع أطلق عليه "الشارع الألماني". وفي 6 سبتمبر أيلول تم إدخال جميع يهود فيلنيوس إلى الغيتوين، حيث حشر 30,000 منهم في غيتو رقم 1 و 11,000 في غيتو رقم 2. واقتيد 6000 منهم إلى بونار ليتم إعدامهم، وعندها شكل الألمان مجلسا يهوديا في كل من الغيتوين الاثنين.
08/09/1941
بدء حصار ليننغراد
كان تقدم الجيش الألماني نحو ليننغراد، وهي ثاني أهم مدينة روسية، سريعا إلى درجة مكنته من قطع آخر سكة حديدية مؤدية إلى المدينة في 30 أغسطس آب 1941. وبعد أيام قليلة أكملت وحدات ألمانية مدرعة تطويق المدينة، حيث وصلت قوات بقيادة الفيلدمارشال ريتر فون ليب من الجهة الجنوبية الغربية وقوات المارشال مانرهايم من الشمال الغربي إلى ضواحي المدينة بسرعة وباشرت قصفها بشكل مكثف. ومع ذلك، خابت آمال النازيين في سرعة احتلال المدينة عند تكليف المارشال جوكوف بتنظيم دفاعاتها، حيث حول المدينة إلى متاهة من المواقع المحصنة ومواقع إطلاق النار.
12/09/1941
هتلر: "ليننغراد ستُجوّع حتى استسلامها"
في مطلع سبتمبر أيلول قطع آخر اتصال بري للقوات السوفييتية مع مدينة ليننغراد، حيث خضعت المدينة بسكانها البالغ عددهم 3 ملايين نسمة لحصار، علما بأن المواد الغذائية التي كانت مخزونة لديهم لم تكن لتكفي لأكثر من شهر. وكان قليل من المؤن يصل إلى المدينة عبر بحيرة لادوغا. وسادت المدينة مجاعة رهيبة، ورابطت القوات الألمانية في ضواحي المدينة وعلى استعداد لحصار مطول. وقد منع هتلر قادة قواته من قبول استسلام المدينة، بل أمر بقصف ليننغراد وسكانها من الجو والبر حتى الموت. ومع أن خطة هتلر لم تنفذ بكاملها، غير أن نحو مليون من سكان ليننغراد ماتوا في المتاعب والمجاعة الرهيبة حتى رفع الحصار وتحرير ليننغراد في يناير كانون الثاني 1944.
15/09/1941
ترحيل 150,000 يهودي من رومانيا إلى ترانسنيستريا وإبادة 90,000 منهم
ترانسنيستريا منطقة في غرب أوكرانيا، تقع إلى الشمال الشرقي من رومانيا وراء نهر الدنيستر، وهي منطقة سلمها هتلر لرومانيا لقاء انضمامها للحرب على الاتحاد السوفييتي. وبعد احتلالها من رومانيا أصبحت ترانسنيستريا منطقة تجميع ليهود بيسارابيا وبوكوفينا وشمال مولدافيا، وهم اليهود الذين تم ترحيلهم بأمر مباشر من المارشال يون أنتونيسكو.
وبدأت عمليات الترحيل هذه في 15 سبتمبر أيلول 1941 وتواصلت على فترات متقطعة حتى خريف سنة 1942. ويعتبر 15 سبتمبر أيلول هو التاريخ الرسمي لترحيل اليهود من بيسارابيا. وتضمن مسار الترحيل أربع محطات، هي أتاتشي التي كانت المحطة الرئيسية, وكوساوتي وريزينا وتيراسبول.
وقد لقي عشرات الآلاف من اليهود حتفهم على مسارات الترحيل، حيث قتل بعضهم رميا برصاص المرافقين الرومانيين، ومات البعض الآخر بفعل الأمراض أو التعذيب والإنهاك. وتحولت ترانسنيستريا إلى مقبرة جماعية ليهود رومانيا، حيث هلك فيها بين خريف 1941 وربيع 1944 نحو 90,000 من مجموع المرحلين الذين بلغ عددهم 150,000 نسمة، علما بأن بعض المصادر الألمانية تفيد بأن عدد المرحلين بلغ 185,000 شخص. وفضلا عن المجازر التي ارتكبها الرومانيون خلال عملية الترحيل، تم إعدام عشرات الآلاف من اليهود في معسكرات بوغدانوفكا وأخميتشتكا ودومانكيفك.
وكان الجيش والدرك الرومانيان ضالعين كذلك في قتل نحو 200,000 من يهود أوكرانيا. وفي أكتوبر تشرين الأول تم أيضا ترحيل يهود جنوب بوكوفينا إلى ترانسنيستريا، حيث قرر يون أنتونيسكو أن تكون بيسارابيا "خالية من اليهود" وألا يبقى من يهود بوكوفينا البالغ عددهم 90,000 نسمة سوى 10,000 يهودي كانوا يعتبرون حيويين بالنسبة لاقتصاد المنطقة.
19/09/1941
تصفية غيتو جيتومير وإعدام 10,000 يهودي
كانت جيتومير عاصمة أحدى محافظات أوكرانيا السوفييتية، وعندما احتلها الألمان في 9 يوليو تموز كان فيها 10,000 يهودي. وفي يوليو تموز وأغسطس آب تم إبادة ما يقارب ال 5500 يهودي على عدة دفعات وبمختلف الذرائع، فيما أدخل باقي يهود جيتومير في الغيتو. وفجر ال 19 من سبتمبر أيلول، طوقت الغيتو وحدات من الشرطة الألمانية والشرطة الأوكرانية، وأخرجت اليهود من الغيتو وأدخلتهم في حفر فقتلتهم.
19/09/1941
إلزام يهود ألمانيا بارتداء شارة النجمة الصفراء
في سبتمبر أيلول 1941 ألزم يهود مناطق الرايخ الثالث بارتداء شارة صفراء سميت ب"النجمة الصفراء". وقضت التعليمات الخاصة بذلك، والتي صدرت بعد سنتين من اتخاذ خطوة مماثلة بحق يهود بولندا، بأن يرتدي جميع اليهود الذين بلغوا السادسة من عمرهم شارة مرسوما عليها نجمة سداسية صفراء ومكتوب عليها كلمة "يهودي" وبحجم القبضة، وذلك على الطرف الأيسر من صدورهم. وكانت "النجمة الصفراء" في حدود الرايخ الثالث والمناطق الملحقة به، كما في أي مكان آخر، إجراء واحدا فقط من سلسلة إجراءات معادية لليهود، مثل كل منها تصعيدا للسياسات المتبعة نحو اليهود.
وفي تلك المرحلة بالذات تم التأشير على اليهود تمهيدا ل"الحل النهائي". وتم في الشهر نفسه الحد من تحركات اليهود الذين لم يكونوا يعملون في مشاريع هامة بالنسبة لاقتصاد الدولة. وفي الشهور التالية أرسل هؤلاء اليهود إلى الشرق.
29/09/1941
إبادة يهود مدينة كييف في "بابي يار"
في 28 سبتمبر أيلول نشر الألمان إعلانات في مدينة كييف الأوكرانية أمروا فيه اليهود بالمثول في الثامنة من صباح الغد عند ملتقى شارعي ميلنيك وديختيارف لإعادة توطينهم في أماكن أخرى. وتوقع الألمان وصول 6 آلاف يهودي، ولكن وصل إلى الملتقى المذكور 30 ألفا، فاقتاد الألمان هذا الحشد في منحدر شارع ميلنيك إلى المقبرة اليهودية الكائنة في طرف المدينة، بجوار الوادي المسمى "بابي يار" Babi Yar. وقد تم إحاطة الوادي بالأسلاك الشائكة ووضعت عليه حراسة للشرطة وجنود ال"فافن إس.إس." والشرطة الأوكرانية.
وعند وصولهم إلى الوادي، أجبر الضحايا على تسليم أشيائهم الثمينة ونزع ملابسهم والسير على دفعات من عشرة أشخاص إلى منطقة مرتفعة على حافة الوادي. وعند وصول كل مجموعة إلى الحافة، كانت تطلق عليها نيران الرشاشات لتسقط الجثث في الوادي. وكانت وحدات الرماة لتابعة لكوماندو التدخل تتناوب عليهم كل عدة ساعات. وعند غروب الشمس تم تغطية الجثث بطبقة رفيعة من التراب. وبلغ عدد اليهود الذين قتلوا رميا بالرصاص خلال يومي 29 و 30 سبتمبر أيلول 33,771 شخصا، حسب التقارير الرسمية لوحدات التدخل، علما بأن معظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال والمسنين والمرضى، وهم الذين لم يستطيعوا الفرار من كييف بعد الغزو الألماني. وقد أعلنت وحدات التدخل بفخر واعتزاز أنه "بفضل التخطيط المتناهي الذكاء" لم يدرك اليهود حتى آخر لحظة ما كان في انتظارهم". ومما جاء في التقرير أيضا أنه "لم تقع أي حوادث".
08/10/1941
تصفية غيتو فيتيبسك: إبادة أكثر من 16,000 يهودي
احتل الألمان مدينة فيتيبسك عاصمة إحدى محافظات شمال شرق بيلاروسيا في 11 يوليو تموز 1941، وبدئوا فورا بمطاردة اليهود وتعبئتهم للأشغال القسرية وقتلهم. وتم في المدينة إنشاء غيتو حبس فيه 16 ألف يهودي. وبدأت تصفية الغيتو في 8 أكتوبر تشرين الأول 1941 بذريعة كونه بؤرة لانتشار الأمراض. وخلال حملة قتل وإعدام استمرت ثلاثة أيام، اقتيد اليهود إلى نهر الفيتبي، حيث أطلقت عليهم النار وألقيت جثثهم في الماء.
12/10/1941
وصول الألمان إلى ضواحي موسكو
جاء في وثيقة للجيش الأحمر السوفييتي: "في ليلة 14-15 أكتوبر تشرين الأول تدهورت الأوضاع في الجبهة الغربية، حيث نشرت القوات الألمانية الفاشية قوة كبيرة من الدبابات والمشاة المزودين بالآليات في مواجهة قواتنا واقتحموا دفاعاتنا في إحدى المناطق". وقد تم تعطيل جيشين سوفييتيين بلغ تعدادهما 650,000 جندي خلال الأسبوعين الأولين من أكتوبر تشرين الأول. وقد أمر ستالين بإخلاء الدوائر الحكومية وبعض مصانع العاصمة، ولكنه شخصيا التزم موسكو للإشراف على حمايتها. ووصلت بعض الدوريات الأمامية الألمانية إلى مسافة من موسكو، مكنتها من رؤية خزان مياهها الرئيسي على بعد 24 كيلومترا. وكان هذا أقصى حضيض بلغه السوفييت حتى تلك المرحلة من المعركة العسكرية.
15/10/1941
بدء عملية ترحيل يهود ألمانيا والنمسا إلى الغيتوات في شرق أوروبا
في منتصف أكتوبر تشرين الأول 1941 بدأت عملية ترحيل جماعي من النمسا إلى مدينة لوج البولندية، حيث رُحّل 5000 يهودي من النمسا وعدد مماثل من طائفتي السينتي والروما الغجريتين من منطقة بورغلاند في شرق النمسا. وبعد ذلك تم ترحيل 5000 يهودي آخر إلى غيتو لوج و 3000 آخرين إلى دول البلطيق.
16/10/1941
احتلال أوديسا وإبادة نحو 8000 يهودي
تم احتلال أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا، والمطلة على البحر الأسود، في 16 أكتوبر تشرين الأول 1941، بعد حصارها لمدة شهرين. وأقدمت وحدات العمليات التابعة للمخابرات الرومانية وكوماندو التدخل b11 التابع لوحدة التدخل Dالألمانية فورا على إبادة ما يزيد عن 8000 شخص، معظمهم من اليهود.
24/10/1941
ترحيل 20,000 يهودي إلى قرية دالينك المجاورة لأوديسا وإبادتهم عن آخرهم
في 22 أكتوبر تشرين الأول تم تفجير مقر القيادة الرومانية في أوديسا، حيث قتل 66 عسكريا رومانيا، بمن فيهم حاكم أوديسا العسكري. وردا على ذلك أمر الديكتاتور الروماني يون أنتونيسكو بإعدام 200 شيوعي عن كل ضابط قتيل و 100 شيوعي آخر عن كل جندي قتيل، وذلك بالإضافة إلى حبس جميع الشيوعيين واحتجاز الرهائن من أبناء الأسر اليهودية.
وفي الغد تم ضبط نحو 5000 شخص، معظمهم من اليهود وإعدامهم، غالبيتهم شنقا والباقي رميا بالرصاص. وفي عصر ذلك اليوم حشد الرومانيون 20,000 يهودي في السجن المحلي، واقتادوهم في الصباح التالي إلى قرية دالنيك، حيث قتل بعضهم رميا بالرصاص وحبس آخرون في العنابر أو تم اقتيادهم إلى ساحة الخليج، حيث تم حرقهم أحياءً. وبين 25 أكتوبر تشرين الأول و 3 نوفمبر تشرين الثاني تم ترحيل العديد من يهود أوديسا إلى المعسكرات، وسجن ما بين 35 و40 ألف يهودي بقوا في المدينة لعشرة أيام، حيث هلك بعضهم متأثرين بالظروف المناخية والمجاعة أو قتلا على أيدي السكان الألمان، وقتل من تبقى بعد شهر.
25/10/1941
أيخمان يقر خطة لاستخدام شاحنات الغاز
بمبادرة من هينريخ لوزي، مفوض الرايخ في محافظة الشرق – أوسترلاند – وألفريد روزنبرغ، الوزير المسؤول عن المناطق الشرقية المحتلة، عقد اجتماع حضره روزنبرغ ومندوبون عن مكتبي روزنبرغ وادولف أيخمان، تلاه مباشرة في 25 أكتوبر تشرين الأول مطالبة أيخان بمباشرة إبادة اليهود في شاحنات الغاز.
28/10/1941
إبادة 9000 من يهود كوفنو في "القلعة التاسعة"
عندما أبلغ مسؤول الغستابو عن الشؤون اليهودية في كوفنو "مجلس اليهود" – الإلتستنرات – بوجوب تجمع كافة سكان الغيتو في ساحة الديمقراطية بهدف الفصل بين العاملين والسكان غير العاملين، علم أعضاء المجلس بالمصير الذي ينتظر السكان. وبعد مشاورة المجلس لكبير الحاخامات قرر استدعاء اليهود أملا في أن ذلك سيسمح بإنقاذ قلة منهم. وقد جرت "الحملة الكبرى" في كوفنو يوم 28 من أكتوبر تشرين الأول، حيث كلف ضابط صف في الإس.إس. برتبة رقيب أول باتخاذ القرار فيمن سيعيش ومن سيرسل إلى موته. وعند انتهاء الحملة الانتقائية في المساء تم نقل أكثر من 9000 يهودي، نصفهم تقريبا من الأطفال من الغيتو الرئيسي إلى "الغيتو الصغير"، حيث حبسوا حتى يوم الغد، ليتم اقتيادهم إلى "القلقة التاسعة". وحين انتهت عملية النقل، أمر الألمان أفراد جهاز حفظ النظام اليهود بإخراج جميع المختبئين في "الغيتو الصغير"، وتمكن هؤلاء الأفراد من إنقاذ عدد من اليهود بواسطة وضع شارات جهاز حفظ النظام على ملابسهم. وفي "القلعة التاسعة"، وهي إحدى القلاع المحيطة بالمدينة، قتل 9000 يهودي رميا بالرصاص وسقطوا داخل حفر قام أسرى حرب سوفييت بإعدادها مسبقا.
01/11/1941
مباشرة العمل في بناء معسكر بيلجتس للإبادة
في مايو أيار 1940 أقام الألمان معسكر عمل لليهود في بلدة بلجتس الصغيرة الواقعة في الجنوب الشرقي لمحافظة لوبلين البولندية. وكان السجناء اليهود يقومون ببناء استحكامات وخنادق مضادة للدبابات على الحدود الألمانية – السوفييتية. وقد تم إغلاق المعسكر في نهاية سنة 1940، فيما بدأت نهاية أكتوبر تشرين الأول من السنة نفسها إقامة معسكر للإبادة في بيلجتس، كجزء من "عملية راينهارد". وتم بناء المعسكر عند سكة حديدية تقع على بعد 500 متر من محطة قطار بيلجتس. أما الخنادق المضادة للدبابات في منطقة المعسكر فقد تم تحويلها إلى مقابر جماعية لليهود الذين كان سيتم إعدامهم في المعسكر، حيث بلغ عدد اليهود الذين تم إعدامهم في المعسكر حتى ديسمبر كانون الأول 1942 600,000 يهودي.
15/11/1941
بدء عمليات الإبادة في مالي تروستينتس المجاورة لمدينة مينسك
بدأت في نوفمبر تشرين الثاني 1941 إبادة اليهود وغيرهم من ضحايا النظام النازي أمثال أسرى الحرب السوفييت وأنصار الحلفاء والرهائن في غابة بلاغوفشتشينا القريبة من قرية مالي تروستينتس الواقعة جنوبي شرقي مدينة مينسك. وكان الضحايا الأوائل نحو 10,000 يهودي من غيتو مينسك، ثم بدأت في مايو أيار 1942 عمليات قتل اليهود المرحلين من ألمانيا وبوهيميا ومورافيا وبولندا وهولندا وبلجيكا مباشرة. وقتل بعضهم في شاحنات الغاز، ودفن جميع الضحايا في حفر معدة مسبقا. وتتراوح تقديرات عدد من شملتهم الإبادة في تلك المنطقة ما بين 206,500 ونصف مليون نسمة.
24/11/1941
إنشاء "غيتو نموذجي" في تيريزين
وصل أوائل المرحلين إلى غيتو تيريزين (المعروف أيضا بتريزنشتات) في أواخر نوفمبر تشرين الثاني 1941، حيث تم حتى نهاية مايو أيار 1942 ترحيل 28,887 يهوديا إلى المعسكر، أي ثلث عدد يهود محمية بوهيميا ومورافيا التي مثلت المناطق التشيكية التي احتلها الألمان. وفي البداية أيدت قيادة اليهود التشيكيين مشروع إنشاء الغيتو، أملا منها في أن ذلك سيوفر على اليهود ترحيلهم إلى الشرق. وفي الأشهر الأولى كانت ظروف تيريزين مماثلة لتلك التي سادت معسكرات الاعتقال النازية الأخرى، ما أعطى دفعة قوية للأمل في أن الغيتو سيحول دون الترحيل إلى الشرق، ولكن في يناير كانون الثاني 1942 تم ترحيل 2000 يهودي إلى ريغا، فبات سكان الغيتو يعيشون حالة دائمة من الترحيل.
وفي فترة ما بين نوفمبر تشرين الثاني 1941 و 20 أبريل نيسان 1945 تم ترحيل 140,000 يهودي إلى تيريزين، هلك منهم 32,497 شخصا بفعل الظروف الرهيبة. أما من بين ال 86,934 مرحلا من الغيتو إلى أوشفيتس، فلم يبق على قيد الحياة سوى 3097 نسمة. وفي نهاية أكتوبر 1944 كان قد تبقى في تيريزين 11,086 يهوديا فقط.
30/11/1941
إعدام 30,000 من يهود ريغا المعتقلين في غابة رومبولي
قام الألمان بإنشاء غيتوين لليهود في مدينة ريغا. وفي ليلة 29 نوفمبر تشرين الثاني فصلوا الرجال اليهود العاملين عن باقي سكان الغيتو وقاموا بنقلهم إلى حي مسيّج في المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة، والذي كان قد أخلي من سكانه قبل ذلك بثلاثة أيام. وفي ليلة 30 نوفمبر طوق جنود المان ولاتفيون المنطقة الغربية من "الغيتو الكبير"، حيث تم تجميع سكانها في مجموعات ضمت كل منها 1000 شخص، وفي يوم الغد، تم اقتيادهم إلى غابة رومبولي البعيدة عن المدينة 8 كيلومترات، حيث أعدموا رميا بالرصاص على حواف حفر كبيرة معدة مسبقا.
وتم إبادة جميع سكان "الغيتو الكبير" خلال يومي 8-9 ديسمبر كانون الأول، ضمن حملتين، ليبلغ عدد الضحايا في رومبولي نحو 30,000 نسمة، من بينهم أعضاء "مجلس اليهود" والمؤرخ شمعون دوبنوف.
06/12/1941
السوفييت يشنون هجوما معاكسا في موسكو
كان الألمان قد وصلوا إلى مشارف العاصمة السوفييتية، وبلغ الاتحاد السوفييتي الحضيض في الحرب، وأوشكت مؤسسات الدولة على السقوط في أيدي الجيش الألماني. وتم تكليف رئيس أركان الجيش الأحمر السوفييتي غيورغي جوكوف بتنظيم الدفاع عن المدينة، فقام بإنشاء خط دفاعي منتظرا زميله "الجنرال شتاء". وقد طلب الجنرالات الألمان من هتلر الموافقة على إنشاء خطوط دفاعية لفصل الشتاء، غير أنه رفض طلبهم مصرا على مواصلة الهجوم.
