في خريف 1944 وأوائل شتاء 1945 بدأت عملية إجلاء نزلاء المعسكرات، والتي عرفت بمسيرات الموت. ففي الخامس والعشرين من تشرين الثاني 1944 أصدر هيملر أوامره لتفكيك منشآت القتل الجماعي في آوشفيتس، وفي كانون الثاني 1945 صدرت الأوامر لإخلاء جميع المعسكرات المجاورة للجبهة والسير بنزلائها على الأقدام إلى الأراضي الألمانية. وفعلا بدأت "مسيرات الموت" من آوشفيتس إلى غروسروزن، زاكسنهاوزن، ماوتهاوزن، داخاو، رافنسبروك، بوخنفالد وبيرغن بلزن. وتم تحرير معسكر آوشفيتس على أيدي الجيش السوفييتي في 20 من كانون الثاني يناير 1945. وفي تلك الأثناء كان الألوف المؤلفة من اليهود المرضى المرهقين يحتضرون في مسيرات الموت النازية، حيث يقدر عدد المشتركين في تلك المسيرات ب200 ألف نسمة، أما عدد الهالكين فيها داخل الأراضي الألمانية فيقدر بنحو 80 ألفا، مات جميعهم قبل أسابيع بل أيام من نهاية الحرب، حيث بلغ حصاد الموت في بيرغن بلزن وحدها نحو 40 ألف شخص.
وفي أوائل نيسان 1945، وفي الساعات الأخيرة من عمر ألمانيا النازية، وقبل أن يضع حدا لحياته في ملجئه المحصن تحت الأرض في مدينة برلين، ألف آدولف هتلر "وصيته السياسية" والتي دعا فيها إلى مواصلة الحرب على "اليهودية العالمية". وتجسد تلك الوثيقة الحقد المسموم للشعب اليهودي والذي كانت نتيجته النهائية قتل ستة ملايين من اليهود خلال عهد هتلر في الحكم.