تم إنشاء معسكرات الاعتقال النازية داخل ألمانيا بعد وقت قصير من تولي النازيين الحكم فيها بهدف اعتقال معارضي النظام لكسر شوكتهم وفي العديد من الحالات لتصفيتهم جسديا. وكان الكثيرون من اليهود بين أعضاء الأحزاب والنقابات المهنية وأصحاب المهن الحرة والأكاديميين الذين أصبحوا هدفا للإرهاب النازي وتقرر إرسالهم إلى مختلف المعسكرات في السنوات اللاحقة. وبعد ليلة الزجاج المحطم باتت المعسكرات تشكل بصورة رئيسية سلاحا آخر من الأسلحة الفتاكة في ترسانة السياسة المناهضة لليهود. وكان من بين المعسكرات الأكثر شهرة والتي عملت في الفترة ما بين سنتي 1933 و1939 معسكرات داخاو وأورانينبورغ وزاكسنهاوزن وبوخنفالد ورافنسبروك. وبعد عام 1939 تم دمج عدد منها في الشبكة الكبرى للمعسكرات التي تم فيها اعتقال الملايين من اليهود وأبناء الشعوب الأخرى في أوروبا المحتلة لاستغلالهم في أعمال العبيد القاصمة للظهور ثم قتلهم. ومع توسع تلك الشبكة، تغيرت طبيعة المعسكرات، ما يحتم التمييز بين المعسكرات الانتقالية ومعسكرات الاعتقال النازية ومعسكرات العمل. وعند إتيان الألمان ب"الحل النهائي"، في مرحلة القتل الجماعي، انضمت إلى تلك الشبكة معسكرات الإبادة.