وبدأ الهجوم السوفييتي المعاكس في 6 ديسمبر كانون الأول بقيادة جوكوف، حيث قامت ثلاثة جيوش جديدة تم تشكيلها خصيصا وضمت مليون مقاتل بمهاجمة الألمان. وقد فوجئت القوات الألمانية بهذا الهجوم، لا سيما وأنها كانت منهكة ومتناثرة على امتداد خط أطول مما يلزم ومحشورة داخل أكوام الثلج يكاد البرد يجمدها. وهكذا انهارت الدفاعات الألمانية وأسر الآلاف من الجنود الألمان، ونشرت الصحف السوفييتية صور الجنود الألمان وهم يحتمون من البرد بملابس الفرو وملابس النساء الداخلية. وقد أنقذ هجوم جوكوف المعاكس مدينة موسكو من الاحتلال الألماني وألحق بالجيش الألماني أولى هزائمه.
07/12/1941
اليابان تهاجم بيرل هاربور؛ الولايات المتحدة تنضم للحرب
هاجمت قوات يابانية قاعدة البحرية الأمريكية في ميناء بيرل هاربور بجزيرة هاواي وقواعد أمريكية وبريطانية في المحيط الهادي. وقد اختارت القوة المهاجمة اليابانية الأساسية مهاجمة بيرل هاربور من الجو لاستهداف أكبر الأساطيل الأمريكية في المحيط الهادي. ولم تصب معظم السفن الحربية الأمريكية، لغيابها عن الميناء وقت الهجوم، ولم تدمر البحرية الأمريكية كليا، ولكن لحقت بها خسائر فادحة، حيث فقدت 4 مدمرات و 92 طائرة تابعة للبحرية و 96 طائرة تابعة للجيش، وسقط 2334 قتيلا و 1347 جريحا بين الجنود الأمريكيين. أما اليابانيون ففقدوا 28 طائرة و 5 غواصات وأقل من 100 جندي.
وغداة يوم الهجوم أعلنت الولايات المتحدة الحرب على اليابان. وانضمت للإعلان كل من بريطانيا وكندا ونيوزيلندا وفرنسا الحرة وهولندا وغيرها. واستمع نحو 60 مليون أمريكي إلى الرئيس روزفلت وهو يلح على الكونغرس ليعلن الحرب على جميع دول المحور.
08/12/1941
بدء عمليات القتل داخل شاحنات غاز في خيلمنو
بدأت عمليات الترحيل إلى خيلمنو بغية إبادة المرحلين في 7 ديسمبر كانون الأول 1941، وبدأ نشاط المعسكر غداة ذلك اليوم، علما بأن خيلمنو أعد مسبقا كموقع لإبادة يهود مدينتي لوج وفارتلاند في المنطقة الغربية من بولندا التي كانت قد ضمت إلى ألمانيا. وكان الضحايا الأوائل هم يهود المنطقة، حيث قيل لهم إنهم سيرحلون إلى ألمانيا للعمل فيها وإن عليهم الخضوع للتطهير ضمن مجموعات تضم كل منها ما بين 70 و 90 شخصا. ونزع اليهود ملابسهم وتم جمع أشيائهم الثمينة وتسجيل أسم صاحب كل منها، بغية خداع الضحايا. وتم اقتياد اليهود وهم عراة عبر باب مكتوب عليه "إلى الحمام"، ومن ثم عبر ممر بلغ طوله 25 مترا وكان مسيجا من طرفيه. وعند طرف الممر تحول الطريق إلى منحنى يقود إلى شاحنة غاز. ومن لحظة وصول الضحايا إلى المنحنى جرى بهم الألمان بكل قسوة في الاتجاه الممكن الوحيد، أي في المنحدر المؤدي إلى الشاحنات.
وكانت في المعسكر ثلاث شاحنات ضمت كل منها مقصورة خلفية مسدودة بإحكام ذات نظام مزدوج من الأبواب. وبدت الشاحنات من الخارج كشاحنات عادية خاصة بنقل السلع، أما بداخلها فكانت المقصورات مغطاة بالفولاذ المغلفن وفي أرضيتها قضبان خشبية، امتدت تحتها ماسورة بفتحات وفي أحد طرفيها جهاز كان الغاز يضخ عبره إلى داخل المقصورة. وكان السائق يقفل الأبواب الخلفية ويدير المحرك، وكان الضحايا يموتون خلال 19 دقيقة بالاختناق بفعل استنشاق غازات عادم السيارة. وأجبر عاملو الأشغال القسرية من خلال التعذيب الشديد على أجلاء الجثث من المقصورات ودفنها في مقابر جماعية.
12/12/1941
وصول أول شحنة بشرية إلى معسكر مايدانك للإبادة
كان مايدانك معسكرا للاعتقال والإبادة تابعا ل"الفافن إس.إس." (وهي وحدات النخبة التابعة للإس.إس) في ضواحي مدينة لوبلين البولندية. وكان إنشاؤه بدأ في أكتوبر تشرين الأول 1941. ومن بين المهام التي كلف بها حبس وإبادة "أعداء الرايخ الثالث" وإبادة اليهود ودعم عملية ترحيل وإعادة توطين سكان منطقة زاموشتش. كما رحّل إلى المعسكر أسرى حرب سوفييت. وكان المعسكر محاطا بسياج مكهرب مزدوج يعمل بضغط عالٍ و 18 برج حراسة. وبالإضافة إلى غرف الغاز كان في المعسكر ورشات عمل ومستودعات ومصبغة وغيرها من المنشآت، كما كان فيه كازينو يعمل في منطقة سكن الإس.إس.
وفي 12 ديسمبر كانون الأول 1941 تم ترحيل أول دفعة من اليهود إلى مايدانك، وكانوا 150 شخصا تم اعتقالهم خلال حملة مطاردة قام بها الألمان في غيتو لوبلين. ولم يبق منهم على قيد الحياة حتى 6 يناير كانون الثاني 1942 سوى 17 شخصا تم إطلاق سراحهم بناء على تعليمات دائرة العمل الألمانية في لوبلين. وبين 22 فبراير شباط و 9 نوفمبر تشرين الثاني 1942 تم إبادة ما لا يقل عن 4000 من يهود لوبلين في المعسكر.
21/12/1941
إعدام أكثر من 40,000 يهودي رميا بالرصاص في بوغدانوفكا
كان بوغدانوفكا معسكرا للإبادة أنشأته السلطات الرومانية في قرية تحمل هذا الاسم على ضفاف نهر البوغ في محافظة غولتا بمنطقة ترانسنيستريا. وفي منتصف ديسمبر كانون الأول 1941، وحين اكتشف عدد من حالات التيفوس في المعسكر، قرر المستشار الألماني للإدارة الرومانية المحلية، فلايشر، والمسئول الروماني عن المنطقة، الكولونيل موديست إيسوبيسكو، قتل جميع النزلاء. وشارك في حملة الإبادة جنود ودركيون رومانيون وأفراد من الشرطة الأوكرانية ومدنيون من غولتا، بالإضافة إلى سكان محليين من أبناء العرق الألماني، بقيادة قائد الشرطة الأوكرانية، كازاخييفيتشي.
وبدأت الحملة في 21 ديسمبر كانون الأول، حيث تم حشد نحو 5000 من المعتقلين المرضى والمقعدين في عدد من مخازن الحبوب لتضرم فيها النيران. أما اليهود المتبقون، فتم صفهم في طوابير من 300 إلى 400 شخص، واقتيادهم إلى غابة مجاورة للمعسكر، حيث أعدموا رميا بالرصاص في أعناقهم. ودامت الحملة لأربعة أيام وانتهت إلى قتل 30,000 يهودي. وانتظر المتبقون دورهم في الجو البارد، وكلفوا بحفر المقابر الجماعية بأيديهم العارية لدفن الجثث المتجمدة. ومات الآلاف منهم في البرد، وعشية عيد الميلاد توقفت حملة القتل، ليتم استئنافها في 28 من ديسمبر كانون الأول، حيث بات اليهود المتبقون وعددهم 11,000 في عداد الأموات مساء يوم 31 ديسمبر.
22/12/1941
إتمام إبادة 33,500 من أصل 57,000 يهودي سكان فيلنيوس
تمت أول حملة في سلسلة حملات القتل التي ارتكبها الألمان في غيتو فيلنيوس بتاريخ 22 ديسمبر كانون الأول 1941. وكان أسلوب الألمان في عملية الإبادة يقوم على إعدام سكان الغيتو غير الحاملين لتصريح عمل ألماني ("شاين")، لذلك أطلق يهود المدينة على حملات القتل "حملات شاين". وبنهاية سنة 1941 كان الألمان قد أعدموا 33,500 شخص من أصل 57,000 يهودي كانوا يسكنون في فيلنيوس، وقد قتل معظمهم في موقع الإبادة المسمى بونار.
وتمكن عدد من اليهود من البقاء والعودة إلى غيتو فيلنيوس، وروت إحداهم، وهي المعلمة ريفكا يوسيليفسكا التي كانت استعادت وعيها داخل قبر جماعي:
"حين وصلنا إلى الموقع، رأينا أناسا عراة، منزوعي الملابس، وكنا لا نزال نعتقد بأننا بصدد التعذيب... كانت عملية المشي صعبة للغاية، وتعذب الأطفال كثيرا... وراح الآباء والأمهات يودّعون أولادهم... وقد اقتادونا نحن وألحوا علينا بتسريع خطانا نحو الحفرة، وكنا قد نزعنا جميع ملابسنا، باستثناء والدي الذي أبى نزع ملابسه الداخلية، فنزعوها عنه بالقوة وأطلقوا عليه النار على مرأى مني، ثم أتى الدور علي ، تلتني شقيقتي التي رغم معاناتها الشديدة في الغيتو رجت البقاء، ووقفت هكذا عارية وتوسلت، هي وصديقة لها، ولكن الألماني حدق في عينيها وأطلق النار عليها وعلى صديقتها، بالإضافة إلى شقيقة أخرى لي.
وأتى دوري... أدرت رأسي، وكنا نواجه الحفرة، وحين أدرت رأسي سألني: ‘من تكون الأولى، أنت أم ابنتك؟ فلم أرد، وشعرت بهم ينتزعون ابنتي عني، وسمعت صرختها الأخيرة ثم صوت إطلاق العيارات. وبعدها اتجه نحوي، فأدرت رأسي، فأمسك بشعري يهم بإطلاق النار، فبقيت واقفة وسمعت صوت طلقة ولكني بقيت واقفة. وأدارني مرة أخرى وبدأ يشحن مسدسه مرة أخرى، وأدارني ورمى فسقطت...
سقطت في الحفرة ولم أشعر بشيء، بل إنني شعرت بثقل ما، بشيء يثقل علي، فظننت أنني ميتة، ولكنني كنت فعلا أشعر بشيء ما، وشعرت بأنني أختنق، وأن أجسام الناس قد تهاوت علي، وشعرت شعور الغارق بالماء، ورحت أتحرك، فأدركت أنني قادرة على التحرك، وأنني على قيد الحياة. أختنق وأسمع صوت الطلقات، وها هو شخص آخر يتهاوى، ولكني صارعت لئلا أختنق. وخارت قواي، وفجأة وعيت بنفسي أصعد فوق الآخرين فعلا، ورأيت الناس يسحبون ويعضون ويخدشون ويسحبونني إلى تحت، ولكن ظللت أصعد بما تبقى لدي من قوة، وحين فعلت لم أتعرف على شيء. كان عدد هائل من الناس ملقون على الأرض، فلم أتعرف على شيء. لقد أردت التعرف، ولكن لم أستطع. كانت أصوات الرعب الرهيبة تتعالى، وكان الأطفال ينادون آباءهم وأمهاتهم صارخين، فلم أتمكن من الوقوف على قدميّ..."
06/01/1942
مولوتوف يعلن معلومات عن مقابر جماعية
في 6.1.1942 بعث وزير الخارجية السوفييتية، فلاتشيسلاف مولوتوف، ببيان إلى جميع الدول التي كانت تقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفييتي، تضمن معلومات عن مقابر جماعية اكتشفها الجيش الأحمر السوفييتي بعد تحرير عدد من البلدات والمناطق في جبهة موسكو، خلال الهجوم الشامل الذي نفذته القوات السوفييتية في الشتاء. وحملت الرسائل عنوان "عن الجرائم المروعة التي ارتكبها النازيون بحق المدنيين وأسرى الحرب وغيرهم"، وتضمنت اقتباسات من إفادات شهود جاءوا من المناطق المحتلة ووصفوا عملية إعدام 52,000 شخص في كييف وآلاف الآخرين في أوديسا ودنييبروبتروفسك وماريوبول وكامينتس بودولسك وغيرها من الأماكن. وقد أيدت هذه الرسائل تقارير متقطعة كانت وصلت إلى الدول الغربية حول عملية الإبادة الجماعية الجارية في شرق أوروبا.
16/01/1942
بدء ترحيل نحو 55,000 شخص من لوج إلى خيلمنو
في خضم إحدى موجات الإرهاب خرجت أول دفعة من اليهود من غيتو لوج إلى شاحنات الغاز المتواجدة في معسكر خيلمنو للإبادة. وكانت السلطات الألمانية قد أجبرت رئيس مجلس اليهود، اليودنرات، حاييم روماكوفسكي، على إعداد قوائم بأسماء المرشحين للترحيل وتنظيم نقاط التجميع في طرف الغيتو، علما أنه في تلك المرحلة لم يكن قد أدرك الهدف الحقيقي لعملية الترحيل. وقد تم تعيين لجنة أُمِرت باختيار المرشحين للترحيل من بين من كانوا مصنفين في فئة "اللااجتماعيين"، أي الذين تم محاكمتهم في قضايا متنوعة وتقرر ترحيلهم مع أفراد عائلاتهم، بالإضافة إلى أشخاص كانوا يعتمدون في عيشهم على التبرعات. وفصل عن المرشحين للترحيل حالات المرض الصعبة والأطفال المرضى ونزلاء دور المسنين وأصحاب المناصب العمومية والحاخامات. وضمت الدفعة الأولى من المرحلين أشخاصا من ألمانيا، مثل مجموعات من اليهود الألمان والغجر أبناء طائفتي السينتي والروما الذين كانوا يسكنون في منطقة خاصة بهم ضمن الغيتو اعتبارا من أكتوبر تشرين الأول 1941. ومن نقطة التجميع أرسل الضحايا إلى معسكر الإبادة في خيلمنو تحت حراسة ألمانية مشددة، وقد تم إبادتهم جميعا داخل شاحنات الغاز يوم وصولهم أو يوم الغد.
وقد تم بين يناير كانون الثاني ومايو أيار 1942 ترحيل نحو 55,000 يهودي من لوج إلى خيلمنو، ما حوّل سكان الغيتو إلى "سكان منتجين"، وحول الغيتو من معسكر كان سكانه الشرعيون الوحيدون عمالَ الأشغال القسرية الذين قاموا بإنتاج ما يسد احتياجات الألمان.
20/01/1942
مؤتمر فانزي
في 20 يناير كانون الثاني عقد اجتماع في قصر فانزي بضواحي برلين لمناقشة وسائل تطبيق "الحل النهائي" للمشكلة اليهودية والتنسيق الذي يتطلبه فيما بين الدوائر الحكومية. وتم تنظيم الاجتماع بمبادرة من راينهارد هايدريش، نائب هيملر ورئيس "المكتب الرئيسي لأمن الرايخ" والذي فوضه غورينغ سلطة وضع برنامج يحل "المشكلة اليهودية" حلا مطلقا. وقد استدعى هايدريش مديري المؤسسات الحكومية الأساسية التي كان تعاونها ضروريا لإنجاح البرنامج. ولم يكن الهدف المتوخى من البرنامج مناقشة قرار حل "المشكلة اليهودية" من خلال إبادة جميع اليهود، فقد كان مثل هذا القرار اتخذ في موعد سابق – وإنما دراسة الطرق الكفيلة بتطبيق القرار.
وتحدد تاريخ الاجتماع في 9 ديسمبر كانون الأول 1941، ولكن تم إرجاؤه للـ 20 من يناير كانون الثاني 1942، وشارك فيه أمناء الدولة في معظم الوزارات الألمانية الهامة، حيث كان من بين الحضور ممثلو أعلى مستوى في وزارة الداخلية التابعة ل"المحافظة العامة" في بولندا، وكذلك مندوبو وزارة الخارجية ومكتب الرايخ لشئون المناطق الشرقية المحتلة ووزارة العدل ومكتب مستشار ألمانيا ودائرة "خطة الأربع سنوات" ومسئولون كبار في "المكتب الرئيسي لشئون العنصر والاستيطان" وقائد وحدة التدخل أ. ومدير مكتب الحزب وهايدريش ومستشاره المتخصص في الشؤون اليهودية أدولف أيخمان.
واستهل هايدريش الاجتماع بخطاب طويل، ولكون غالبية الحضور ضالعين فعلا بشكل مباشر أو غير مباشر في الإبادة الجماعية التي كانت قد بدأت فعلا، لم يكن هايدريش يطرق موضوعا غريبا عنهم. وكانت خطة هايدريش تقضي بإبادة 11 مليون يهودي، وذلك بحسب تقدير تم بناء على مقاييس النازيين وإحصاءاتهم. وتطرق هايدريش إلى استغلال ملايين اليهود في شق الطرق، وحكم على أولئك الذين كانوا سينجون من هذه الأشغال الشاقة ب"العلاج الخاص"، ومعناه القتل العمد.
وفي الجزء الأخير من خطابه تناول هايدريش عددا من القضايا الخاصة، ومنها مصير اليهود المتزوجين من الآريين ومصير ذريتهم، إلا أن مشاركي المؤتمر لم يحلوا تلك المسائل.
ولم يُبْدِ مديرو الدوائر الحكومية أي اعتراض، فانتهى الاجتماع خلال ساعة أو ساعة ونصف.
15/02/1942
إنشاء معسكر الاعتقال "جادو" بليبيا
في فبراير شباط 1942 تم إنشاء معسكر الاعتقال "جادو" بليبيا، وكان في السابق معسكرا للجيش بقيادة إيطالية عربية مشتركة. وقد تم ترحيل 2600 يهودي إلى جادو، وخلال نحو 3 شهور هلك ما يزيد عن 500 منهم متأثرين بالإنهاك والمجاعة، ولا سيما بالتيفوئيد والتيفوس. ومما زاد انتقال العدوى النقص في المياه وسوء التغذية والزحام والقذارة. وقام السجناء بدفن الموتى في مقبرة على تلة مجاورة للمعسكر.
وفي يناير كانون الثاني 1943 اختفى حراس المعسكر، ثم وصله بعد عدة أسابيع جنود بريطانيون، ولكن عندها لم يتمكن العديد من السجناء التحرك من مكانهم بسبب أوضاعهم الجسدية الخطيرة. ولم يعد أوائل اليهود إلى بيوتهم من جادو قبل ربيع 1943، حيث غادرت آخر دفعة من السجناء المعسكر في أكتوبر 1943.
13/03/1942
"الجوينت" يعلن أن الألمان قد أنجزوا إبادة 240,000 يهودي في أوكرانيا وحدها
في مارس آذار 1942 عقد المسؤول عن أنشطة الإغاثة لمنظمة الجوينت اليهودية في أوروبا الشرقية، بيرتراند جيكوبسون، مؤتمرا صحفيا قدم فيه معلومات للصحافة العالمية، حيث قدر عدد اليهود الذين أنجز الألمان قتلهم في أوكرانيا وحدها ب 240,000 شخص، وأعرب عن اعتقاده بأن أعمال الإبادة في أوروبا الشرقية ما زالت مستمرة وبكثافة.
وكان أحد الاكتشافات الأشد فظاعة التي بلغت الجمهور الأمريكي حتى ذلك الحين رواية جندي مجري شاهد قبرا جماعيا كبيرا بالقرب من مدينة كييف، حيث كان 7000 يهودي، بعضهم أموات والبعض الآخر مصاب بجروح ولكنه لا يزال حيا، قد ألقي بهم في قبر ضحل تم تغطيته بطبقة رفيعة من التراب. وقد حفر مشهد ذلك الحقل "المائج كالبحر الحي" في ذاكرة الجندي.
ومع أنه بات معروفا اليوم أن تلك الأرقام المفترضة كانت شديدة التواضع مقارنة بالأرقام الحقيقية للإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون بحق اليهود حتى مارس آذار 1942، إلا أن التغطية الصحفية كان لها تأثير هام، كونها أذاعت أخبار الإبادة في أنحاء العالم الحر.
17/03/1942
إكمال بناء معسكر الإبادة بلجتس
في 17 مارس آذار اكتمل بناء وتجربة المنشآت الأساسية لمعسكر الإبادة بلجتس الذي تم إقامته عند السكة الحديدية لبلدة بلجتس، إيذانا ببدء تنفيذ خطة الإبادة الجماعية. وكانت تجارب تم إجراؤها في الإبادة بالغاز السام في أواخر فبراير شباط قد أسفرت عن قتل يهود من لوبيتشي كراليفسكا، فضلا عن اليهود الذين قاموا ببناء المعسكر لحساب الألمان. وأصبحت الخنادق المضادة للدبابات على أرض المعسكر تستخدم كمقابر جماعية لليهود الذين كانوا سيُقتلون في المعسكر. وضم المعسكر الأول ثلاث غرف للغاز بلغ طول كل منها 8 أمتار وعرضها 4 أمتار.
وكانت الرحلة الموصلة إلى المعسكر تستغرق ساعات وقد تكون أياما، وفي ظروف رهيبة هلك من جرائها بعض المرحلين، فيما أشرف بعضهم على الموت. وتم إنزال الذين بقوا على قيد الحياة بعد الرحلة من عربات القطار تحت الصراخ والضرب والتهديد. وقيل لهم إنهم سيخضعون لعملية تطهير. وبعد نزعهم لملابسهم وتسليمهم لأمتعتهم الشخصية، تم إدخال الضحايا في غرف الغاز عبر ممر أطلق عليه الألمان "الأنبوب" بلغ طوله 20 مترا وعرضه مترين وكان محاطا بالأسيجة، وكان الضحايا يجبرون على الجري فيه عراة. وكانت غرف الغاز تغلق بإحكام بحيث لم يكن بالإمكان فتحها إلا من الخارج، وعندها كان الغاز يضخ فيها عبر أنابيب ليقتل جميع من فيها خلال 20-30 دقيقة. وتضمنت كل غرفة فتحة إضافية لإخراج الجثث. وخلال الأربعة أسابيع الأولى على عمل معسكر بلجتس تم فيه إبادة نحو 80,000 يهودي من لوبلين ولفوف وغيرهما من غيتوات المنطقة.
26/03/1942
ترحيل يهود سلوفاكيا البالغ عددهم 58,000 شخص
بدأت عملية ترحيل يهود سلوفاكيا إلى محافظة لوبلين ومعسكر أوشفيتس في نهاية مارس آذار 1942، وتمت بالتعاون مع السلوفاك ومساهمتهم الهامة، حيث كانوا هم الذين أعدوا قطارات الترحيل واعتقلوا اليهود المزمع ترحيلهم.
وروى ألفريد فيتسلر الذي عرف فيما بعد بأحد الشبان الأربعة الذين هربوا من أوشفيتس في ربيع 1944، عن ظروف ترحيله من بيت والديه: "اعتقل افراد الحرس (حرس "اللينكا" القومي المتطرف) اليهود، وأخذوا كل من عثروا عليه، بمن فيهم الستينيون وما فوق. وحين جاء أفراد الحرس لاعتقال والديّ، طلبت منهم تركهما وأخذي أنا عوضا عنهما".
28/03/1942
أول عملية ترحيل لليهود من فرنسا إلى أوشفيتس
في ديسمبر كانون الأول 1941 تم محاولة اغتيال ضابط ألماني في باريس، فاستخدمها القائد الألماني لفرنسا، أوتو شتولبلانغل، حجة لتصعيد أنشطته المعادية لليهود في فرنسا، حيث طلب إذنا برمي 100 رهينة بالرصاص وفرض غرامة كبيرة على يهود فرنسا وترحيل ألف منهم إلى الشرق. ووافق هتلر على هذه الإجراءات، فتم في 12 كانون الأول ديسمبر اعتقال عدد من اليهود في باريس وحبسهم في معسكر بمدينة كومبيين. ولكن حصلت بعض مشاكل في المواصلات فتأخر الترحيل، حيث كانت أول عملية ترحيل لليهود من أوروبا الغربية هي ترحيلهم من فرنسا إلى أوشفيتس، ما حدا بأيخمان لتوخي الحذر. وقد طلب أيخمان زيادة عدد المرحلين إلى 10,000 شخص فنال موافقة وزارة الخارجية الألمانية التي كانت تعمل بتنسيق وثيق مع الحكومة الفرنسية.
ولم يغادر القطار الأول وعليه 1012 يهوديا في 23 مارس آذار كما كان مخططا له، وإنما في 27 مارس. وأصيب السكان اليهود بالهلع، حيث بدأ آلاف اليهود المذعورين يبحثون عن مخابئ تخفيهم عن أعين النازيين والشرطة الفرنسية. وقد استمد أيخمان التشجيع من نجاح هذه العملية، فباشر التخطيط لعمليات الترحيل الجماعية من الغرب.
08/04/1942
تقرير ل"وحدات التدخل": لم يبق يهود في شبه جزيرة القرم
في أكتوبر 1941، وعندما كانت دول المحور احتلت معظم أراضي شبه جزيرة القرم، كان يقيم فيها ما بين 50,000 و 60,000 يهودي. وقد تعرضوا للإبادة من قبل "وحدات التدخل" المستعينة بشكل كبير بالسكان المحليين، ليتم في أبريل نيسان 1942 الإعلان عن شبه جزيرة القرم منطقة خالية من اليهود ("يودنفراي").
01/05/1942
أول حملة قتل جماعي في معسكر سوبيبور للإبادة
بني معسكر سوبيبور بجوار قرية صغيرة حملت هذا الاسم، في الأطراف الشمالية لمحافظة لوبلين، عند السكة الحديدية. واعتمدت عملية البناء عل التجربة التي تم اكتسابها في تسيير معسكر بلجتس، حيث أقيم المعسكر على قطعة أرض مستطيلة طولها 600 متر وعرضها 400 متر، وتم تقسيمه إلى ثلاث مناطق، حيث أنشئ في "المعسكر الأمامي" رصيف للقطارات يتسع لعشرين عربة، بالإضافة إلى مساكن للألمان والأوكران. وكان اليهود المرحّلون إلى المعسكر بغية إبادتهم يُقتادون إلى "منطقة الاستقبال"، حيث مروا بجميع المراحل التمهيدية لقتلهم، والتي تمثلت في خلع الملابس وقص شعر النساء ومصادرة الأمتعة. أما منطقة الإبادة فكانت أبعد جزء من المعسكر، وتضمنت غرف الغاز وحفر الدفن وأكواخ السجناء اليهود الخشبية. وكانت تربط بين منطقة الاستقبال ومنطقة الإبادة طريق ترابية طولها 150 مترا وعرضها 3 أمتار، وكانت محاطة بالأسلاك الشائكة المخفية بواسطة النباتات، وكان السجناء اليهود يقتادون عبرها ركضا وهم عراة. وكانت في المعسكر 3 غرف غاز بلغت مقاييس كل منها 4 أمتار على 4 أمتار، وقد تم في كل غرفة تركيب باب إضافي ليتم عبره إخراج الجثث. أما الغاز فكان يضخ في الغرف من كوخ مجاور.
وفي منتصف أبريل نيسان 1942، وعندما كاد بناء المخيم يكتمل، جيء إليه بمجموعة من اليهود، معظمهم من لنساء، وكانوا قادمين من معسكر كريشوف للعمل، وذلك لتجربة غرف الغاز وضمان عملها الطبيعي. وحضر عملية التسيير الأولى لمنشآت الإبادة جميع أعضاء الهيئة القيادية للمعسكر. وكانت حملات القتل في سوبيبور تعتمد على التضليل، إذ لم يكن الضحايا على علم بما ينتظرهم حتى لحظة ضخ الغاز في الغرف المحكمة السد. وتضمنت الدفعة الأولى 10,000 يهودي من ألمانيا والنمسا، و 6000 يهودي من معسكر تيريزين، وبضعة آلاف من يهود سلوفاكيا. وخلال أول شهرين، أي من أوائل مايو أيار حتى أواخر حزيران يونيو، تم في سوبيبور إبادة 100,000 يهودي. وقد تبين للألمان أن غرف الغاز التي لم تتعد سعتها ال 600 شخص كانت تشكل عنق زجاجة في عملية القتل الجماعي، ولذلك قاموا، عند وقف نشاط المعسكر في فصل الصيف، ببناء ثلاث غرف غاز جديدة، لمضاعفة وتيرة القتل.
27/05/1942
الحركة السرية التشيكية تغتال هايدريش
كان راينهارد هايدريش، حاكم محمية بوهيميا ومورافيا (في مناطق تشيكيا)، يسافر إلى براغ في 27 مايو أيار. وفي العاشرة والنصف صباحا هاجمه في أحد المنعطفات مظليان تشيكيان كانا قد تدربا في بريطانيا فأصاباه بجروح بالغة بواسطة قنبلة يدوية. وبعد ساعتين من هذا الهجوم أمر هتلر بإعدام 10,000 تشيكي. وبعد موت هايدريش في 4 يونيو حزيران، رفع هتلر هذا العدد إلى 30,000 شخص. واختفى منفذا العملية في كنيسة بمدينة براغ وتم اكتشافهما إثر وشاية وقتلا في 18 يونيو بعد معركة ضارية. وبعد قتلهما، تأجل تنفيذ الأمر المتعلق بالانتقام من خلال عملية قتل جماعي، ثم ألغي الأمر نهائيا.
وفي 10 يونيو حزيران 1942 تم القضاء على بلدة ليديتسي التشيكية بأكملها كإجراء تأديبي جراء عملية الاغتيال.
02/06/1942
أول عملية ترحيل ليهود ألمانيا إلى تيريزين
غادرت أول دفعة من اليهود الألمان إلى معسكر تيريزين. وفي يوليو تموز 1942 اكتملت عملية إجلاء السكان غير اليهود من تيريزين، وعندها وصل إليها آلاف اليهود الآخرين الذين تم ترحيلهم من ألمانيا والنمسا، وكان معظمهم مسنين وحائزين بعضهم على أوسمة تفوّق في الحرب العالمية الأولى وأصحاب امتيازات أخرى.
07/06/1942
عمليات الترحيل الأولى من معسكر درانسي إلى أوشفيتس
في 22 يونيو حزيران غادرت إلى أوشفيتس أول دفعة من اليهود المرحلين من درانسي، وقد ضمت 1000 نسمة. كان درانسي معسكر تجميع واعتقال ليهود فرنسا أقيم في إحدى الضواحي في شمال شرق باريس، كانت تحمل هذا الاسم. وقد تحول درانسي إلى مفترق طرق كان اليهود يرحلون عبره من فرنسا إلى معسكرات للعمل والإبادة. وكان أفراد الدرك الفرنسي المسلحون بالمدافع الرشاشة الثقيلة يحرسون المعسكر، حيث كان يقيم فيه في أي لحظة حوالي 4500 شخص. وكانت أول عملية ترحيل من درانسي هي ثالث عملية ترحيل لليهود من الأراضي الفرنسية في نطاق "الحل النهائي". وقد استمرت عمليات الترحيل من فرنسا لأكثر من سنتين إضافيتين، وبلغ مجموع عدد المرحلين اليهود 75,000 نسمة.
07/06/1942
استئناف ترحيل يهود تشيرنوفيتش إلى ترانسنيستريا
في 7 حزيران يونيو 1942 استؤنفت عمليات ترحيل يهود مدينة تشيرنوفيتش إلى ترانسنيستريا. وبلغ عدد المرحلين حتى 28 يونيو ما بين 4000 و 5000 شخص سلم بعضهم للإس.إس. وتم نقلهم عبر نهر البوغ، ليقتل معظمهم. ولم يبق منهم على قيد الحياة حتى تشرين الثاني نوفمبر سوى 500 نسمة، حيث هلك جميع الأطفال في البرد والمجاعة والأمراض أو بالرصاص.
10/06/1942
الألمان يدمرون قرية تشيكية
في صباح العاشر من حزيران يونيو اخرج الألمان جميع سكان قرية ليديتسي التشيكية من بيوتهم، وقتلوا جميع رجالها البالغ عددهم 192 شخصا و 71 من نسائها، فيما تم ترحيل 190 سيدة أخرى إلى معسكر رافنسبروك للنساء، وعادت منهن 143 سيدة في نهاية الحرب. وتم خطف 98 طفلا وإلحاقهم ب"مؤسسات تعليمية"، ولكن معظمهم رحلوا فيما بعد إلى خيلمنو حيث تم إعدامهم، ولم يبق منهم على قيد الحياة سوى 15 طفلا.
وتم فيما بعد تدمير قرية ليديتسي على مرأى من مصورين وحضور كل من كارل هيرمان فرانك الذي خلف هايدريش حاكما للمحافظة العامة، وإيرنست كالتنبرونر الذي خلف هايدريش في منصب قائد الشرطة الأمنية والإس. ديه. وعلل الألمان هذه المجزرة بأكذوبة مفادها أن سكان القرية قدموا العون لمغتالي هايدريش.
وتم بعد الحرب إعادة بناء قرية ليديتسي لتصبح رمزا لحكم الإرهاب النازي وبطولة المقاومة التشيكية.
22/06/1942
عمليات الترحيل الأولى من معسكر درانسي إلى أوشفيتس
في 22 يونيو حزيران غادرت إلى أوشفيتس أول دفعة من اليهود المرحلين من درانسي، وقد ضمت 1000 نسمة. كان درانسي معسكر تجميع واعتقال ليهود فرنسا أقيم في إحدى الضواحي في شمال شرق باريس، كانت تحمل هذا الاسم. وقد تحول درانسي إلى مفترق طرق كان اليهود يرحلون عبره من فرنسا إلى معسكرات للعمل والإبادة. وكان أفراد الدرك الفرنسي المسلحون بالمدافع الرشاشة الثقيلة يحرسون المعسكر، حيث كان يقيم فيه في أي لحظة حوالي 4500 شخص. وكانت أول عملية ترحيل من درانسي هي ثالث عملية ترحيل لليهود من الأراضي الفرنسية في نطاق "الحل النهائي". وقد استمرت عمليات الترحيل من فرنسا لأكثر من سنتين إضافيتين، وبلغ مجموع عدد المرحلين اليهود 75,000 نسمة.
16/07/1942
اعتقال 13 ألف يهودي في باريس
في 16 و 17 يوليو تموز 1942 قام آلاف من أفراد الشرطة الفرنسية باعتقال 12,884 يهوديا من سكان باريس، بمن فيهم عائلات بأطفالها بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الحالة الصحية, وكانت من أشد حملات الترحيل عنفا وسفورا، حيث تم تجميع اليهود في إستاد الرياضة الشتوية دون أسباب العيش. وفي بعض الحالات تم فصل الأطفال عن آبائهم. وتم إدخال الضحايا في عربات لنقل البقر قادتهم إلى درانسي، كمحطة في طريقهم إلى أوشفيتس.
وقد أثارت حملة الترحيل هذه التصريحات المعارضة الهامة الأولى لنظام فيشي ضمن شرائح من المجتمع الفرنسي، إذ تعذر الحفاظ على سرية اعتقال اليهود. وقد تعالت أصوات الاحتجاج الشديد على العنف المتجلي في الفصل بين أبناء العائلة الواحدة. ولكون الشرطة الفرنسية هي التي قامت بتنفيذ معظم الاعتقالات، فقد وجهت إليها أصابع الاتهام بالتعاون مع النظام النازي من جانب فرنسا ومؤسساتها، لا سيما فيما يتعلق بإبادة اليهود في فرنسا.
19/07/1942
هيملر: يجب إبادة كافة اليهود في "المحافظة العامة" حتى نهاية سنة 1942
في 19 يوليو تموز حدد هيملر الموعد المستهدف لإنجاز "الحل النهائي" في حدود "المحافظة العامة"، حيث قال: "آمر بأن يتم إنجاز عملية إجلاء كافة السكان اليهود في ‘المحافظة العامة‘ بحلول ال 31 من ديسمبر كانون الأول 1942، حيث يجب ألا يتبقى في ذلك التاريخ أي شخص من أصول يهودية ضمن ‘المحافظة العامة‘. أما الوسائل التي يجب استعمالها، فهي المتمشية وروح ‘النظام الأوروبي الجديد‘، والتي لا غنى عنها لتحقيق الفصل العرقي بين العناصر والأمم، وضمان أمن ونقاء الرايخ الألماني ومنطقة النفوذ الألماني برمتها، إذ إن المس بهذا الترتيب بشكل من الأشكال يهدد الهدوء والنظام في أنحاء منطقة النفوذ الألماني، ويشكل بؤرة لنشاط جماعات للمقاومة ومصدرا للمعاناة المادية والأخلاقية، ولهذه الأسباب جميعا، يجب تحقيق التطهير الكامل وتأمين تنفيذه".
وقد حكم هذا الأمر بالموت على يهود "المحافظة العامة"، حيث تم فعلا تنفيذ هذا الحكم بنجاعة خلال الأشهر التالية.
22/07/1942
إكمال عملية بناء معسكر الإبادة "تريبلينكا"
تم إنشاء معسكر "تريبلينكا" للإبادة، وهو أحد المعسكرات الثلاثة التي أقيمت ضمن "عملية راينهارد"، في منطقة قليلة السكان عند خط السكك الحديدية الرئيسي الموصل بين وارسو وبياليستوك. وتم إخفاء المعسكر في إحدى الغابات. وقد بدأت أعمال البناء في نهاية مايو أيار وقامت على تنفيذها شركات ألمانية كانت تستخدم العمال اليهود والبولنديين في إطار التشغيل القسري . وتم إعداد حفر ضخمة في أرض المعسكر لدفن أعداد كبيرة من الجثث. وبني المعسكر على شكلِ معين طوله 600 متر وعرضه 400 متر وأحيط بسياج مزدوج. وأقيمت أبراج حراسة عالية في زوايا المعسكر وعلى امتداد السياج، وتم تقسيم المعسكر إلى ثلاث مناطق خصصت إحداها للسكن والثانية للاستقبال والثالثة لعمليات الإبادة. وكانت منطقة الإبادة مفصولة تماما عن باقي أجزاء المعسكر، وتضمنت ثلاث غرف غاز أقيمت في مبان من الطوب، وصممت بطريقة تجعلها تبدو وكأنها حمامات. وكانت مجموعات من اليهود ترغم على نزع ملابسها ثم تجبر على الجري إلى غرف الغاز عبر منحدر مسيج من طرفيه. وكان محرك ديزل يضخ غاز أحادي أكسيد الكربون داخل الغرف. وخلال نصف ساعة كان الضحايا قد ماتوا خنقا. وبدأت عملية الإبادة الجماعية يوم 23 من يوليو تموز، أي بعد يوم واحد من إنجاز البناء، وكان أوائل المغدورين يهودا جيء بهم من غيتو وارسو.
22/07/1942
بدء حملات الترحيل الجماعي من غيتو وارسو إلى تريبلينكا
بدأت حملة الترحيل الكبرى من وارسو يوم الأربعاء، 22 يوليو تموز 1942. وكانت إعلانات قد ألصقت في الشوارع حددت نظام الترحيل وأسماء المرحلين والذين بلغ عددهم 70,000 شخص من اصل ال 380,000 يهودي المقيمين في الغيتو. وكان أوائل المرحلين هم الأقل حظا وحماية من بين السكان، أي اللاجئين والمسنين والمشردين. وكان سكان الغيتو مذعورين، حيث لم يكن أحد يعلم المكان الذي سيقتاد إليه المرحلون. وانتحر غداة ذلك اليوم رئيس المجلس اليهودي – اليودنرات – آدم تشيرنياكوف، لرفضه الضلوع في عملية الترحيل.
وفي المرحلة الأولى من الترحيل، والتي استمرت حتى نهاية يوليو تموز، أُلزِمت الشرطة اليهودية بإنجاز الحصص التي حددت لها، وحين لم يتم ذلك، داهم الألمان وأعوانهم أزقة الغيتو وراحوا يخطفون الأشخاص بشكل عشوائي. وفي المرحلة الثانية التي استمرت من 31 يوليو تموز حتى 14 أغسطس آب، كان الألمان وشركاؤهم هم المسؤولين عن الحملة، فأصبح الترحيل الجماعي العشوائي روتينا متبعا. وبعد هذه الحملة تقلصت مساحة الغيتو إلى حد كبير، لتراجع عدد سكان شوارع وأحياء كاملة. وفي المرحلة الثالثة التي امتدت بين 15 أغسطس آب و 6 سبتمبر أيلول، اكتسى الترحيل شكل التصفية المطلقة. وبدأت المرحلة النهائية في السادس من سبتمبر أيلول، عندما صدرت الأوامر لجميع يهود الغيتو بالتجمع في عدد من الشوارع، حيث تمت حملة انتقاء بحضور 35,000 يهودي، أي عُشر العدد الأصلي ليهود الغيتو. وظل 25,000 يهودي آخر يختفون.
28/07/1942
تأسيس "المنظمة اليهودية المقاتلة" في وارسو
تأسست "المنظمة اليهودية المقاتلة" في غيتو وارسو بعد أن تم ترحيل 300,000 يهودي من الغيتو. وفي نقاش مطول سبق تأسيس المنظمة، اعتبر بعض المشاركين أن الألمان لن يقدموا على إبادة يهود وارسو، بسبب موقع هذه المدينة المركزي، ولعدم رغبتهم في فقدان القوى البشرية اليهودية. ورأوا أن منظمة سرية من شأنها تعريض الغيتو بكامله للخطر ودفع الألمان إلى تصفيته. ولكن الترحيل الكبير جعل معظم هذه الاعتبارات غير ذات شأن.
تمثلت أهداف المنظمة اليهودية المقاتلة في الدفاع عن الذات اليهودية والمقاومة المسلحة للألمان. وكانت الجهات الأولى المؤسسة له ثلاث حركات صهيونية للشبيبة، هي "هاشومير هتساعير"؛ "درور"؛"عاكيفا". وحضت المنظمة المقاتلة يهود الغيتو على مقاومة الترحيل، ولكنها لم تكن قادرة في ذلك الحين على تنفيذ العمليات القتالية والانتقامية، إذ لم تتمكن من حشد تأييد اليهود المتبقين في الغيتو وتنظيم صفوفهم وكسب النفوذ والحصول على الأسلحة، إلا بعد حملة الترحيل الكبرى.
08/08/1942
الولايات المتحدة توقف نشر معلومات حول خطة لإبادة اليهود، ريثما تتأكد من مصادر المعلومات
حصل مندوب الكونغرس اليهودي العالمي في جنيف، غيرهارد ريغنر، على معلومات من صناعي ألماني، اسمه إدوارد شولتي، كانت له صلات بمقر قيادة هتلر، مفادها أن هتلر اتخذ قرارا بالإبادة الممنهجة لجميع يهود أوروبا، وأن الغاز السام يتم استخدامه لهذه الغاية. وبعد أن جمع ريغنر معلومات إضافية عن مصدر معلومات شولتي، توجه بتقريره إلى القنصلية الأمريكية في جنيف، حيث سلم برقية للقنصل طالبا نقلها إلى ستيفان وايز، أحد القادة اليهود في الولايات المتحدة. وتضمنت البرقية المعلومات التي كان ريغنر حصل عليها من شولتي حول خطة إبادة اليهود الأوروبيين. وقد وصلت البرقية إلى وزارة الخارجية الأمريكية ولكن الأخيرة قررت عدم نقل بلاغات قادمة من "أفراد". وفي 28 أغسطس آب، بعث عضو مجلس العموم البريطاني سيدني سيلفرمان، وهو المرسل إليه الثاني للبرقية، بنسخة عنها إلى وايز، فاستدعى مساعد وزير الخارجية الأمريكية، سامنر ويلس، ستيفان وايز ليطلب منه عدم الكشف عن المعلومات، ريثما يصبح في الإمكان التأكد من صحتها.
واستجاب وايز، ولكنه أبلغ المعلومات إلى عدد من أعضاء الحكومة الأمريكية والرئيس روزفلت وقاضي المحكمة الأمريكية العليا، فيلكس فرانكفورتر، وعدد من القساوسة.
وفي 24 نوفمبر تشرين الثاني، وحين اقتنعت الحكومة الأمريكية أخيرا بصحة المعلومات، بعث بها وايز إلى وسائل الإعلام، مدعومة بمعلومات أخرى.
10/08/1942
بدء عمليات الترحيل من لفوف إلى بلجتس: إعدام 50,000 يهودي بالغاز
بدأت "الحملة الكبرى" في غيتو لفوف في 8 أغسطس آب 1942. وبلغ عدد اليهود الذين رُحّلوا إلى معسكر الإبادة بلجتس وتم إبادتهم فيه 50,000 نسمة.
10/08/1942
بدء الهجوم البريطاني المضاد في العَلَمين
بدأت المعركة تحت ضوء القمر الساطع بضربة مدفعية. وكان قائد القوات الألمانية، إيرفين رومل، قد سافر إلى ألمانيا للشفاء من مرض ألم به لأول مرة في مسيرته العسكرية، بينما قام الجنرال البريطاني برنارد مونتغومري، قائد القوات البريطانية، بحشد احتياطي كبير من القوات. وبعد تسعة أيام، بدأت قوات رومل في الانسحاب، بعد أن تعرضت لنيران المدفعية التي انهمرت عليها دون انقطاع ولهجمات المشاة والمدرعات والمدفعية. ولأن هتلر أمر رومل بالقتال حتى النصر أو الموت، خسر الأخير نسبة كبيرة من قواته، لتغدو هذه المعركة نقطة التحول في جبهة شمال إفريقيا. وكانت أول مرة هزم فيها جيش رومل، وبدأ من بعدها بالانسحاب المطول.
03/09/1942
مقاومة يهودية مسلحة في مدينة لاخفا البيلاروسية
في 2 سبتمبر أيلول تلقى اثنان من قادة الحركة السرية في لاخفا بلاغا مفاده أنه تم إعداد حُفَر خارج المدينة. وبعد ظهر اليوم ذاته طوق الغيتو 150 ألماني و 200 من أفراد الشرطة المحلية. وقد خططت الحركة السرية لمهاجمة رجال الشرطة والجيش في منتصف الليل عند بوابة الغيتو. وكان مفترضا أن يستغل السجناء اليهود الضجة التي ستقوم للفرار إلى الغابات. وتم تأجيل الهجوم إلى الصباح. وحين أبلغ القائد الألماني رئيس المجلس اليهودي، دوف لوباتين، بعزمه على ترحيل 2300 يهودي من الغيتو والإبقاء فيه على 30 مهنيا متمرسا فقط، رد عليه لوباتين: "إما أن نبقى أحياء جميعنا، وإما أن نموت جميعا".
وحين صدرت الإشارة عن الحركة السرية تم اقتحام السياج، ليبدأ أعضاء الحركة القتال مع الألمان بالسواطير والأيدي العارية، حيث اقتحمت بوابة الغيتو وجرى العديد من اليهود عبر الثغرة التي فتحت في الباب، ولكن الكثير منهم ماتوا بنيران الألمان، حيث تمكن نحو 600 من اليهود الهاربين الذين بلغ عددهم 1000 يهودي من الوصول إلى مستنقعات "البريبيت". وتم اقتياد 500 آخرين إلى الحفر حيث تم إعدامهم، علما بأن العديد من اليهود الهاربين تم تسليمهم من قبل السكان المحليين. ولم يتمكن من الهروب سوى 120 شخصا تجمعوا في الغابات وتم قبول 25 منهم مسلحين ببندقيتين في صفوف أنصار الحلفاء من الروس. وقد التحق لوباتين بوحدة "ستالين" للأنصار، حيث قتل في 21 فبراير شباط 1944 في انفجار لغم.
24/09/1942
تمرد في غيتو توتشين
مساء الأربعاء الموافق 23 سبتمبر أيلول 1942 ضرب حصار على غيتو بلدة توتشين، وهي بلدة في محافظة روفنو البولندية، التي تقع اليوم في حدود أوكرانيا. وأعلن زعماء التمرد حالة تأهب قصوى، حيث تقدمت مجموعات القتال ال مواقعها. وفجر ال 24 من سبتمبر أيلول تقدمت قوات ألمانية وقوات أوكرانية داعمة لها إلى سياج الغيتو، وحين أعطت قوى المقاومة الإشارة، تم إضرام النيران في بيوت الغيتو والمستودعات الألمانية في أطرافه، فيما بدأت مجموعات المقاومة بإطلاق النار واقتحام الأسيجة وحث السكان على الفرار. وتمكن نحو 2000 شخص من الفرار إلى الغابات تحت ساتر من الدخان وإطلاق النار، وكان عددهم حوالي ثلثي عدد سكان الغيتو، بمن فيهم النساء والأطفال والمسنون. واستمرت النيران متصاعدة خلال جزء من نهار الغد، فيما تواصل إطلاق النيران. وقتل عدد من الألمان وأفراد القوى الداعمة لهم، بينما بلغت نسبة القتلى من سكان الغيتو قرابة الثلث، بمن فيهم جميع المقاتلين تقريبا. وانتهى التمرد يوم السبت، ال 26 من سبتمبر أيلول.
وكان مصير الفارين من سكان الغيتو مأساويا، إذ تم القبض على نصفهم وإعدامهم خلال ثلاثة أيام. ولم تتمكن حوالي 300 سيدة كن يحملن أطفالهن الرضع بأيديهن من الصمود في الظروف السائدة في الغابات، فعدن إلى توتشين حيث تم إعدامهن رميا بالرصاص. كما مات العديد من المتبقين في الغابات، فيما تم تسليم الآخرين أو قتلهم من قبل المزارعين من سكان القرى المجاورة. وانضم بعض الشباب إلى أنصار الحلفاء حيث قتلوا في المعارك. وفي 16 يناير كانون الثاني 1944 عند تحرير البلدة، لم يكن قد بقي على قيد الحياة سوى 20 يهوديا من أصل 3000.
28/10/1942
عمليات الترحيل الأولى من تيريزين إلى أوشفيتس
بدأت عمليات الترحيل من غيتو تيريزين إلى معسكري الإبادة تريبلينكا وأوشفيتس في أكتوبر تشرين الأول 1942، وكانت بدايةَ موجة من عمليات الترحيل لم تنته إلا في خريف العام 1944، حين توقفت غرف الغاز في أوشفيتس عن العمل. وخابت آمال القادة اليهود في نجاة اليهود الذين تم ترحيلهم من أراضي المحمية (تشيكيا) إلى الغيتو من الترحيل القسري العنيف إلى الشرق. ولم يبق في الغيتو بعد انتهاء عمليات الترحيل سوى 11,000 يهودي من أصل نحو 135,000 يهودي أقاموا في الغيتو خلال فترة وجوده.
29/10/1942
إبادة شبه مطلقة ليهود مدينة بينسك
تم تجميع 20,000 من سكان غيتو بينسك وإعدامهم بين 29 أكتوبر تشرين الاول و1 نوفمبر تشرين الثاني. وللحيلولة دون إنزال العقاب الجماعي بسكان الغيتو قررت قيادة الحركة السرية اليهودية في الغيتو إشعال النيران فيه قبل وقت قصير من بدء عملية التصفية المخطط لها، وذلك بدلا من الفرار إلى الغابات. وقد أعدت الحركة السرية لهذا الغرض أكواما من المواد المشتعلة. ومع ذلك، وفي 28 أكتوبر تشرين الأول، حين بدأت تنتشر إشاعات تفيد بعملية التصفية العتيدة، أصدر المجلس اليهودي – اليودنرات – بيانات تطمينية باسم الألمان، ما أدى إلى إجهاض خطة الحركة السرية. ورغم ذلك هرب عشرات اليهود واختفى آخرون. وتم إنشاء "غيتو صغير" أقام فيه بداية 143 من أصحاب المهن. وازداد عدد سكان "الغيتو الصغير" حين التحق بهم عدد من الباحثين عن مخبأ. وفي 23 ديسمبر كانون الأول تم تصفية "الغيتو الصغير" وإبادة سكانه.
01/11/1942
أول عملية ترحيل من محافظة بياليستوك إلى معسكر أوشفيتس
في النصف الأول من أكتوبر تشرين الأول 1942 تلقى الغستابو تعليمات سرية بتصفية الغيتوات الكائنة ببياليستوك وبلدات أخرى في المحافظة. ولأن القادة الاقتصاديين والعسكريين كانوا يخشون من شل صناعات الأسلحة في المنطقة، تم ربط تنفيذ التعليمات بتأثيرها على هذه الصناعات. وهكذا تقرر تقليص عدد سكان غيتو بياليستوك وترحيل جميع اليهود الآخرين في المحافظة كما جاء في القرار الأصلي.
وفي الثاني من نوفمبر تشرين الثاني 1942، حوصرت جميع الغيتوات في المحافظة بصورة مفاجئة، حيث حشد الألمان يهود المنطقة في ساحات البلدات، ليتم شحنهم في عربات القطارات ونقلهم إلى خمس نقاط تجميع، ومن ثم إلى معسكرات الإبادة. وفي نفس الوقت أحيلت السيطرة على غيتو بياليستوك من السلطات المدنية إلى الإس.إس.
وبين نوفمبر تشرين الثاني 1942 وفبراير شباط 1943 رحّل إلى معسكري الإبادة تريبلينكا وأوشفيتس نحو 100,000 يهودي من محافظة بياليستوك، منهم زهاء 10,000 من مدينة بياليستوك نفسها. أما التصفية النهائية لغيتو بياليستوك فتمت في أغسطس آب 1943، ليتم ترحيل من تبقى فيه من يهود، أي 30,000 نسمة، إلى معسكرات الإبادة. وكان هذا هو أيضا موعد بدء المقاومة في غيتو بياليستوك.
08/11/1942
بريطانيا والولايات المتحدة تغزوان شمال إفريقيا
أنزل الحلفاء قواتهم على ساحل المغرب، وكانت هذه القوات تقصد الدار البيضاء والجزائر ووهران، مستهدفة احتلال الساحل الغربي لشمال إفريقيا وإيجاد قاعدة للانطلاق منها إلى هجمات مستقبلية ضد أوروبا الجنوبية. وقد تم احتلال الجزائر في نفس ليلة الإنزال، ولكن قوات فيشي الفرنسية أبدت مقاومة حازمة في وهران، حيث فقدت إحدى القوات التي كانت ستنزل في الدار البيضاء 242 سفينة و 64% من مجموع قطعها البحرية، ولكنها تمكنت من تكوين رأس جسر. وكان واضحا أن موطئ القدم الذي حققه الحلفاء في شمال إفريقيا سيعجل في تحرير فرنسا.
09/11/1942
ألمانيا تحتل تونس
ردا على غزو الحلفاء للجزائر والمغرب، قامت قوات ألمانية وإيطالية بغزو تونس في 9 نوفمبر تشرين الثاني 1942. وفي بداية ديسمبر كانون الأول أصبحت قوات المحور تواجه مشكلة في تونس، حيث كادت الغارات الجوية غير المنقطعة للحلفاء تقود إلى الانسحاب من تونس في 24 نوفمبر.
في 6 ديسمبر كانون الأول حل الألمان مجلس الطائفة اليهودية في تونس وأمروا موشيه بورغل بتشكيل مجلس مؤلف من تسعة أعضاء خلفا له. وأُمهِل المجلس الجديد 24 ساعة لحشد 2000 يهودي للقيام بأشغال قسرية. ورغم الجهود التي بذلها المجلس وتدخل السلطات الفرنسية من أجل تمديد المهلة، لم يستطع المجلس تعبئة أكثر من 120 شخصا. وكان رد الألمان احتجاز عشرات الرهائن من بين قادة الطائفة والقيام باعتقالات جماعية في الحي اليهودي والتهديد بنسف أكبر كنيس في تونس. وبعد إعطاء مهلة أخرى لتنفيذ الأمر، تم حشد 5000 يهودي للأشغال القسرية وتوزيعهم على 30 موقعا ومعسكرا على امتداد الجبهة.
17/12/1942
الحلفاء ينددون بالإبادة الجماعية التي ينفذها الألمان
بفعل الضغط الشعبي المتزايد على خلفية الأنباء المتواردة حول عملية القتل الممنهج لليهود، أعدت وزارة الخارجية البريطانية إعلانا، أعادت الخارجية الأمريكية صياغته وصدر في 17 ديسمبر كانون الأول موقَّعًا من بريطانيا وبلجيكا وتشيكوسلوفاكيا واليونان ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج وبولندا والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والمجلس الوطني الفرنسي. وندد الإعلان صراحة بالسياسة الألمانية القائمة على الإبادة الوحشية بدم بارد، مؤكدا أن مئات الآلاف قد لقوا حتفهم. ولكن المطالبين بتقديم الدعم لليهود لم يرتاحوا إلى هذا الإعلان، وإن كانت أول مرة صدر فيها اعتراف علني بكون جموع كبيرة من اليهود قد تم إبادتهم.
23/12/1942
"المنظمة اليهودية المقاتلة" تهاجم الألمان في كراكوف
كانت "المنظمة اليهودية المقاتلة" تؤمن بأن غيتو كراكوف أصغر من أن يمكّن أية مقاومة مسلحة من النجاح، لذلك قررت العمل ضد الألمان في الجزء البولندي من المدينة. وقد تم تنفيذ أشهر عملية خارج الغيتو في 23 ديسمبر كانون الأول 1942، وتمثلت في شن هجوم على مقهى "تسيغانيريا" الذي كان ملتقى للضباط الألمان. وقتل في الهجوم 11 ألمانيا وجرح 13.
06/01/1943
تصفية غيتو لفوف
طوقت وحدات من الشرطتين الألمانية والأوكرانية الغيتو – المعسكر منعا لفرار السكان، فيما دخلت وحدات أخرى إلى الغيتو لتطويق السكان جميعا. إلا أنها واجهت مقاومة، حيث أمطرت بوابل من القنابل اليدوية والقنابل الحارقة التي تم إلقاؤها من مباني الغيتو، كما أطلقت عليها نيران البنادق في عدة نقاط. وقتل 9 من الألمان والأوكران وجرح 20 آخرون. ورد الألمان بنسف بعض بيوت الغيتو وإشعال النار في بعضها الآخر لإجبار سكانها على تركها. وخلال هذه الحملة الألمانية قتل 3000 من اليهود، وقبض على 7000 آخرين تم ترحيلهم إلى معسكر يانوفسكا، حيث تم إبادتهم. وطالت الحملة حتى 20 يونيو حزيران، بينما استمر البحث عن اليهود المختبئين حتى شهر يوليو تموز.
18/01/1943
مقاومة يهودية مسلحة لحملات الترحيل من غيتو وارسو
في 18 يناير كانون الثاني 1943، استأنف الألمان حملات ترحيل اليهود من غيتو وارسو. ولتقدير المنظمة اليهودية المقاتلة بأنها خطوة تمهيدية لتصفية غيتو وارسو، أوفدت اثنتين من سراياها للقيام بعملية قتالية. وقد اندمجت إحدى السريتين في قافلة لليهود الذين ألقي القبض عليهم وكانوا يقتادون إلى نقطة تجميع تمهيدا لترحيلهم. وحين صدرت الأوامر، هاجمت القوة اليهودية الوحدة الألمانية المرافقة لليهود المرحلين في معركة وجها لوجه، قتل فيها عدد من الجنود الألمان، ومعهم جميع المقاتلين اليهود تقريبا. وفي نقطة أخرى في الغيتو أطلقت السرية الثانية نيران البنادق على جنود ألمان.
وكان الثامن عشر من يناير كانون الثاني يوما حاسما بالنسبة "للمنظمة اليهودية المقاتلة"، فقد كان أول مناسبة قاتلت فيها المنظمة بالسلاح الناري، مما انعكس تغييرا حاسما في سلوك سكان الغيتو، الذين توقفوا عن الامتثال لأوامر الألمان بمغادرة بيوتهم والتجمع في نقاط التجميع. ورغم أنه بات معروفا اليوم أن العملية الألمانية لم تكن جزءا من خطة ألمانية شاملة لتصفية الغيتو، حيث اقتصرت نوايا الألمان على ترحيل بضعة آلاف من اليهود فقط، إلا أن ردة فعل "المنظمة اليهودية المقاتلة" كان لها أثر شديد على معنويات اليهود، الذين فسروا قرار الألمان وقف عملية الترحيل على أنه بادرة ضعف وتراجع تمكن اليهود من فرضها على الألمان عبر استخدام القوة.
02/02/1943
استسلام الألمان في ستالينغراد
انتهت معركة ستالينغراد، إذ فشل الجسر الجوي الذي كان هتلر أمر بتسييره لدعم قواته المحاصرة. وقد قتل ما يزيد عن 100,000 ألماني خلال المحاولة الفاشلة لاحتلال المدينة، فيما استسلم 91 ألفا، من ضمنهم 24 جنرالا. واعترفت برلين بهزيمتها في هذه المعركة معلنة أن "التضحية التي قدمها هذا الجيش، الذي حاول تنفيذ مهمة أوروبية تاريخية، لم تذهب سدى". وأعلنت ألمانيا حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام، فيما تقدمت القوات السوفييتية في كافة الجبهات.
05/02/1943
بدء عملية ترحيل 10,000 يهودي من بياليستوك إلى تريبلينكا
جرت أول حملة ترحيل من غيتو بياليستوك بين 5 و 12 فبراير شباط، حيث تم ترحيل 10 آلاف من سكان الغيتو إلى تريبلينكا، فيما أعدم الألمان رميا بالرصاص 2000 يهودي آخر خلال الحملة. وقد حاولت "جبهة أ"، وهي أول خلية سرية تم تأسيسها في الغيتو، مقاومة الحملة بإمكاناتها الزهيدة، فقتل العديد من أعضائها، بينما تم ترحيل الباقين إلى تريبلينكا، بمن فيهم قائد الخلية، أدك بوراكس.
26/02/1943
وصول أول دفعة من الغجر إلى أوشفيتس
تم في بيركناو إنشاء معسكر خاص بالغجر من طائفتي السينتي والروما في 26 فبراير شباط. ونظم الألمان المعسكر على شكل مناسب للسكن الأسري، ورحّلوا إليه أساسا الغجر من نزلاء معسكرات أخرى وعددا أقل من الغجر المهجرين من أماكن أخرى في أنحاء الرايخ الألماني. وكان من بين هؤلاء جنود قدامى في الجيش الألماني، حيث وصل بعضهم إلى أوشفيتس وهم يرتدون بزاتهم العسكرية والأوسمة التي كانوا قد تقلدوها خلال فترة خدمتهم العسكرية. ولسوء الظروف كانت نسبة الوفيات في معسكر الغجر أعلى نسبة في معسكرات بيركناو، ولم يبق على قيد الحياة سوى القلائل من بين 20,000 غجري وصلوا إلى المعسكر.
04/03/1943
ترحيل يهود من تراقيا إلى تريبلينكا
في 4 مارس آذار اعتقل البلغار معظم يهود تراقيا التي كانت قد ضمت إلى بلغاريا عام 1941. وتفيد السجلات البلغارية بأن عدد من تم تسليمهم للألمان من اليهود بلغ 4058 يهوديا تم ترحيلهم إلى تريبلينكا، حيث تم إبادتهم فور وصولهم. وتمكن نحو 200 من يهود تراقيا من البقاء مع أنصار الحلفاء أو من خلال الاختفاء عند جيرانهم المسيحيين. وكان من بينهم 42 شابا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة في معسكرات عمل بلغارية.
20/03/1943
وصول الدفعات الأولى من يهود سالونيكي إلى أوشفيتس
في 25 فبراير شباط والأيام التي تلته أجبر اليهود على التجمع في معسكر في حي "بارون هيرش" في مدينة سالونيكي اليونانية، والذي كان مجاورا لمحطة القطار، ثم تم ترحيلهم إلى أوشفيتس. ووصلت الدفعات الأولى من يهود سالونيكي إلى أوشفيتس في 20 مارس آذار. وفي 18 من أغسطس آب كان قد بلغ عدد اليهود المرحلين من سالونيكي إلى أوشفيتس 43,850 شخصا من أصل 50,000 يهودي كانوا يسكنون في المدينة اليونانية. وقد تم قتل معظمهم عند وصولهم إلى المعسكر.
19/04/1943
بدء التمرد في غيتو وارسو
بدأت حملة التصفية النهائية لغيتو وارسو عشية عيد الفصح اليهودي الذي صادفت يوم 19 من أبريل نيسان 1943. ولم يأت الترحيل مفاجئا، إذ كان الألمان قد حشدوا قوات عسكرية لتنفيذه، ولكنهم لم يتوقعوا حدوث مواجهة شملت معارك الشوارع. وكانت قوات ألمانية مسلحة طوقت الغيتو في الثالثة فجرا، ودخلت وحدة من هذه القوات إلى الغيتو، ولكنها حين ووجهت بالمقاومة المسلحة انسحبت. واختفى يهود الغيتو الذين بلغ عددهم نحو 30,000 نسمة، مما تعذر معه تجميعهم تمهيدا لترحيلهم، فبقيت عربات القطار التي كانت متوقفة عند نقطة التجميع فارغة.
وبعد ثلاثة أيام من حرب الشوارع بين الألمان والمتمردين، بدأ الألمان يشعلون النار في شارع تلو آخر، ومبنى تلو آخر، حيث تحول الغيتو إلى كتلة مشتعلة يتصاعد منها الدخان. وقتل الألمان بشكل فوري غالبية اليهود الذين خرجوا من مخابئهم، بمن فيهم عائلات بكاملها، وأخذ اليهود يفقدون قدرتهم على المقاومة شيئا فشيئا. وفي 23 أبريل نيسان أرسل موردخاي أنيليفيتش، قائد المنظمة اليهودية المقاومة، إلى يتسحاق (أنتك) تسوكرمان، عضو قيادة المنظمة الذي كان في الجزء البولندي من وارسو، يقول:
"لا يسعني أن أصور لك الظروف التي يعيش فيها يهود الغيتو حاليا. لن يصمد إلا قلة منهم، فيما سيهلك الباقون إن عاجلا أم آجلا، إذ حسم مصيرهم، وفي جميع المخابئ تقريبا والتي يختفي فيها الألوف لا يمكن إشعال شمعة لشحة الهواء (....) فوداعا عزيزي! لعلنا سنلتقي في وقت ما. لقد تحقق حلمي في الحياة وتجسد، إذ بات الدفاع عن النفس في الغيتو حقيقة واقعة، وتحولت المقاومة اليهودية المسلحة والثأر إلى واقع معاش، حيث شاهدت البطولات الرائعة للمقاومين اليهود."
08/05/1943
مقتل قادة تمرد غيتو وارسو
أقدمت القوة الكبيرة التي استقدمت إلى غيتو وارسو لمحاربة المتمردين اليهود على حرق الغيتو شارعا تلو آخر، إذ لم يكن بالإمكان إخراج المقاتلين، لأنهم فور اكتشافهم كانوا يلجؤون إلى مكان آخر للاختباء فيه ومواصلة كفاحهم انطلاقا منه. وساد الرعب والظروف الجهنمية الملاجئ الأرضية المرتجلة التي أنشأتها الحركة السرية، حين أجبر الألمان المقاتلين على الخروج، وبالطريقة الوحيدة التي توفرت لديهم، وهي إلقاء القنابل اليدوية داخل الملاجئ أو ضخ الغاز المسيل للدموع فيها.
وسقط ملجأ القيادة "للمنظمة اليهودية المقاتلة" والذي كان فيه موردخاي أنيليفيتش وعدد آخر من قادة المقاومة، في 8 مايو أيار. وعند هدم الكنيس اليهودي الأكبر في شارع تلوماتسكا خارج أسوار الغيتو، تبجح الجنرال يورغن شتروب بأنه "لم يعد ثمة حي يهودي في وارسو". وفي 19 مايو أيار أعلن عن وارسو "مدينة خالية من اليهود" ("يودنراين").
12/05/1943
انتحار شموئيل زيغلبويم
في نهاية مايو أيار 1942، حصل شموئيل زيغلبويم، من قادة حزب "البوند" اليهودي الاشتراكي، وأحد الوزيرين اليهوديين في الحكومة البولندية في المنفى بلندن، على تقرير سري وصفت فيه عمليات القتل الجماعي التي تم تنفيذها بحق يهود بولندا، عرف ب"تقرير البوند". وقد حاول زيغلبويم نشر التقارير من هذا النوع لحمل الحلفاء على عمل شيء ما إزاء هذا الأمر، ولا سيما إنقاذ اليهود. وكلما تراكمت التقارير المرتبطة بقتل يهود أوروبا، كلما زاد زيغلبويم من جهوده لحمل الحلفاء على اتخاذ إجراءات مضادة، بل باتت جهوده يائسة، وازداد شعوره بالعجز التام.
وفي الرسائل الأخيرة التي بعث بها إلى مقر البوند البولندي في الولايات المتحدة وإلى شقيقه في أستراليا تطرق زيغلبويم إلى لاجدوى مساعيه الإنقاذية وأعلن أنه "ينتمي إلى من يوجدون هناك". وفي 12 مايو أيار 1943، وحين وردت أخبار القضاء على اليهود الأخيرين في غيتو وارسو، بمن فيهم زوجته مانيا وابنه توفيا البالغ 16 من عمره، أقدم زيغلبويم على الانتحار. وفي رسالتين وداعيتين وجههما إلى رئيس الجمهورية البولندية فلاديسلاف راتشكيفيتش، ورئيس الحكومة البولندية في المنفى فلاديسلاف شيكورسكي، كتب يقول:
"إن مسؤولية جريمة إبادة جميع السكان اليهود في بولندا تقع على القتلة أنفسهم في المقام الأول، ولكنها تقع أيضا، وإن كان على نحو غير مباشر، على عاتق الإنسانية جمعاء، وعل شعوب وحكومات الحلفاء التي لم تسع حتى الآن ولم تتخذ إجراءات حقيقية لوقف الجريمة... لقد قامت الحكومة البولندية بجهد ملحوظ لإثارة الرأي العام العالمي، ولكنها لم تقم بذلك على نحو ملزم...لا يمكنني السكوت، ولا أستطيع العيش في الوقت الذي تستمر فيه إبادة بقايا الشعب اليهودي في بولندا والذين أعتبر نفسي مندوبا عنهم. لقد هلك رفاقي في غيتو وارسو أبطالا في معركتهم الأخيرة وهم يمسكون بسلاحهم، ولم يحالفني الحظ في السقوط مثلهم ومعهم، ولكني أنتمي إليهم وإلى مقبرتهم الجماعية. ليكن موتي صرخة احتجاج مدوية على لامبالاة العالم الذي يشهد إبادة يهود العالم ولا يحول دونها. إنني مدرك لضآلة قيمة حياة البشر اليوم، ولكن لأنني لم أتمكن من عمل شيء في حياتي، سأسهم في مماتي في زعزعة لامبالاة مَن ما زالوا قادرين على الإنقاذ في هذه اللحظة، التي قد تكون آخر لحظة لإنقاذ البقية الباقية من يهود بولندا."
24/05/1943
احتجاج يهود صوفيا
خلال شهر مارس آذار 1943 تم ترحيل 11,343 يهوديا من تراقيا ومقدونيا وبيروت، وهي مناطق كانت بلغاريا قد احتلتها وفرضت عليها الإدارة البلغارية بمقتضى اتفاق عسكري كانت وقعته مع ألمانيا. وقد استندت عملية الترحيل على اتفاق متميز حول ترحيل 20,000 يهودي من بلغاريا، تم بين المسؤول عن الشؤون اليهودية في بلغاريا وبين الألمان في 22 فبراير شباط 1943. وكان مفروضا أن يطال الترحيل ما يقارب ال 9000 يهودي من مناطق بلغاريا ما قبل عملية ضم المناطق الإضافية. وفي 9 مارس بدأ تجميع 9000 يهودي.
وفي ضوء ترحيل يهود تراقيا ومقدونيا والاستعدادات الجارية لترحيلهم من بلغاريا نفسها، مثل وفد من مدينة كيوستنديل أمام نائب رئيس البرلمان البلغاري ديميتار بيشيف في التاسع من مارس، ونتج عن لقاء الطرفين تأجيل عمليات الترحيل. وفي 17 آذار مارس طالب بيشيف ضمن إعلان احتجاجي انضم إليه 42 نائبا آخر من نواب البرلمان البلغاري، بأن تتجنب الحكومة أية عملية ترحيل مستقبلا. ولكن بعض المسؤولين الألمان مارسوا ضغوطا مستمرة على البلغار كي ينفذوا الاتفاق.
وفي 21 مايو أيار صدر عن الحكومة البلغارية قرار جديد حمل الرقم 70، قضى بترحيل يهود صوفيا العاصمة البالغ عددهم 25,000 نسمة إلى المدن البلغارية البعيدة عن العاصمة. وتم نشر القرار في 22 مايو أيار، وفي 24 أيار تظاهر يهود صوفيا احتجاجا عليه يدعمهم نشطاء الحزب الشيوعي. وأقدمت الشرطة على قمع المظاهرة بعنف، ودخل قرار الترحيل حيز التنفيذ. وخلال 12 يوما تم ترحيل 19 ألف يهودي إلى المدن الصغيرة. وبفضل الضغوط الشعبية الشديدة التي مورست على الملك بوريس الثالث، لم يتم ترحيل يهود العاصمة إلى خارج بلغاريا، حيث سمح تطابق معقد للمصالح السياسية وحالة الحرب والمعارضة الشعبية التي عمت العديد من الأطياف السياسية والاجتماعية، بنجاة نحو 50,000 من يهود بلغاريا من الإبادة.
وكان من أهم أسباب عملية الإنقاذ هذه موقف السينودس المقدس للكنيسة الأرثوذكسية البلغارية ونشاط موظفيها. أما دور الملك بوريس الثالث، ملك بلغاريا، فمختلف عليه، إذ يعتقد بعض الكتاب بأنه، وبفضل شجاعته، أوقف العمل بحق اليهود، فيما يحمله البعض الآخر جانبا كبيرا من مسؤولية أعمال الترحيل والمشاريع المتعلقة بمواصلتها.
21/06/1943
هيملر يأمر بتصفية جميع الغيتوات الواقعة ضمن المناطق السوفييتية المحتلة
في 21 يونيو حزيران 1943 أصدر قائد الإس.إس، هاينريش هيملر الأمر التالي:
"آمر بجمع كافة اليهود المتبقين في الغيتوات في منطقة أوستلاند (...) يجب إخلاء السكان غير الحيويين في الغيتوات اليهودية إلى المناطق الشرقية. (...) على أن تنتهي مهلة تنفيذ عملية إعادة التنظيم في معسكرات الاعتقال في 1 أغسطس آب 1943".
وكان الهدف الأساس من وراء إصدار هذا الأمر هو إبادة جميع اليهود المتبقين في المناطق السوفييتية المحتلة. ومع ذلك، وتمشيا مع سياسته التقليدية، أراد هيملر استغلال اليهود في الأشغال القسرية وسط سفك دمائهم. وبنتيجة ذلك تم توجيه اليهود للعمل في معسكرات الاعتقال، فيما تقرر ترحيل "غير المؤهلين" منهم "شرقا"، أي إبادتهم.
ولا شك أن هذه الأوامر قد تم تنسيقها مسبقا مع هتلر، فقد ناقش هيملر الموضوع مع هتلر قبل صدور الأوامر بيومين، وكتب بعد ذلك يقول: "بعد سردي للمسألة اليهودية أعرب الفوهرر عن رأيه قائلا إن إجلاء اليهود يجب تطبيقه بشكل صارم خلال الأشهر الأربعة القادمة".
وتم بموجب ذلك تصفية عدد من الغيتوات، حيث صفّي في شهر أغسطس آب غيتو بياليستوك، وفي سبتمبر أيلول صفّي غيتوا فيلنيوس ومينسك، ثم تم في نوفمبر تشرين الثاني تصفية غيتو ريغا. ولإسباب لم تتضح، تم الإبقاء على غيتو كوفنو وغيتو شافيلي في ليتوانيا دون المس بهما حتى أواسط سنة 1944. أما المناطق المحتلة من الاتحاد السوفييتي، فيكاد لم يبق فيها يهود.
28/06/1943
إنهاء إقامة أربع غرف غاز ومحارق في أوشفيتس بيركناو
بعد استخدام غرف الغاز المرتجلة التي تم إنشاؤها في منزل بإحدى المزارع، قام النازيون بإنشاء أربع غرف كبيرة جديدة للغاز في بيركناو، كما أقاموا أفرانا لحرق الجثث بجانبها للتخلص من الجثث. وتمت عملية البناء بين 22 مارس آذار و 28 يونيو حزيران 1943، حيث قدر النازيون قدرة كل غرفة على إبادة الأشخاص ب 2000 ضمن الدفعة الواحدة. وفي مرحلة الذروة أحرقت الأفران 4756 شخصا خلال 24 ساعة.
05/07/1943
إخفاق الهجوم الشامل الألماني في كورسك
شنت القوات الألمانية هجوما شاملا عنيفا على كورسك في محاولة أخيرة لفتح ثغرة في الجبهة الوسطى، حيث حاولت ثلاثة جيوش ألمانية اقتحام خط الجبهة من أوريل حتى بيلغورود، ولكن القوات السوفييتية المدافعة التي كانت تتمتع بالتفوق عدة وعددا تمكنت من صدها.
وفي 10 يوليو تموز تم وقف القوات الألمانية شمالي كورسك بعد تمكنها من التقدم لمسافة 8 كيلومترات فقط وخسارتها ل 25,000 شخص و 200 دبابة و 200 طائرة. وفي 12 يوليو تموز شن السوفييت هجوما مضادا تمكنوا خلاله من دفع الألمان مئات الكيلومترات نحو الشرق. وشارك في معركة كورسك نحو 8000 دبابة، منها 5000 تابعة للسوفييت، بالإضافة إلى نحو 2.6 مليون جندي من الطرفين. وشكلت معركة كورسك، مثلها مثل معركة ستالينغراد، مفصلا هاما في معارك الجبهة الشرقية.
25/07/1943
الإطاحة بموسوليني
بعد عملية الإنزال التي نفذها الحلفاء في صقلية خلال شهر يوليو 1943، قام المجلس الفاشي الأعلى الذي لم يكن قد انعقد منذ نشوب الحرب، باستدعاء موسوليني إلى اجتماع تم خلاله تعيين الملك فيتوريو إيمانويل الثالث قائدا أعلى للقوات الإيطالية المسلحة خلفا له. وفي اليوم التالي أقدم الملك على طرد موسوليني من جميع مناصبه وأمر باعتقاله وإيداعه السجن.
وتم إنزال قوات الحلفاء في إيطاليا في 2 سبتمبر أيلول، وأعلنت إيطاليا استسلامها في 8 سبتمبر. ومع ذلك تمكنت وحدة من الكوماندو الألماني في عملية إنقاذية جريئة من الإفراج عن موسوليني الأسير، ليجري تشكيل حكومة فاشية جديدة بقيادته في شمال إيطاليا، أعلنت مواصلتها للحرب إلى جانب الألمان. ومع أن الحكومة الجديدة لم تتمتع بأي قوة تذكر، إلا أن الألمان غزوا إيطاليا واحتلوا معظمها. ولم تدخل قوات الحلفاء مدينة روما قبل الرابع من حزيران يونيو 1944. وفي 27 أبريل نيسان 1945 ألقي القبض على موسوليني من قبل بعض أنصار الحلفاء، فيما كان يحاول الهروب إلى سويسرا، وفي اليوم التالي تم إعدامه رميا بالرصاص.
02/08/1943
تمرد في تريبلينكا
بعد وقت قصير من حرق الجثث في تريبلينكا، قررت الحركة السرية التي تشكلت في المعسكر عدم تأجيل التمرد. وفي 2 أغسطس آب استخدم أعضاء المنظمة مفتاحا من صنع ذاتي لفتح مستودع الأسلحة الألماني في المعسكر وبدؤوا إخراج الأسلحة منه لتوزيعها على المقاتلين. وقد شك المتمردون في أن أحد قادة المعسكر علم بعملهم، فاضطروا إلى قتله. وتسبب صوت انطلاق العيار الناري الذي أطلقوه عليه، في استنفار حراس المعسكر، مما عرقل استمرار عملية توزيع الأسلحة وتنفيذ خطة السيطرة على المعسكر. وأطلق أعضاء المنظمة النار على أفراد الإس.إس. وأشعلوا النار في معظم أنحاء المعسكر، فبدأت جموع المعتقلين في الهرولة نحو أسيجة المعسكر، ما حمل الحراس الواقفين في أبراج الحراسة على أطلاق النار عليهم. وقد أصيب معظم الفارين عند السياج، فيما تمكن الباقون من الفرار، ولكنهم ضبطوا فيما بعض ليتم قتلهم رميا بالرصاص من قبل التعزيزات الألمانية التي هرعت إلى المعسكر. ولم يبق على قيد الحياة سوى 50 من الفارين.
وخلال عملية التمرد احترقت غالبية مباني المعسكر، ولكن غرف الغاز لم تصب بأذى. وأطلق الألمان النار أيضا على المعتقلين الذين لم يحاولوا الهروب، باستثناء بعضهم الذين تريث الألمان في إعدامهم ليجبروهم على محو آثار المجزرة التي تم ارتكابها في المعسكر.
15/08/1943
تصفية غيتو بياليستوك
في ليلة ما بين 15 و 16 أغسطس آب 1943 تم تطويق غيتو بياليستوك بثلاثة أطواق قوية من قوات الجيش الألماني والإس.إس. والوحدات الداعمة الأوكرانية المزودة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، بالإضافة إلى المدفعية. وأُبلغ رئيس المجلس اليهودي – اليودنرات – بأن سكان الغيتو سيتم إعادة توطينهم في مدينة لوبلين. وبدأ نحو 30 ألف يهودي منهك كانوا يحملون على ظهورهم ما استطاعوا إليه سبيلا يتحركون باتجاه نقطة التجميع والترحيل. وفي تلك اللحظة بدأت الحركة السرية في الغيتو عملية التمرد، حيث وزعت المناشير بين السكان دعتهم فيها إلى عدم الانصياع لأمر الترحيل الصادر عن الألمان. وطيلة خمسة أيام دارت معارك طاحنة في الغيتو بين قوتين غير متكافئتين إطلاقا عدة وعددا وتدريبا. واستقدمت إلى الغيتو قوة كبيرة ضمت العسكريين وأفراد الشرطة الألمان، مدعومة بالآليات المدرعة والدبابات. وفي 19 أغسطس آب تم تطويق الملجأ الرئيس للحركة السرية، وأعدم الألمان في ذلك اليوم جميع مقاتلي الحركة باستثناء واحد منهم. ولا توجد دلائل أكيدة على ظروف مقتل قائدي التمرد مردخاي تيننباوم ودانيئيل موشكوفيتس، ولكن يرجح أن يكونا قد انتحرا.
بدأت عمليات الترحيل من الغيتو في 18 أغسطس آب واستمرت 3 أيام، تم خلالها ترحيل غالبية السكان إلى معسكري الإبادة مايدانك وتريبلينكا. أما ال 2000 يهودي الذين بقوا في الغيتو، فقد تم ترحيلهم بعد ذلك بثلاثة أسابيع.
18/08/1943
سجناء في الكوماندو الخاص رقم 1005 يُشغّلون قسرا في حرق عشرات آلاف الجثث في بابي يار
حين اقتربت قوات الجيش الأحمر السوفييتي، قرر الألمان محاولة محو آثار عمليات القتل الجماعي التي ارتكبوها. ولغرض تنفيذ هذا القرار تم إنشاء وحدة خاصة، سميت "الكوماندو الخاص رقم 1005"، حيث باشر منتسبو هذه الوحدة في 18 أغسطس آب عملية إخراج الجثث من المقابر الجماعية في بابي يار وحرقها. ولهذا الغرض استقدم الألمان 327 سجينا، منهم 100 يهودي وأسكنوهم في ملجأ حفر عند الوادي. وكان للملجأ باب حديدي كان يقفل ليلا يشرف عليه حارس مسلح برشاش ثقيل. وكان السجناء يقيدون بالسلاسل الحديدية ويعاملون بالعنف، حيث أعدم المقصرون في عملهم رميا بالرصاص بشكل فوري. وقامت جرافة بالكشف عن المقابر الجماعية، ليسحب السجناء الرفات إلى محرقة محفورة في الأرض وضعت فوقها أخشاب مشربة بالنفط على شبكة مؤلفة من قضبان السكك الحديدية. وتم تهشيم العظام غير المحترقة بواسطة أحجار شواهد القبور التي جلبها الألمان من مقبرة يهودية مجاورة. وفي المرحلة الأخيرة تم غربلة الرماد بحثا عن مادتي الذهب والفضة وقطع العملة.
وفي 29 سبتمبر أيلول، وحين انتهى العمال من حرق الجثث، علموا بأنهم يشرفون على الإعدام، فقرر عدد منهم، من خلال مشاورات سريعة فيما بينهم، محاولة الفرار في تلك الليلة. وبعد منتصف الليل حاول 25 سجينا الفرار فعلا، فتمكن 15 منهم من الفرار، فيما قتل بعض الباقين حالا وبعضهم الآخر في اليوم التالي. وبعد عملية طمس آثار الجريمة، كاد لم يبق شيء من الموقع الذي ارتكبت فيه، بحسب أبحاث أجرتها لجنة سوفييتية، جريمة إعدام نحو 100,000 شخص، معظمهم من أسرى الحرب السوفييت، والباقي، أي الثلث، من اليهود.
01/09/1943
فشل التمرد في غيتو فيلنيوس
في خضم حملة الترحيل من غيتو فيلنيوس التي جرت بين الأول والرابع من سبتمبر أيلول 1943، حث ناشطو منظمة الأنصار الموحدة اليهود على عدم الالتزام بالموعد المحدد لترحيلهم وإطلاق حركة تمرد. إلا أن سكان الغيتو تجاهلوا هذه الدعوة، إيمانا منهم بأنهم ليسوا مقبلين على الإبادة في بونار، بل سيتم نقلهم إلى معسكرات للعمل في إستونيا، كما كان الألمان قد أعلنوا، وكما حدث فعلا في هذه الحالة. وفي عصر الأول من سبتمبر أيلول وقع اشتباك بين أعضاء الحركة السرية وبين الألمان الذين كانوا يمشطون الغيتو. وخلال معركة مسلحة قتل يوحاي شينبويم، قائد إحدى وحدات الحركة السرية والتي أطلق عليها "مجموعة كفاح يحيئيل"
وخشي رئيس المجلس اليهودي، يعكوف غانز، من إقدام الألمان على هدم الغيتو في حال وقوع اشتباك مسلح آخر، ما حدا به إلى الالتزام بكامل الحصة من اليهود التي طالب بها الألمان في تلك الحملة.
03/09/1943
اعتقال يهود بلجيكا تمهيدا لترحيلهم إلى أوشفيتس
في أوائل سبتمبر أيلول 1943، وخلال عملية "إيلتيس"، تم تجميع اليهود من حَمَلة الجنسية البلجيكية المتبقين في بلجيكا وترحيلهم. وتولت تنظيم عملية الترحيل دائرة الشؤون اليهودية في بروكسل، فيما قامت على حملة الاعتقالات والترحيل الفعلية وحدات ميدانية تابعة للشرطة الألمانية. وقد هلكت الأكثرية الساحقة من المرحلين في معسكر أوشفيتس.
15/09/1943
بدء ترحيل يهود إيطاليا
خلال معظم الفترة التي استمرت فيها الحرب العالمية الثانية، لم يتم ترحيل اليهود من إيطاليا إلى معسكرات الإبادة، ولكن في 8 من سبتمبر أيلول 1943 استسلمت إيطاليا للحلفاء، فردت ألمانيا بالاستيلاء على معظم الأراضي الإيطالية، وهو ما أدخل اليهود الإيطاليين الساكنين في المناطق الواقعة تحت حكم الألمان في إطار القوانين العنصرية الألمانية.
ومن سبتمبر أيلول 1943 حتى يناير كانون الثاني 1944 تم ترحيل ما لا يقل عن 3110 يهود إلى أوشفيتس بيركناو، هلك منهم 2224. وفي الفترة المتبقية حتى ديسمبر كانون الأول 1944 رحّل 4056 يهوديا آخر. وبلغ عدد اليهود المرحلين حتى نهاية الحرب إلى أوشفيتس بيركناو نحو 12 ألف يهودي، من أصل حوالي 44,500 يهودي كانوا يقيمون في إيطاليا حين احتلها الألمان.
23/09/1943
تصفية غيتو فيلنيوس
تم تصفية غيتو فيلنيوس يومي 23 و 24 من سبتمبر أيلول، حيث رُحّل نحو 3700 رجل وامرأة إلى معسكرات الإبادة في إستونيا ولاتفيا، وأرسل ما يزيد عن 4000 طفل وامرأة وشيخ إلى "سوبيبور"، حيث تم إعدامهم. ونقل بضع مئات من اليهود المرضى والمسنين إلى بونار، حيث أعدموا، فيما أبقى الألمان على 2500 يهودي في معسكرات للعمل في فيلنيوس. ولجأ أكثر من 1000 يهودي إلى مخابئ داخل الغيتو الذي كان قد خلا من سكانه، ولكن جميعهم تقريبا تم اكتشافهم في الأشهر التي تلت تصفية الغيتو، ليتم ترحيلهم إلى بونار، حيث أعدموا قبل أيام معدودة من تحرير فيلنيوس.
01/10/1943
بدء حملة إنقاذ يهود الدانمارك
كانت تقارير تحدثت عن الترحيل المخطط له ليهود الدانمارك قد سربت لجمعيات دانماركية كثيرة من قبل غيورغ دوكفيتس، عضو البعثة الألمانية في كوبنهاجن. وأثارت هذه المعلومات رد فعل عفويا، حيث قامت المنظمة السرية الدانماركية بإنذار اليهود ومساعدتهم على الاختفاء ونقلهم إلى الساحل، ليعبروا إلى السويد بطريق البحر مستعينين بصيادي الأسماك الدانماركيين.
بدأت الشرطة الألمانية في ليلة 1-2 أكتوبر تشرين الأول 1943 باعتقال اليهود في جميع أنحاء الدانمارك. وبعد فترة أولية من العمل الفردي، ائتلف الدانماركيون في حملة هدفها المساعدة في تنظيم عملية الهروب، وذلك في ضوء إعلان الحكومة السويدية عن استعدادها لاستقبال الفارين. وباشرت جميع قطاعات المجتمع الدانماركي حملة لإنقاذ اليهود، حيث تدفقت الاحتجاجات على مكاتب السلطات الألمانية من هيئات دانماركية اقتصادية واجتماعية. وأعرب الملك كريستيان العاشر، ملك الدانمارك، عن معارضته الشديدة لمخططات الألمان، فيما أصدر رؤساء الكنائس الدانماركية على اختلافها بيانا احتجاجيا شديد اللهجة، حضوا فيه الجمهور على مد يد العون لليهود. وأقفلت الجامعات أبوابها لمدة أسبوع، حيث ضم الطلبة جهودهم لجهود إنقاذ اليهود.
وخلال ثلاثة أسابيع تم نقل نحو 7200 يهودي ونحو 700 من أقربائهم غير اليهود إلى السويد. وتم تمويل جانب من العملية من قبل اليهود أنفسهم، في حين مولت تبرعات الدانماركيين المسيحيين الجانب الأكبر منها. كما تجنبت الشرطة الدانماركية التعاون مع الألمان، بل وعاونت اليهود في فرارهم. ورغم ذلك ألقي القبض على حوالي 500 يهودي رجالا ونساءً وأطفالا، ليتم ترحيلهم إلى تيريزين. وقد استمر السكان والسلطات الدانماركية بإحاطتهم بالحماية الحازمة، حيث بعثوا لهم بالطرود الغذائية، ووجهت وزارة الخارجية الدانماركية تحذيرات كثيرة إلى الألمان، كما طالبتهم بالسماح لوفد دانماركي بزيارة اليهود المعتقلين، ونتيجة ذلك لم يتم ترحيل أولئك اليهود من تيريزين إلى أوشفيتس.
14/10/1943
تمرد في سوبيبور
خلال شهري يوليو تموز وأغسطس آب أنشأ عدد من السجناء اليهود خلية سرية في معسكر سوبيبور للإبادة بقيادة ليون فيلدهيندلر بهدف الإعداد لتمرد السجناء وفرارهم الجماعي. وفي النصف الأول من سبتمبر أيلول وصل إلى المعسكر أسرى حرب يهود من منتسبي الجيش الأحمر. وكان أحدهم، وهو ساشا بيتشيرسكي، تم إلحاقه بالحركة السرية وتعيينه قائدا. وخطط السجناء لقتل عدد من أفراد الإس.إس. والحصول على أسلحة ثم اقتحام السور في مقطع منه غير ملغم.
وبدأ التمرد المعد له بدقة في 14 أكتوبر تشرين الأول، وقتل خلاله 11 من أفراد الإس. إس. وعدد من الأوكران، وتمكن 300 من السجناء من الفرار، ولكن غالبيتهم قتلوا من قبل مطارديهم. أما الذين لم ينضموا للتمرد فقد أعدموا جميعا. ولم يفلح سوى 50 من الفارين تقريبا في الصمود حتى يوم التحرير. وفي أعقاب التمرد تخلى الألمان عن فكرة تحويل سوبيبور إلى معسكر اعتقال وأقفلوا المعسكر.
18/10/1943
ترحيل يهود روما إلى أوشفيتس
بدأ تجميع يهود روما يوم السبت الموافق 16 أكتوبر في الساعة الخامسة صباحا، حيث جمع اليهود من كافة أجزاء المدينة بعنف واقتيدوا إلى إحدى المدارس العسكرية. وبعد يومين تم ترحيل ما لا يقل عن 1035 يهوديا إلى أوشفيتس، من أصل ال 1060 يهوديا الذين خطط الألمان لترحيلهم. وحاولت قطاعات مختلفة في المجتمع الإيطالي مقاومة الترحيل، اختار بعضها المقاومة الإيجابية والبعض الآخر المقاومة السلبية.
21/10/1943
تصفية غيتو مينسك
تراجع عدد سكان مينسك اليهود من نحو 80 ألفا في بداية الحرب إلى 9 آلاف في أواخر سنة 1942، إذ قتل الألمان معظم اليهود وحولوا الغيتو إلى معسكر عمل. وفي أغسطس آب 1943 أرسلت دفعة من اليهود من مدينة مينسك إلى معسكر الإبادة "سوبيبور"، وتم ترحيل 2000 يهودي آخر إلى معسكر بودزين للعمل في شهر سبتمبر أيلول، ثم في حملة الترحيل الأخيرة في 21 أكتوبر تشرين الأول رُحّل من تبقى من اليهود، وعددهم 4000 من مينسك إلى موقع الإبادة "مالي تروستينتس". وفي الثالث من يوليو تموز 1944، وهو موعد تحرير المدينة، لم يكن قد تبقى من اليهود سوى نزر يسير من أولئك الذين اختبئوا خلال حملة الترحيل النهائية.
25/10/1943
تحرير دنيبروبتروفسك: 15 يهوديا من أصل 18 ألفا يبقون على قيد الحياة
كان في مدينة دنيبروبتروفسك عشية نشوب الحرب العالمية الثانية 80,000 يهودي، فيما بلغ مجموع عدد سكان المدينة نصف مليون نسمة. ومع اقتراب الجيش الألماني بدأ إخلاء المدينة فهرب 60 ألف يهودي. واحتل الألمان المدينة في 25 أغسطس آب، وأظهر السكان الأوكران خلال أيام الاحتلال الأولى عداء شديدا نحو اليهود، حيث نهبوا ممتلكاتهم وسلموا الكثيرين منهم للألمان. وصدرت الأوامر لل 20 ألفا المتبقين من اليهود بحمل نجمة داود الزرقاء على خلفية بيضاء والتي اعتبرت وصمة عار، واختيار لجنة تسمى "زعامة الطائفة". وكان أول رئيس لتلك اللجنة محاميا اسمه غورنبرغ. وصدرت التعليمات للمشرفين على العمارات السكنية بتسليم قيادة قوات الاحتلال في المدينة قوائم بأسماء السكان اليهود، فيما باشرت قيادة الحكم العسكري استعداداتها لإنشاء غيتو خاص بيهود المدينة.
وفي 8 أكتوبر تشرين الأول 1941، فرض الحاكم العام غرامة جماعية على يهود المدينة بلغت 30 مليون روبل. وفي الثالث عشر من الشهر نفسه، وقبل أن يكون مبلغ الغرامة قد انتهى جمعه، بدأ كوماندو التدخل رقم 6 الخاضع لمجموعة التدخل ج بجمع اليهود واحتجازهم داخل أحد المحلات التجارية الكبرى، ومن ثم اقتيادهم على دفعات إلى واد مجاور وإعدامهم. وبلغ عدد ضحايا هذه الحملة نحو 15,000 يهودي، ثم قتل 5000 آخرون في حملة مماثلة.
وعند تحرير مدينة دنيبروبتروفسك من قبل الجيش السوفييتي في 25 أكتوبر 1943 لم يكن تبقّى في المدينة سوى 15 يهوديا.
03/11/1943
الألمان يباشرون "حملة عيد الحصاد"
كان تمرد نزلاء معسكر سوبيبور قد أدخل في قلوب الألمان مخاوف من عمليات تمرد أخرى، فأصدر هاينريش هيملر تعليماته لياكوف شبورنبرغ، قائد قوات الإس.إس. والشرطة في محافظة لوبلين، بإعدام عمال التشغيل القسري اليهود في معسكرات العمل. وبدأت "عملية عيد الحصاد" في 3 نوفمبر تشرين الثاني 1943، وتم خلالها إبادة 43,000 يهودي. وفي الخامس من الشهر ذاته اقتيد ما يزيد عن 10,000 معتقل في ترافنيكي إلى حُفَر خارج المعسكر حيث تم إعدامهم. وفي ليلة 3-4 تشرين الثاني وصلت قوات كبيرة تابعة للإس.إس. ووحدة خاصة مؤلفة من حراس أوشفيتس إلى معسكر بونياتوفا لتنفيذ أوامر صادرة إليها بقتل المعتقلين. وقد اقتيد الأخيرون جريا إلى خارج أكواخهم وأجبروا على الجري إلى الحفر المعدة مسبقا بالقرب من المعسكر، حيث قتلوا جميعا عبر إطلاق نيران الرشاشات الثقيلة عليهم. ورفض عدد من السجناء مغادرة الأكواخ وراحوا يقاومون الألمان، فأضرم الأخيرون النار في الأكواخ وهم بداخلها، ثم حاول الألمان إجبار 200 سجين على حرق الجثث، وحين رفضوا الامتثال وأخذوا يقاومون الألمان تم إعدامهم هم الآخرين. وبلغ عدد السجناء اليهود الذين تم إبادتهم في ذلك اليوم في بونياتوفا 15,000 شخصا، فيما أعدم في مايدانك 18,000 يهودي.
28/11/1943
مؤتمر طهران
في 1 نوفمبر تشرين الثاني 1943، وافق روزفلت وستالين على "إعلان موسكو" الذي وضعه تشرتشل، والذي تضمن التزاما بإحالة مرتكبي الجرائم الألمان بعد الحرب إلى الدول التي نفذوا فيها جرائمهم، ليحاكمهم ضحايا جرائمهم. وتعهدت الدول العظمى الثلاث ببذل قصىارى جهودها لتحقيق العدالة.
وفي 28 نوفمبر عقد روزفلت وتشيرتشل وستالين اجتماعهم المشترك الأول في طهران، واتفقوا على النقاط الثلاث التالية: وجوب دحر ألمانيا، وبعدها فقط دحر اليابان؛ إضفاء صفة الأولوية القصوى على غزو الحلفاء الغربيين لسواحل فرنسا ضمن "عملية أوفرلورد"، على أن تبدأ هذه الحملة خلال شهر يونيو حزيران 1944؛ وبعد تنفيذ الغزو يقوم الجيش الأحمر السوفييتي بهجوم في الجبهة الشرقية. وكرر ستالين التزامه بالانضمام للحرب على اليابان بعد استسلام ألمانيا. واعتبر مؤتمر طهران نجاحا كبيرا، حيث عد قادة الحلفاء التنسيق الاستراتيجي الذي تم التوصل إليه، بخلاف عدم التنسيق بين دول المحور، أحد أركان نجاح سياستهم.
26/01/1944
تشكيل لجنة لاجئي الحرب
بعد أكثر من سنة مرت على تلقي الرئيس روزفلت لتقارير لا تقبل التأويل حول الحملة المستعرة لإبادة اليهود في أوروبا، قام بلفتة متواضعة لإنقاذ من تبقى من اليهود، وإن كان بهذا العمل السريع قد سبق الكونغرس، ليكون الفضل له دون غيره. وقد تم تشكيل "لجنة لاجئي الحرب" بناء على طلب خاص من وزير الخزانة الأمريكي هنري مورغنتاو الذي عرض على الرئيس دلائل على الجهود الممنهجة التي تبذلها الخارجية الأمريكية لإجهاض المساعي الإنقاذية. وصدرت للجنة توجيهات بالعمل على إنقاذ الضحايا وتقديم العون لهم، وقد منحت نظريا سلطات هامة وقطعت له الوعود بالمساعدة من جميع مؤسسات الحكم. ولكن تشكيل اللجنة جاء في الواقع متأخرا بالنسبة لمعظم اليهود الأوروبيين.
وواجهت اللجنة أول اختبار لها حين احتل النازيون المجر في مارس آذار 1944 وهددوا آخر طائفة يهودية كبيرة متبقية في أوروبا. وقد دعمت اللجنة عمليات الإنقاذ في المجر، وعندما أشرفت الحرب على الانتهاء كان لها دور حاسم في إنقاذ المزيد من اليهود، وذلك بشكل أساسي من خلال تهديد المسؤولين النازيين والمتعاونين مع النازيين من دول المحور بملاحقتهم كمجرمين نازيين بعد استسلام ألمانيا الذي أصبح وشيكا.
27/01/1944
نهاية حصار ليننغراد
أعلنت موسكو عن انتهاء حصار ليننغراد الذي كان قد بدأ في سبتمبر أيلول من عام 1941، وهو الحصار الذي تسبب في نقص خطير في الغذاء والماء والأدوية. وقد عرّضت هذه الظروف مضافا إليها القصف الجوي والبري من قبل الألمان وحلفائهم والبرد القارس الملايين من البشر لمعاناة رهيبة وأسقطت عددا هائلا منهم، يقدر بما يربو على مليون نسمة، وإن لم يعرف عددهم الدقيق. وقد أمر هتلر قواته برفض استسلام ليننغراد التي اعتبرت ثاني أكبر مدينة في روسيا، بل تدمير المدينة وإبادة سكانها جميعا. ومع أنه أخفق في ذلك، إلا أن ليننغراد دفعت ثمنا باهظا.
18/03/1944
هتلر يأمر القوات الألمانية بغزو المجر
بعد رفض الوصي على العرش المجري ميكلوش هورتي التوقيع على وثيقة ألمانية توحي بأنه يدعو الألمان إلى التدخل، أمر هتلر الجيش الألماني باحتلال المجر. وفي 19 مارس آذار احتل مظليون ألمان المطارات المجرية، فيما عبرت وحدات أخرى الحدود واحتلت مناطق شاسعة من المجر. وأتمت ألمانيا احتلال المجر في 29 آذار.
24/03/1944
روزفلت يحذر المجر من مغبة اتخاذ إجراءات بحق اليهود
ردا على تقارير تحدثت عن عزم ألمانيا على تطبيق "الحل النهائي" على يهود المجر المحتلة لتوها، تم توجيه دعوة عاجلة إلى بعض قادة الدول العظمى الغربية لكي توجه بدورها تحذيرات متكررة إلى المجر من مغبة تمكين الألمان من إبادة اليهود. ونصحت الدعوة بإبلاغ المجريين بكل لطف وتأدب بأن معاملتهم لليهود ستحدد كيفية معاملتهم هم عند المباحثات التي ستجري حول عقد اتفاقات سلمية بعد الحرب. وقد استجاب الرئيس روزفلت للدعوة، وفي بيان أصدره في اليوم نفسه شجب النازيين والمتعاونين معهم لجرائمهم الشنعاء خلال الحرب محذرا المجريين من مغبة ارتكاب الفظائع بحق اليهود.
30/03/1944
السوفييت يحررون ترانسنيستريا
في مارس آذار 1944 حرر الجيش الأحمر منطقة ترانسنيستريا، وفي 30 آذار تم تحرير مدينة تشيرنوفيتش. وتمكنت لجنة يهودية قادمة من بوخارست في تلك الفترة من إعادة 2500 يهودي كانوا رحلوا إلى ترانسنيستريا إلى الأراضي الرومانية. وقد هلك حتى تاريخ التحرير نحو 90 ألفا من أصل قرابة 150 ألفا من المرحلين، وذلك إضافة إلى 185 ألف يهودي أوكراني تم إبادتهم في ترانسنيستريا من قبل الجيشين الروماني والألماني.
07/04/1944
سجينان يهوديان يتمكنان من نقل "بروتوكولات أوشفيتس"
تمكن السجينان اليهوديان رودولف فربا وألفريد فيتسلر من الفرار من أوشفيتس في السابع من أبريل نيسان ليقدما تقارير تفصيلية عن عملية الإبادة الكبرى التي تمت فيها. وقد اختبأ السجينان الفاران لمدة يومين داخل كومة أخشاب خارج الحدود الداخلية للمعسكر، فيما تمكن أعضاء حركة المقاومة في أوشفيتس من تضليل الكلاب البوليسية عبر غمس التبغ الروسي الحار في الكيروسين، حيث قادت رائحته النفاذة الكلاب في اتجاه خاطئ.
وبعد أسبوعين وصل السجينان إلى سلوفاكيا، حيث قابلا أندريه شتاينر، ممثل حركة "مجموعة العمل" السرية. وعلى أساس ما روياه خلال هذا الاجتماع، وضع أوسكار كراسنانسكي تقريرا من 30 صفحة أطلق عليه "بروتوكولات أوشفيتس"، وصف فيه بالتفصيل أعمال القتل الهمجية التي تم ارتكابها في المعسكر وعدد اليهود الذين تمت إبادتهم فيه، بالإضافة إلى الاستعدادات التي جرت لإبادة 800,000 يهودي مجري. وفي 16 مايو أيار، وبعد عدد من الإخفاقات، تم نقل ملخص للتقرير إلى الغرب. وبعد نشر التقرير أدرك العالم الحر أن أوشفيتس هو في الحقيقة معسكر للإبادة.
15/05/1944
انطلاق حملات الترحيل الجماعي ليهود المجر إلى أوشفيتس بيركناو
بعد قيام الجيش الألماني باحتلال المجر في 19 مارس آذار، اتخذ الألمان إجراءات تنظيمية سريعة لإبادة اليهود المجريين، الذين مثلوا أكبر طائفة يهودية في أوروبا لم يكن قد تم محوها عن الوجود من خلال الإبادة الجماعية. وقد أنجز الألمان خلال فترة قصيرة امتدت بين أول حملة ترحيل جرت في 15 مايو أيار، وبين وقف عمليات الترحيل في 7 يوليو تموز، ترحيل 437,000 يهودي إلى أوشفيتس بيركناو، تمت إبادة معظمهم في غرف الغاز حال وصولهم إلى المعسكر. أما المتبقون، فأرسلوا للعمل في أوشفيتس والمعسكرات المتفرعة عنه وفي العديد من المعسكرات النازية الأخرى. ومن أصل أكثر من 800,000 يهودي (بحسب تعريف اليهودي ضمن التعاريف العنصرية المجرية) كانوا يقيمون في المجر، تم إبادة ما يقارب ال 570 ألف يهودي.
04/06/1944
الأمريكيون يحررون روما
في 3 يونيو حزيران سمح هتلر للفيلدمارشال ألبرت كيسرلينغ بالانسحاب مع قواته من مدينة روما. وفي 4 حزيران دخلت قوات أمريكية إلى المدينة واحتلتها دون حاجة للجوء إلى هدمها بالقصف الجوي. ووصف الجنرال الأمريكي مارك كلارك المشهد قائلا: "امتلأت الشوارع بالجماهير الفرحة، كان العديد منهم يلوحون بالأعلام، فيما كانت قواتنا تسير في شوارع العاصمة. وكانت الجماهير تغرز الزهور في فوهات بنادق الجنود ومدافع الدبابات، وبدا الكثيرون من سكان روما على وشك الهيجان من فرط حماسهم لرؤية القوات الأمريكية".
وكانت روما أول عاصمة لدول المحور تم احتلالها، واعتبر سقوطها إيذانا ببداية نهاية الحرب في أوروبا. وبعد يومين من الاحتلال، نزلت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال أيزنهاور في إقليم نورماندي الفرنسي، لتبدأ عملية إحتلال أوروبا الغربية.
06/06/1944
غزو نورماندي
بدأت عملية الغزو الكبرى التي نفذها الحلفاء ل"صرح أوروبا" الهتلري، وهي أكبر عملية برمائية في التاريخ العسكري، بقيادة الجنرال دوايت أيزنهاور في السادسة صباحا، عندما بدأت قوات الحلفاء إنزالها في الساحل الفرنسي الشمالي بين مدينتي شيربورغ ولو هافر. وخلال 24 ساعة تم إنزال ما يزيد عن 4000 سفينة و 176,000 جندي على الساحل، تحت غطاء 9500 طائرة و 600 سفينة.
وتغلبت قوات الحلفاء (الولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، فرنسا الحرة، بولندا، النرويج، أستراليا، نيوزيلندا) على الجانب الأكبر من المقاومة الألمانية وتقدمت نحو مدينة كان وجنوبها وصولا إلى قلب الأراضي الفرنسية. ولم تلق القوات الغازية مقاومة تذكر إلا على ساحل أوماها، بيد أنها تمكنت من إحراز موطئ قدم لها في المساء. ورغم حجم الخسائر والصعوبات المعيقة للتقدم، كان واضحا أن الغزو قد نجح. وبعد مرور عشرة أيام أدرك الفيلدمارشال رومل والجنرال فون روندشتيت عدم جدوى التشبث بالخطوط القائمة، وأخذا يلحان على هتلر بالسماح للقوات الألمانية بالانسحاب.
03/07/1944
تحرير مدينة مينسك وبقاء عدد قليل من يهودها ال 80,000
قام الجيش الأحمر السوفييتي بتحرير مدينة مينسك في 3 يوليو تموز. ووصفت موسكو عملية التحرير هذه بأحد الانتصارات الأكثر حسما للحرب. ولم يكن قد بقي في المدينة عند التحرير سوى قلة من اليهود الذين كانوا يعيشون فيها قبل الحرب والبالغ عددهم 80 ألف شخص، حيث لاذ 60 ألفا منهم بالفرار، واقتصر المتبقون على أولئك الذين تمكنوا من الاختفاء خلال الحملة الألمانية الأخيرة في 21 أكتوبر 1943، التي رُحل في نطاقها 5000 يهودي إلى مالي تروستينتس، حيث تم القضاء عليهم.
07/07/1944
الحكومة المجرية توقف عمليات الترحيل
أمر الأدميرال ميكلوش هورتي، الوصي على العرش المجري، بوقف حملات ترحيل اليهود المجريين إلى معسكرات الإبادة النازية في بولندا، ولكن فرق الترحيل ظلت تعمل لمدة يومين آخرين، فتمكنت من تصفية طوائف يهودية في غرب المجر، قرب العاصمة بودابست. وبلغت حصيلة اليهود المرحلين بين 15 مايو أيار و 9 يوليو تموز 437,351 يهوديا تم اقتيادهم إلى معسكرات الإبادة، حيث أصبحت جميع المناطق المجرية خالية من اليهود، باستثناء بودابست.
08/07/1944
تصفية غيتو كوفنو
في 8 يوليو تموز اقترب الجيش الأحمر السوفييتي من مدينة كوفنو، فبدأ الألمان يرحلون اليهود إلى معسكرات الاعتقال في ألمانيا. وحاول الكثيرون اللجوء إلى المخابئ التي سبق أن أعدوها، ولكن الألمان أخرجوهم بالقوة بواسطة الكلاب وقنابل الدخان والقنابل الحارقة. ومات نحو 2000 يهودي اختناقا حين احترق الغيتو وتهاوت منازله، وتم ترحيل نحو 4000 يهودي آخر إلى مناطق الرايخ الألماني والمناطق التي تم ضمها إليه، ومنها أساسا داخاو وكاوفرينغ وشتوتهوف.
13/07/1944
يهود من أنصار الحلفاء يشاركون في تحرير مدينة فيلنيوس، وبقاء 2500 من يهود المدينة على قيد الحياة من أصل 57 ألفا/
قام الجيش السوفييتي بتحرير مدينة فيلنيوس في 13 يوليو تموز 1944، بعد سنة واحدة من تصفية الغيتو. واقتاد الألمان السجناء اليهود الذين كانوا أجبروهم على الكشف عن جثث ضحايا عمليات القتل المبكرة في بونار وحرقها، إلى بونار حيث أعدموهم، غير أن ما بين 150 و 200 منهم تمكنوا من الهرب قبل ذلك فبقوا على قيد الحياة. وساعدت وحدات من الأنصار اليهود كانت قد هربت من غيتو فيلنيوس إلى إحدى الغابات قوات الجيش السوفييتي على تحرير المدينة.
20/07/1944
محاولة فاشلة لاغتيال هتلر
حمل غزو الحلفاء لفرنسا والتقدم السريع الذي حققه السوفييت في الجبهة الشرقية مجموعة من الألمان على التآمر على هتلر، لإدراكهم أنه يقود ألمانيا إلى دمار شامل، واقتناعهم بأنهم، لو بقوا واقفين مكتوفي الأيدي، فإن الحلفاء لن توافقوا على التفاوض مع حكم ألماني جديد. ولكن المتآمرين لم يجيدوا الانتظام، مع أنهم تمكنوا من ضم المقدم الكونت كلاوس فون شتافنبرغ إلى صفوفهم، وهو العسكري الشجاع الذي فقد عينا وذراعا وأصبعين في قتاله من أجل وطنه. وقد خطط فون شتاوفنبرغ للقيام بانقلاب وكلف نفسه شخصيا بمهمة اغتيال هتلر.
وحين دعي فون شتافنبرغ إلى الاجتماع بهتلر في بروسيا الشرقية، حمل معه حقيبة أوراق تحتوي على قنبلة موقوتة، وكان يعتزم وضع القنبلة في الملجأ الذي اعتاد هتلر على عقد اجتماعاته فيه، ثم مغادرة المكان، ولكن مكان الاجتماع نقل إلى استراحة هتلر، فحاول فون شتافنبر تنفيذ خطته رغم ذلك، حيث وضع حقيبته تحت طاولة صالة الجلسات، وعلى مسافة صغيرة من قدمي هتلر، ثم غادر الصالة. وفي الساعة 12:37 سمع دوي انفجار عنيف، وقتل أربعة أشخاص وجرح عشرون آخرون. ويعود سبب قلة الضحايا إلى أن أحد الحضور حرك الحقيبة إلى ما تحت الطاولة الثقيلة التي امتصت معظم تأثير الانفجار، والذي قلل من وقعه أيضا كون الاجتماع يعقد في مبنى خشبي وفوق الأرض وليس في ملجأ تحت الأرض، مما قلل من قوة الدفع.
وأصيب هتلر بجروح طفيفة، وألقي القبض على عدد من المتآمرين، بمن فيهم فون شتاوفنبرغ، فكان مصيرهم الإعدام الفوري رميا بالرصاص. أما الآخرون فقد سمح لهم بالانتحار حقنا لدماء أفراد عائلاتهم. وأعلن بيان رسمي عن مقتل فون شتافنبرغ في حادث سير. وبعد فشل المؤامرة اعتقل 15,000 شخص، أعدم منهم 5000، علما بأن العديد من المتآمرين الأكثر شهرة تعرضوا للتعذيب قبل أن يتم إعدامهم بشكل وحشي. وبأمر من هتلر تم تصوير عمليات الإعدام ليتم عرض الصور على مجموعات مختارة من باب التحذير.
22/07/1944
تحرير مدينة لفوف. عدد القتلى اليهود يبلغ 110,000 نسمة
بعد معارك دارت على مشارف المدينة، حرر الجيش الأحمر السوفييتي مدينة لفوف في 22 يوليو 1944. وكانت الغالبية العظمى لليهود من سكان لفوف ما قبل الحرب قد تمت إبادتها قبل ذلك بوقت طويل، فيما قضي على قلة من السجناء اليهود في معسكر "يانوفسكا"، والذين شغلهم الألمان باعتبارهم "حيويين"، خلال شهر يونيو حزيران 1944، مع اقتراب الجيش السوفييتي. وتم نقل عدد قليل من السجناء غربا، واستمر البحث عن يهود مختبئين في لفوف حتى الأيام الأخيرة للاحتلال الألماني، علما بأن السكان الأوكرانيين تسببوا في سقوط عدد كبير من الضحايا بين اليهود إذ قاموا بتسليمهم للألمان. وبعد تحرير المدينة، بدأ الناجون المتسترون في الشطر الأوكراني من المدينة أو في الغابات بالعودة إلى المدينة، وتعرض بعضهم للقتل من قبل اليمينيين المتطرفين الأوكران بعد التحرير.
25/07/1944
الجيش الأحمر يحرر معسكر مايدانك
في إطار الاستعدادات لمواجهة الهجوم الشامل للجيش السوفييتي، قرر الألمان وقف عمل معسكر مايدانك، فتم نقل ما يقارب ال 1000 سجين من المعسكر، حيث رحّل نصفهم إلى أوشفيتس. وقبل هجر المعسكر، أضرم الفريق المكلف بتفكيكه النار في فرن حرق الجثث وقام بإتلاف الوثائق. ورغم ذلك لم يتمكن الألمان خلال انسحابهم المتسرع من إتمام عملية إبادة جميع السجناء، كما أنهم لم يمسوا غرف الغاز ومعظم أكواخ السجناء. وعند التحرير عثر في مايدانك على نحو 2500 سجين حي.
07/08/1944
بدء تصفية غيتو لوج وترحيل 74,000 يهودي إلى أوشفيتس
تم اتخاذ قرار تصفية غيتو لوج في ربيع العام 1944، وتسهيلا لتنفيذ القرار أعاد الألمان فتح معسكر خيلمنو للإبادة الذي كانوا قد أغلقوه سابقا. وبدأت حملات الترحيل إلى معسكر خيلمنو، والتي تم تقديمها على أنها ترحيل إلى معسكرات عمل في ألمانيا، في 23 يونيو حزيران. وفي الفترة من 15 يوليو تموز حتى 6 أغسطس آب علقت حملات الترحيل، ثم بدأت تتوجه إلى أوشفيتس في اليوم التالي. وتم تسييج الغيتو وتمشيطه حيا بعد حي، وأعلنت المنطقة كلها "منطقة محظورة"، حيث واجه المخالفون الإعدام. وبحث اليهود المحصورون داخل الغيتو ملاذا لهم بأي طريقة ممكنة، أملا في الصمود حتى وصول الجيش السوفييتي لتحرير المدينة، حيث بدا التحرير وشيكا فعلا، إلى أن غير السوفييت اتجاه تقدمهم. وبنيت في الغيتو مخابئ كثيرة، رغم عدم مناسبة مبانيه الخشبية لهذا الغرض. وقبض الألمان حتى 30 أغسطس على 74,000 يهودي داخل غيتو لوج، لإرسالهم إلى معسكر أوشفيتس بهدف إبادتهم.
04/09/1944
تحرير مدينة أنتويرب البلجيكية
حررت قوات عسكرية مدينة أنتويرب البلجيكية في 4 سبتمبر أيلول. وكان أواخر اليهود المتبقين في المدينة، وهم أجانب أقاموا فيها بصفة لاجئين، قد تم ترحيلهم إلى معسكرات الإبادة في سبتمبر أيلول 1943. وتحدثت تقديرات تقريبية عن نحو 3000 من الرجال والنساء و 300 من الأطفال اليهود الذين ظلوا يتسترون في المدينة، ولكن هذه التقديرات دُحضت فيما بعد، ولم يعرف عددهم الحقيقي.
03/10/1944
القضاء على التمرد البولندي في وارسو
قام الألمان بقمع التمرد البولندي بكل وحشية. وقد اتهم قادة التمرد، وهم أعضاء الحركة السرية البولندية المناوئة للسوفييت، الحكومة السوفييتية بوقف انقضاضها على وارسو لإتاحة الفرصة للألمان لسحق التمرد ولوقف المساعدات عن المتمردين. وقد قتل خلال شهري التمرد ربع مليون بولندي قاموا بمحاولة يائسة للتحرر من الاحتلال النازي. وجاء رد الألمان انتقاما من سكان وارسو البولنديين عبر نفيهم وتسوية معظم مباني المدينة بالأرض.
07/10/1944
تمرد الكوماندو الخاص في أوشفيتس
في 7 أكتوبر 1944 بدأ سجناء منتسبون إلى "الكوماندو الخاص" (زوندر كوماندو) عملية تمرد، حيث دمروا غرفة الغاز رقم 4 وقتلوا بعض حراسهم الألمان. وكان أفراد "الكوماندو الخاص"، وهو وحدة من عمال الأشغال القسرية اليهود المكلفين بحرق جثث ضحايا غرف الغاز في المحارق، قد علموا بأن الألمان عازمون على إعدامهم، فاتصلوا بالحركة السرية الدولية التي كانت أنشئت في أوشفيتس، مطالبين بإطلاق عملية تمرد مشتركة. وحين رفضت الحركة السرية الدولية التعاون معهم، ولأسباب شتى، قرر أفراد "الزوندر كوماندو" إطلاق عملية تمرد مستقلة. وقد سقط جميع المتمردين في المعركة، واكتشف الألمان في تحقيق أجروه، أن المتفجرات التي استعملها المتمردون كانت هربتها مجموعة من الشابات اليهوديات اللاتي كن محبوسات في منطقة أخرى من معسكر أوشفيتس، فأقدموا على إعدام 4 من أولئك الشابات في 6 يناير كانون الثاني 1945.
03/11/1944
وقف الألمان للإبادة بالغاز في أوشفيتس
تمت آخر عمليات الإبادة بالغاز في أوشفيتس في مطلع نوفمبر تشرين الثاني، حيث تم في الثالث منه إرسال 509 يهود إلى أوشفيتس من معسكر سيرد للعمل في سلوفاكيا، وإبادة 481 منهم في غرف الغاز فور وصولهم. وبعد ذلك بوقت قصير أوقفت عمليات الإبادة في غرف الغاز، وذلك بأمر مباشر من هاينريش هيملر. وفي موعد لاحق من الشهر نفسه، وأيضا في شهر ديسمبر كانون الأول، جرى تفكيك الأنظمة الفنية في غرف الغاز وفرني حرق الجثث رقمي 1 و 2، تمهيدا لنقلها إلى معسكر غروس روزن. وصدرت الأوامر لوحدات خاصة من الكوماندو الخاص والمؤلفة من سجناء وسجينات بتنظيف الحفر التي كان يتم فيها حرق الجثث وتعبئتها برماد الرفات البشرية الآتي من المحارق، ثم تغطية الحفر بالتراب وزرع العشب على الحفر المغطاة.
16/12/1944
بدء "معركة الثغرة"
في الخامسة صباحا شن الألمان هجوما شاملا عنيفا ومنسقا بدقة على قوات الحلفاء التي كانت ترابط على الحدود الألمانية، حيث هاجمت وحدات دبابات "البانتسر" بقيادة الجنرال غيرد فون روندشتيت على امتداد جبهة عرضها 64 كيلومترا، داخل غابة الأردين بلوكسمبورغ وبلجيكا. وقد نزلت وحدات المظليين الألمان خلف خطوط الأمريكيين وقطعت خطوط الاتصالات والتموين. وفوجئت قوات الحلفاء، إذ لم تكن تتوقع مثل هذه العملية. وتمكن الألمان من محاصرة وحدات كثيرة وأسر نحو 14,000 جندي.
وكان هدف الهجوم الشامل اختراق الجبهة الأمريكية ثم احتلال مدينة أنتفيربن، ومن ثم تطويق عدد من الجيوش التابعة للحلفاء وتدميرها، ثم فرض مفاوضات سلمية على الحلفاء، لتستطيع ألمانيا الانشغال بمحاربة الاتحاد السوفييتي دون أن تضطر للقتال على جبهتين.
وتراجع الأمريكيون تحت الضغط الألماني، ولكنهم ظلوا محتفظين بمدينة باستون التي حال موقعها الإستراتيجي دون مواصلة الألمان لهجماتهم بفعالية. وحاصرت القوات الألمانية باستون، وفي 22 ديسمبر كانون الأول، عرض الألمان على قائد الفرقة ال 101 المحمولة جوا، أنتوني مكاوليف، الاستسلام، فرد عليهم مكاوليف بكلمة واحدة: "مجانين!"
وبدأ الهجوم الأمريكي المعاكس في 24 ديسمبر كانون الأول، وكانت الخطوط التموينية للألمان أطول من اللزوم، كما أن الأحوال الجوية تحسنت، ما مكن الأسلحة الجوية للحلفاء من استغلال تفوقها، فبدأ الألمان يتراجعون، ورُفع الحصار عن باستون في 26 ديسمبر.
وبلغ عدد القتلى في هذه الحرب الخاطفة ما يقارب 100,000 جندي ألماني، وسقط مثل هذا العدد في أسر الحلفاء. وكان الجيش الألماني قد ألقى أفضل قواته الاحتياطية في هذه المعركة، ولم يتمكن من الانتعاش بعد الهزيمة التي مني بها، فلم يعد يشكل تهديدا كبيرا للحلفاء في الجبهة الغربية.
16/01/1945
السوفييت يحررون نصفا من مدينة بودابست
تم تحرير بست، وهي إحدى المدينتين اللتين تتألف منهما بودابست، من قبل الجيش الأحمر السوفييتي في 16 يناير كانون الثاني. ويقدر عدد اليهود المتبقين في المدينة ب 70,000 شخص، حيث عاش 25,000 تحت رعاية دبلوماسية، و 25,000 آخرون في مخابئ، وكان بعضهم يحمل أوراقا ثبوتية "آرية" مزورة. وبلغ مجموع العائدين إلى بودابست 120,000 شخص. ورغم كون المجر قد استسلمت للاتحاد السوفييتي في 20 يناير كانون الثاني، إلا أن وحدات نازية ظلت تحتفظ بمواقعها في شطر المدينة المسمى "بودا" حتى منتصف فبراير شباط، ودمرت هذا الجزء من المدينة بشكل ممنهج.
17/01/1945
السوفييت يحررون وارسو، وبقاء قلة من اليهود على قيد الحياة
بعد انفجار التمرد البولندي في وارسو في 1 أغسطس آب 1944، أمر هتلر بتدمير المدينة وإقامة قلعة مكانها. وبعد قمع التمرد، تم ترحيل بعض سكان المدينة البولنديين. وبين أكتوبر تشرين الأول وديسمبر كانون الأول دمر الألمان بصورة ممنهجة عددا كبيرا من الآثار القديمة في المدينة ومجموعات أشيائها الثمينة. وفي أوائل يناير كانون الثاني 1945 شن الجيشان البولندي والسوفييتي هجوما شاملا على المدينة ليتم تحريرها في 17 من ذلك الشهر. وبلغ عدد سكان المدينة الذين تم إبادتهم 685,000 نسمة، معظمهم من اليهود.
18/01/1945
الألمان يهجرون أوشفيتس، وبدء مسيرات الموت للسجناء
في منتصف يناير كانون الثاني 1945 شن الجيش الأحمر السوفييتي هجوما شاملا باتجاه مدينة كراكوف ومعسكر أوشفيتس. وانسحب النازيون بسرعة، وأرسلوا 58,000 سجين، معظمهم يهود، إلى خارج معسكر أوشفيتس، فيما سمي ب"مسيرات الموت" باتجاه معسكرات للاعتقال والعمل في ألمانيا. وقد تم قتل معظم مشاركي المسيرات وهم في الطريق، علما بأن بعضا منهم كان قد تم إعدامهم حتى قبل مغادرتهم للمعسكر. وخلال الانسحاب المتسرع الذي فرض عليهم، لم يتمكن الألمان من شمول جميع السجناء في مسيرة الموت، كما لم يبق لديهم متسع من الوقت لتفريغ المستودعات التي كانت تحوي أمتعة الضحايا المنهوبة. وفي 27 يناير كانون الثاني 1945 دخل السوفييت معسكر أوشفيتس ليجدوا منشآت تخزينية تفيض بالشَعر البشري المعبأ والجاهز للإرسال والذي بلغ وزنه 7.7 طن، بالإضافة إلى أمتعة أخرى كثيرة.
19/01/1945
السوفييت يحررون مدينة لوج
كان آخر 74,000 من سكان غيتو لوج قد تم إرسالهم إلى أوشفيتس، ولم يبق في الغيتو سوى بضع مئات من اليهود أجبرهم الألمان على جمع وتعبئة أمتعة المرحلين إلى أوشفيتس، تمهيدا لإرسالها إلى ألمانيا. وكان الألمان عازمين على قتل هؤلاء اليهود قبل انسحابهم من لوج، ولكن السجناء الذين أدركوا أن الألمان يقومون بالاستعداد لمثل هذا العمل، فروا واختبئوا.
وفي 19 يناير كانون الثاني دخل الجيش السوفييت مدينة لوج، وتم تحرير نحو 800 من ال 175,000 يهودي الذين كانوا يعيشون في هذا الغيتو، وهو ثاني أكبر غيتو في أوروبا. أما عدد اليهود الذين نجوا من الموت في معسكرات الاعتقال والإبادة، فيقدر بما بين 5000 و 7000 شخص.
27/01/1945
السوفييت يحررون أوشفيتس
دخل جنود الجيش الأحمر السوفييتي معسكر أوشفيتس في ساعة متأخرة من ظهيرة ال 27 من يناير كانون الثاني، ليجدوا 600 جثة لسجناء كان الألمان قد قتلوهم قبل ساعات معدود من فرارهم. كما بقي في المعسكر 7650 سجينا حيا وهم منهكون ومصابون بالأمراض، وقد بقوا على قيد الحياة لأن الألمان هربوا بسرعة ولم يتمكنوا من ضمهم إلى مسيرة الموت. كما لم يكن لدى الألمان متسع من الوقت لتفريغ أو تدمير منشآت التخزين التي احتفظوا فيها بأمتعة الضحايا، ليعثر السوفييت على 350,000 بذلة رجالية و 837,000 ثوب نسائي، وعشرات الآلاف من الأحذية، وما يقارب ال 8 أطنان من الشعر البشري المعبأ بالأكياس والجاهز للشحن. ويروي المؤرخ البولندي فرانتسيشك بيبر أن نحو مليون ومئة ألف شخص تم إبادتهم في أوشفيتس، 90 في المئة منهم يهود.
01/02/1945
إطلاق 40,000 سجين في "مسيرة موت" من معسكر غروس روزن
خلال عملية الإخلاء الكبرى لمعسكر غروس روزن بسيليزيا السفلى، تم إطلاق 40,000 سجين من المعسكر الأساسي وعدة معسكرات فرعية، وإرغامهم على السير على أقدامهم لمسافات طويلة بظروف من المجاعة وغياب تجهيزات حيوية. وقد قتل الحراس برصاص بنادقهم كل من سقط أو تعثر، وألقيت الجثث على حافتي الطريق. وبلغ عدد الضحايا آلاف البشر، واقتيد الباقون إلى عدد من المعسكرات، هي دورا ميتلباو، فلوسنبورغ، بوخنفالد، ماوتهاوزن، داخاو، بيرغن بلزن، زاكسنهاوزن.
13/02/1945
خراب مدينة دريزدن في قصف لسلاحي الجو الأمريكي والبريطاني
في 13 و 14 فبراير شباط خربت دريزدن نتيجة قصفها من الجو على أيدي سلاحي الجو البريطاني والأمريكي. وتفيد التقديرات بمقتل 100,000 من المدنيين في القصف الجوي. وقد وصف الكاتب كورت فونيغوت الذي كان أسير حرب في دريزدن، عمليات القصف في كتابه "المسلخ رقم خمسة". وقال وينستون تشيرتشيل في معرض إشارته إلى الهجوم الشامل للحلفاء على ألمانيا: "يلقي قصف دريزدن بظلاله القاتمة على طريقة تنفيذ الحلفاء لعمليات القصف".
11/04/1945
الأمريكيون يحررون معسكر بوخنفالد
بدأ آلاف السجناء اليهود الناجون من "مسيرة الموت" يتوافدون على بوخنفالد في أوائل سنة 1945. ونظرا لتقدم القوات الأمريكية في الأراضي الألمانية، باشر الألمان أخلاء المعسكر من نزلائه. وخلال عملية الإخلاء هلك نحو 25,000 سجين من يهود وغيرهم، ولكن خطة النازيين فشلت بفعل الإجراءات الناجحة للحركة السرية للسجناء، كعرقلة إرسال الأوامر للإس.إس. عبر اللاسلكي، مما أعاق عملية الإخلاء وأبطأها بشكل كبير.
وفي 11 أبريل نيسان 1945، حررت القوات الأمريكية 21,000 سجين في بوخنفالد والمعسكرات المتفرعة عنه، ومن ضمنهم نحو 4000 يهودي، بمن فيهم 1000 من الأطفال والشبيبة.
وبعد سنتين أصدرت محكمة أمريكية حكمها على 31 من حراس المعسكر، حيث حكم على اثنين منهم بالإعدام، وعلى أربعة آخرين بالسجن المؤبد.
12/04/1945
وفاة روزفلت وتعيين ترومان خلفا له
توفي فرانكلين ديلانو روزفلت، الرئيس الأمريكي ال 32 في 12 أبريل نيسان عن عمر يناهز الثالثة والستين، ومات منهكا ومريضا. وكان يخلد للراحة في وورم سبرينغز بولاية جورجيا، حين أصيب بصداع رهيب. وبعد ساعتين تحدد موته بسكتة دماغية. وأصدر تشيرتشل بيانا أعرب فيه عن حزنه "لفقيد الأمة البريطانية الكبير وفقيد الحرية في كل مكان". وامتلأت شوارع موسكو بالجماهير الباكية. أما في برلين، فقد هاتف غوبلز هتلر وقال مسرورا: "يا فوهرري، أزف إليك بشرى موت روزفلت! لقد كتبت لنا النجوم أن يكون النصف الثاني من أبريل نيسان نقطة تحول بالنسبة لنا". وعين خلفا لروزفلت نائبه هاري ترومان.
15/04/1945
قوات بريطانية تحرر بيرغن بلزن
في 15 أبريل نيسان حررت قوات بريطانية معسكر الاعتقال بيرغن بلزن. وعند إلقائهم أول نظرة على المعسكر، أصيب الجنود البريطانيون بالهلع، فقد عثروا على نحو 60,000 إنسان يعيشون في ظروف مروعة، حيث كانوا مصابين بأخطر الأمراض. وكانت آلاف الجثث ملقاة إلى جانبهم في العراء، بالإضافة إلى جثث عديدة في حالة من النحافة الشديدة، مدفونة في مقابر جماعية ضخمة وضمن أكوام على سطح الأرض. ولم يكن الجيش البريطاني جاهزا لمعالجة جميع المحتاجين للعلاج، ما أودى بحياة 14,000 سجين آخر خلال الأيام الأولى على التحرير، وهلك عدد مماثل من السجناء خلال الأسابيع التالية. وباشرت القوات البريطانية معالجة بقية السجناء وإعادة تأهيلهم.
28/04/1945
إطلاق النار على موسوليني
بدأت قوات الحلفاء تضيق الحصار على معاقل موسوليني. وتوجه موسوليني وعائلته أول الأمر إلى ميلانو، حيث أجروا مفاوضات غير ناجحة حول استسلامهم. وفي اللحظة الأخيرة اتصل بزوجته هاتفيا لتوديعها، ثم حمل بعض النقود وعددا من الوثائق السرية، فتوجه إلى الحدود السويسرية مع عشيقته كلارا بيتاتشي. وفيما كان يحاول التسلل إلى خارج الحدود الإيطالية قبض عليه أنصار الحلفاء الإيطاليون، ورغم أنه كان متنكرا بزي الجنود الألمان، تم التعرف عليه وعلى عشيقته في قرية دونغو المجاورة لبحيرة كومو. وتم إيقافه أمام الحائط بينما كان قائد الأنصار، الكولونيل فاليريو، يتلو عليه نص حكم الإعدام الذي أصدره بحقه. ثم تم إعدام موسوليني رميا برصاص رشاش ثقيل. وفي اليوم التالي علقت جثته من القدمين وعرضت على الملأ في ساحة لوريتو بمدينة ميلانو.
30/04/1945
انتحار هتلر
فيما كانت المعركة حول برلين مستعرة، كان هتلر الذي التزم ديوان المستشار، آمنا بوجه القوات السوفييتية. وفي 29 أبريل نيسان تزوج من عشيقته إيفا براون، ثم كتب وصيته الشخصية والسياسية، وعين مارتن بورمان خلفا له، ثم نحّى غورينغ وهيملر عن الحزب النازي، لعدم إخلاصهما له في ساعاته الأخيرة. وعين الأدميرال كارل دونيتس في منصب رئيس الرايخ وقائد القوات المسلحة بالوكالة، ثم ألقى خطابه الأخير الذي هاجم فيه "اليهودية الدولية".
وفي الثالثة والنصف بعد ظهر ال 30 من أبريل نيسان، وبعد 15 دقيقة من انتحار إيفا براون بابتلاع كبسولة من سم السيانيد، انتحر هتلر بإطلاق عيار ناري داخل فمه، وكان يرتدي بذلة جديدة من الزي النازي. وبعد ذلك قام أحد مساعدي بورمان بإخراج الجثتين من الملجأ وصب عليهما مادة الكيروسين وأشعل فيهما النار. أما وزير الدعاية جوزف غوبلز وعقيلته فقد انتحرا بعد قتلهما لأطفالهما الستة. وتنفس العالم الحر الصعداء عقب موت هتلر. أما الجمهور الألماني فلم يعلم شيئا عن انتحاره، لأن السلطات أعلنت عن "سقوط الفوهرر في المعركة ضد البلشفية". وبموته قبل أسبوع واحد من استسلام ألمانيا بدون شروط، أتى "رايخ الألف سنة" على نهايته.
02/05/1945
السوفييت يحتلون برلين
بدأت آخر مرحلة من مراحل الحرب الأوروبية، وهي المعركة حول برلين، في 21 أبريل نيسان. وقد شك ستالين في أن الحلفاء الغربيين سيسعون ليسبقوه إلى احتلال العاصمة الألمانية، فبادر إلى توجيه اثنين من أفضل جنرالاته، هما غيورغي جوكوف وإيفان ستيبانوفيتش كونيف، باحتلال المدينة قبل أن يحتلها الحلفاء الغربيون.
ووجهت قوات جوكوف وكونيف قصفا مدفعيا مكثفا إلى برلين، ثم احتلت المدينة المشتعلة شارعا بعد شارع، ومن خلال معارك كانت تدور من مبنى إلى آخر ومن غرفة إلى أخرى. وقتل في المعركة نحو 80,000 عسكري سوفييتي، وسقطت المدينة في 2 مايو أيار.
05/05/1945
تحرير ماوتهاوزن
في 3 مايو أيار أنيطت مهمة حراسة المعسكر بوحدة من شرطة فيينا، وفي 4 أيار لم يتم اقتياد السجناء للعمل، وشوهد أفراد الإس.إس. وهم يغادرون المعسكر. وفي اليوم نفسه قام قائد السجن بإعدام جميع السجناء الذين كانوا يعملون في المحرقة وفي الملجأ باستثناء واحد. وتم تحرير المعسكر في الغد، عند اقتراب آليتين مدرعتين أمريكيتين من باب المعسكر، واستقبالهما من قبل السجناء.
07/05/1945
ألمانيا تستسلم للحلفاء
استسلمت القيادة الألمانية العليا دون شرط، بعد فشل محاولة ألمانية أخيرة لتوقيع اتفاق استسلام منفرد مع الحلفاء الغربيين. وقام الجنرال ألفريد يودل، نيابة عن ألمانيا، بتوقيع وثيقة الاستسلام في مقر قيادة الحلفاء بمدينة رانس الفرنسية. وتوقف القتال في الساعة 11:01 من قبل ظهر التاسع من مايو أيار. وبعد ذلك بيومين، تم إبرام اتفاقية الاستسلام العام رسميا في برلين، ومع السوفييت هذه المرة، حين وقع الفيلدمارشال فيلهلم كايتل وثيقة مماثلة قدمها للجنرال غيورغي جوكوف. وبذلك وضعت حرب ألمانيا النازية على الحلفاء أوزارها.
08/05/1945
يوم النصر في أوروبا
بعد أيام قلائل من احتلال برلين دارت في شوارعها معارك في محاولة يائسة لجأ إليها الألمان لمقاومة الحلفاء. ولم تتوقف هذه المعارك بعد انتحار هتلر، بل تواصلت حتى استسلام ألمانيا. وأعلن تشيرتشل وترومان يوما للنصر، وكانت ردود الفعل هي ذاتها أساسا في جميع دول الحلف، أي تفجر مظاهر الفرح العارم، حيث اكتظت شوارع لندن والساحة الحمراء بموسكو وجادات مدينة نيويورك بعشرات الآلاف من المواطنين.
16/07/1945
مؤتمر بوتسدام
كان مؤتمر بوتسدام آخر مؤتمر حضره قادة الدول العظمى الثلاث، وينستون تشيرتشل وهاري ترومان وجوزف ستالين. وقد وافق الغرب على تخصيص الأراضي الألمانية الواقعة غربي نهر الأودر لبولندا. وتعويضا للاتحاد السوفييتي عن مجهوده الحربي، تم الاتفاق على تسليمه أجزاء من ألمانيا والنمسا وبلغاريا والمجر ورومانيا وفنلندا.
وتم تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق نفوذ، وهي منطقة سوفييتية في الشرق، ومنطقة بريطانية في الشمال الغربي، وأخرى فرنسية في الجنوب الغربي، ومنطقة أمريكية في الجنوب. ووقعت برلين بكاملها ضمن منطقة الاحتلال السوفييتي، ولكن تم استثناؤها من هذا الترتيب، حيث قسمت المدينة هي الأخرى إلى أربع مناطق سيطرة على غرار ما تم بالنسبة لألمانيا بأسرها، وأعلن في المدينة حكم عسكري للحلفاء المحتلين الأربعة.
06/08/1945
إلقاء قنبلة ذرية على هيروشيما، وقصف ناغاساكي بالسلاح النووي بعد ذلك بثلاثة أيام
تم إلقاء أول قنبلة نووية استخدمت ضد السكان المدنيين على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 أغسطس آب 1945. وتم اختيار هذه المدينة لكونها ميناء أساسيا ومركزا إنتاجيا لأسطول الطائرات الياباني ومركزا لإنتاج الوقود الاصطناعي. وأودت القنبلة بحياة 78,150 شخصا وأصابت 64 ألفا من السكان، ودمرت مركز المدينة بالكامل وشردت عشرات الآلاف. وفي 9 آب ألقيت قنبلة أخرى على مدينة ناغاساكي، فقتلت 40,000 نسمة وجرحت 25,000 أخرى.
وبعد أسبوع، أي في 14 أغسطس آب 1945، استسلمت اليابان.
وقد برر الأمريكيون هذا العمل بأنهم قصروا مدة الحرب من خلال إلقاء القنبلتين، وأنقذوا بذلك حياة مئات الآلاف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين، بل واليابانيين كذلك.
18/10/1945
بدء محاكمات نورمبرغ
بدأت محكمة دولية في نورمبرغ النظر في قضايا 22 من القيادات النازية في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية. وكان الحلفاء قد أعلنوا قبل انتهاء الحرب عن إصرارهم على معاقبة مرتكبي جرائم الحرب. واستهدفت تسمية المحكمة ب"الدولية" التأكيد على عالمية الأحكام المتوقعة وأهميتها بالنسبة للعالم قاطبة، وكانت أول محاكمة في تأريخ العلاقات الدولية هدفت إلى إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات بالوسائل القضائية المناسبة، بما فيها توفير الدفاع القانوني اللائق للمتهمين، بعيدا عن الإعدامات أو الأحكام الجماعية بعد محاكمة خاطفة. وتألفت هيئة المحكمة من قضاة أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وسوفييت، وقد اتخذت موقفا واضحا من مسؤولية الجرائم المرتكبة استنادا إلى أوامر تلقاها مرتكبوها، حيث قررت المحكمة أن الامتثال للأوامر لا يبرر تنفيذ الجريمة.
وتم ربط الأحكام المتعلقة بجرائم الحرب والجرائم بحق الإنسانية باضطهاد اليهود وإبادتهم، بغية الإعلان عن هذه الأعمال أعمالا لاإنسانية نظامية وممنهجة لم يسبق لها مثيل في تأريخ البشر.
وتم النطق بالحكم في 30 سبتمبر أيلول و 1 أكتوبر تشرين الأول من عام 1946، حيث حكم بالإعدام على كل من هيرمان غورينغ ويواخيم فون ريبنتروب وفيلهلم كايتل وإرنست كالتنبرونر وألفريد روزنبرغ وهانس فرانك وفيلهلم فريك ويوليوس شترايشر وفريتس زاوكل وألفريد يودل وأرتور زايس-إينكفارت ومارتن بورمان، علما بأن الأخير تمت محاكمته غيابيا.
09/04/1980
ألمانيا تغزو الدانمارك والنرويج
غزت قوات ألمانية الدانمارك والنرويج من البحر مستعينة بالغارات الجوية، واحتل حولي 100,000 جندي ألماني كانوا يختفون في سفن تظاهرت بأنها سفن تجارية سواحل أوسلو وبيرغن وكريستيانسوند وتروندهايم ونارفيك، واستولى مظليون على مطاري أوسلو وستافانغر. ورغم كون الغزو قد فاجأ النرويجيين تماما، إلا انهم تمكنوا من إلحاق خسائر فادحة بالبحرية الألمانية. أما في الدانمارك فكادت القوات الألمانية الغازية لا تواجه أية مقاومة. وعللت ألمانيا ممارساتها بأنها تحوز عل وثائق تدل على نية بريطانيا وفرنسا احتلال النرويج.
ونالت القوات الألمانية الغازية مباركة فيدكون كفيزلينغ الذي أعلن عن نفسه رئيسا لوزراء النرويج. ومثل هذا الغزو شهادة على تخلي هتلر عن آماله في توقيع اتفاق سلام مع فرنسا وبريطانيا.
The good news:
The Yad Vashem website had recently undergone a major upgrade!
The less good news:
The page you are looking for has apparently been moved.
We are therefore redirecting you to what we hope will be a useful landing page.
For any questions/clarifications/problems, please contact: webmaster@yadvashem.org.il
Press the X button to continue